جريدة الزمان

مقالات الرأي

عرس القاهرة الثقافى

-

تجرى حاليًا استعدادات لافتتاح الدورة 48 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى يعد أكبر معرض على مستوى الشرق الأوسط، وثانى أكبر معرض على مستوى العالم بعد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب فى ألمانيا.

تحمل هذه الدورة عنوان "الشباب وثقافة المستقبل" وتنطلق  يوم 26 يناير الحالى، وتستمر إلى يوم 10 فبراير المقبل، واختير الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور شخصية المعرض والمملكة المغربية ضيف شرف، إذ أعدت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د. هيثم الحاج على برنامجًا حافلًا للتعربف بالأدب المغربى والاحتفاء به، يتضمن أمسيات شعرية وقصصية ونقدية مصرية – مغربية مشتركة، وندوات لرموز الأدب والثقافة فى المغرب من أمثال محمد بنيس ومحمد برادة وصلاح الوديع وفاطمة الزهراء أزرويل ومحمد مشبال وغيرهم.

وبلاشك فإن إقامة المعرض فى ظل الظروف الحالية يمثل تحديًا لأجهزة وزارة الثقافة، ففضلًا عن ضخامة الجهد التنظيمى، فإن الوزارة راعت الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد وحرصت على ألا تزيد سعر تأجير المتر داخل المعرض ليبقى كما كان العام الماضى، رفعًا للمعاناة عن الناشر المصرى، وتشجيعًا للناشرين العرب على المشاركة.

 معرض هذا العام كما قال لى مصدر بالوزارة سوف يكون للشباب دور كبير فيه، سواء من حيث نسبة المشاركة فى النشاط الثقافى المصاحب أو من حيث عدد الجوائز الخاصة، إذ ستقدم جائزتين جديدتين للكتاب الأول.

وبرغم أن النشاطات الثقافى المرافق للدورة لم تتضح قسماته بعد إلا أننى أتوقع أن يتضمن بث دماء جديدة بعيدًا عن الوجوه التقليدية، التى هيمنت على فضاء المعرض خلال السنوات العشرين الماضية، حتى ملّها الجمهور بعدما عجزت عن تقديم رؤى جديدة أو تطوير أفكارها، وباتت تعزف منفردة فى غير زمانها.

وإذا كان المعرض اختار الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور ليكون شخصية الدورة تقديرًا لدوره فى سنوات التأسيس الأولى، فإنى آمل أن يمتد الاحتفاء ليشمل اسم الراحلة د. سهير القلماوى أول مشرفة على المعرض فى سنته الأولى، والراحل د. سمير سرحان، لما قدمه خلال رئاسته لهيئة الكتاب من تطوير للمعرض ونشاطاته، وأوصله ليكون ثانى أكبر معارض الكتاب فى العالم.

إن تكريم أهل الفضل مقياس رقى الأمم.