رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

أخبار

«أبو الغيط» يكشف حيلة السادات لإجبار إسرائيل على التفاوض بعد الحرب

قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، إن الرئيس الراحل أنور السادات فاجئ مكتب الأمن القومي في 30 سبتمبر 1973 بعزمه خوض حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل.

وأضاف أبوالغيط، في حفل إطلاق وتوقيع الطبعة الإنجليزية من مذكراته، "شاهد على الحرب والسلام" الذي تقيمه دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن السادات كان يخطط لشن هجوم مفاجئ على إسرائيل ووضع قدم في سيناء لإجبارهم على الدخول في مفاوضات سلام حتى تعود سيناء إلى مصر وهو ما قد تحقق في النهاية.

وتابع: "كانت خطة السادات تسير بنجاح فائق حتى وقف إطلاق النار في 14 أكتوبر في أعقاب ثغرة الدفرسوار والتي دمرت فيها وحدة مدرعة كاملة للجيش المصري بسبب تطوير الهجوم".

وأشار إلى أن السادات تعرض لانتقادات عقب إعلانه وقف إطلاق النار على الرغم من أن إسرائيل قبلت قرار السادات.

وقال إن السفير البريطاني الحالي جيفري أدامز كان والده سفيرًا للمملكة المتحدة بالقاهرة وقت الحرب واتصل بالسادات في وقت متأخر من الليل لإبلاغه بأن إسرائيل ستوافق على وقف إطلاق النار إذا أعلن ذلك السادات.

ولفت إلى أن السادات اتخذ قرارًا جرئ أدهش الدبلوماسيين والسياسيين بإعلانه وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي للسادات وهو لواء من الطراز الرفيع أدهش وتعجب بقرار بوقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن الجيش المصري لو استمر في الحرب وقتئذ لم نكن نضمن احتمالية نجاحنا في إعادة الأرض.. وهيكل لم يفهم ذلك والسوريين كانوا يريدون أن نستمر في الحرب حتى نصل لشواطئ البحر".

وقال إن الإسرائيلين تلاعبوا وماطلوا في الجلوس على مائدة المفاوضات بعد توقف حرب 1973، وأن الإسرائيليين اقترحوا المفاوضات عن طريق المراسلات لكن السادات فهم اللعبة الإسرائيلية.

وتابع: "السادات قبل الاقتراح الإسرائيلي على الرغم من اعتراض الدبلوماسيين وقتئذ على التعامل الإسرائيلي، لكن السادات قال لهم: "أنا عايز أرض مصر وأخلصها من المصيبة الكبرى قبل أن يمضي في عملية الاتفاقية".

وأشار إلى أن "مصر لم تكن غير قادرة على شن عملية جديدة بسبب قوات حفظ السلام فقرر السادات عمل مفاجأة لتحريك الجانب الإسرائيلي".

وتابع: "قام بشيء جديد وهو أن زار خصمه في داره.. وشجاعة هذا الرجل أن ذهب للخصم في تل أبيب، وجاء رد إسرائيل سلبي للغاية بأنها متقدرش تخلي المستوطنات بتاعتها في سيناء".

ولفت إلى أنه بكى يوم أن ذهب السادات إلى تل أبيب نظرًا للعقيدة المصرية التي تربت على الحرب مع إسرائيل.

واستطرد أن السادات وضع إسرائيل أمام الرأي العام العالمي وتدخل الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة حتى استطاع مجاراة الإسرائيليين ووصل في النهاية على مبتغاه بإعادة سيناء إلى مصر".

ويتطرق أبو الغيط من خلال المذكرات إلى حرب أكتوبر 1973 والجهود الدبلوماسية التي أعقبتها، ليكشف لأول مرة أسرار مسيرته الطويلة، ويقدم رؤية مليئة بالمعلومات من واقع تجربته الشخصية خلال ذلك الوقت المضطرب في تاريخ الشرق الأوسط أحمد أبو الغيط هو الأمين العام لجامعة الدول العربية منذ أن تم انتخابه عام 2016.