رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

أخبار

حياة الرسول -عليه الصلاة والسلام- في مكة

عاش النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- أطول فترة من حياته في مكة المكرمة، والجزء الأخير عاشه في المدينة المنورة التي هاجر إليها، وفي مكة كانت أطول فترات حياته -عليه الصلاة والسلام- وذلك لأنه عاش في مكة ما يقرب من ثلاث وخمسين سنة، وفي هذه المقال سوف نستعرض ملخص لحياة النبي -عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة.

ولد النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة في سنة 571 ميلاديًا في عام الفيل، ولما ولد النبي -عليه الصلاة والسلام- كان أبوه عبد الله بن عبد المطلب قد مات قبل وفاته بستة أشهر، فولد النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- يتيمًا، وكان من عادة العرب أنهم إذا ولد لهم ولد يبعثونه إلى الصحراء ليعيش مع العرب الأقحاح حتى يستمد منهم عادات العرب الأصلية واللغة السليمة ويتعلم منهم القوة والشدة، وفي العام الذي ولد فيه النبي محمد جاءت نساء العرب ليأخذوا أولاد الوجهاء والأغنياء ليستفيدوا من وراءهم الأموال، ولكن لم يذهب أحد لبيت النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- لأنهم عرفوا أنه يتيم وفي ذلك الوقت لم تحصّل حليمة السعدية ولدًا من أولاد الأغنياء فلم تجد غير محمد الطفل اليتم فأخذته وبعدها رأت البركات التي حلت عليها بعد هذا المولود المبارك.

وتمر الأيام ويكبر محمد -عليه الصلاة والسلام- ويعود إلى أهله في ربوع مكة وما هي إلا أيام معدودة حتى ماتت أمه، ليأخذه جدُه عبد المطلب ليعيش معه، ولم تمر السنتان حتى مات جده، فانتقل للعيش مع عمه أبي طالب بن عبد المطلب، وكان أبو طالب أحد شيوخ مكة المعروفين، فرباه على أخلاق العرب، وشهامة قريش، وعلّمه التجارة، فلما كان يسافر أبو طالب في رحلاته التجارية كان يأخذ معه النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ليتعلم أصول التجارة.

وكان يعرفه عنه أنه لا يخالط شباب قريش في الأمور غير الممدوحة التي يفعلونها مثل شرب الخمر أو السجود للأصنام، وكان معروفًا بلقبه الصادق الأمين، لأنه لا يكذب ولا يتعدى على أموال أحد، حتى أن أهل مكة كان يحفظون أموالهم وودائعهم عنده لأمانته وصدق حديثه، وكانت أحد النساء التاجرات في مكة تبحث عن أحد ليتاجر في مالها وهي السيدة خديجة بنت خويلد، فأخبرت عنه فطلبت منه أن يتاجر في مالها وبالفعل خرج بأموالها وتاجر فيها، ولما عاد سئلت خديجة بنت خويلد غلامها ميسرة الذي كان يرافق النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- في التجارة عنه فحدثها عن أخباره وصدق حديثه وأمانته، ثم تقدم النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- ليتزوجها بالفعل تم الزواج وهو في عمر الخامسة والعشرين من عمره، وأنجب منها أربعة بنات وهن زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة وولدين هما القاسم عبد الله.

وكان من عادت النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- أن يخلو بنفسه في أيام شهر رمضان، وفي أحد ليالي رمضان حدث الأمر الذي غير وجه الكرة الأرضية وهو نزول الوحي من السماء مع الأمين جبريل ونزلت أول آية من القرآن الكريم اقرأ باسم ربك الذي خلق، ونزل النبي محمد بهذا الوحي وبلغه إلى أقرب الناس إليه وأولهم زوجته خديجة التي آمنت به وتبعها أقرب الناس إليها مثل صديقه أبو بكر وعثمان بن عفان ابن عمه علي بن أبي طالب وغيرهم، ثم بدأ النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- أن يدعو بعض الناس في ربوع مكة فبدأ يؤمن به البعض ورفض دعوته البعض.

ولما بدأ أعداد أتباع محمد -عليه الصلاة والسلام- يزيدون بدأ أهل مكة في إظهار العداوة له ولمن آمن به، فبدأ يفكر النبي بالخروج بدعوته خارج حدود مكة وخرج إلى المناطق المجاورة لمكة مثل الطائف، ولكن يا للأسف لاقى من أهل الطائف مثل ما لاقى من أهل مكة، حتى وجد أتباع أفاضل يحملون دعوته في بلد قريب من مكة وهي يثرب فهاجر النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- إليها حتى يجد أرضًا خصبة لدعوته وهنا يبدأ الجزء الثاني من حياة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-