الزمان
درع الدورى يتحرك إلى استاد القاهرة تمهيدا لمنحه للأهلى كلب يتسبب فى إصابة سيدة بمدينة 6 أكتوبر إصابة إمام عاشور بالكتف في مباراة لأهلي وفاركو ونزوله بعد تلقي العلاج الزمالك يخاطب اتحاد الكرة لحضور السعة الكاملة للجماهير فى نهائى الكأس محافظ مطروح: استمرار الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى المبارك جوجل تتكبد 100 مليون دولار لمنع ”نيل موهان” من الانضمام إلى X مدبولي عن الإيجار القديم: الفترة الانتقالية للوحدات السكنية أطول من التجارية رئيس الوزراء: لا يوجد شحنة لحوم تدخل مصر إلا ويتم مراجعتها ضبط تشكيل عصابي تخصص في استخلاص مادة فعالة من أحد الأقراص الطبية التى تستخدم فى تصنيع مخدر الآيس تمهيداً لتهريبها خارج البلاد مجلس الوزراء يوافق على 11 قرارا خلال اجتماعه الأسبوعى اليوم الرئيس السيسى يوجه باستمرار تنفيذ خطط التحول الرقمى وتطوير البنية التكنولوجية أكاديمية الشرطة تُنظم الاجتماع الخامس لرؤساء إدارات التدريب بالدول الأفريقية ”الأفريبول”
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

تجنى ملايين الجنيهات..

نحذر.. من أكاديميات التأهيل العسكري

تزعم قدرتها على زيادة الطول وإنقاص الوزن ومعالجة التشوهات

خبراء أمنيون: تبيع الوهم للطلبة.. ضحايا: نصبوا علينا

«نؤهلك للالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة خلال 30 يومًا.. حقق حلمك معنا.. خبرة أكثر من 25 عامًا فى مجال الإعداد العسكرى.. اختبارات طبية وبدنية ورياضية على يد خبراء متخصصين.. نعالج السمنة والنحافة والفلات فوت وعيوب القوام.. لدينا إقامة للمغتربين.. فروعنا تنتشر فى جميع أنحاء الجمهورية.. عرض تحطيم الأسعار بـ300 ألف جنيه فقط.. إلخ».. مع بدء إعلان نتائج الثانوية العامة والأزهرية وإعلان أكاديمية الشرطة والكلية الحربية عن فتح باب القبول أمام الطلاب الجُدد.

تبدأ إعلانات ما تسمى بـ«أكاديميات التأهيل العسكرى» فى غزو صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وجدران المدارس ومحطات المترو ووسائل المواصلات تحت شعارات واهية تُسيل لعّاب الراغبين فى الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة، ولم تكتف بذلك بل بعضها ذهب إلى أبعد من ذلك، وتتدعى قدرتها على اجتياز الطلاب للاختبارات، ومن ثم إلحاقهم بالكلية.

وهى فى الأساس، أكاديميات للنصب تبيع الوهم لأبنائنا الطلاب الراغبين فى القبول بأكاديمية الشرطة والكليات العسكرية، وتجنى من وراء ذلك ملايين الجنيهات تتحصل عليها من جيوب أبنائنا الطلاب.

ويبدأ نشاط ما تسمى بأكاديميات التأهيل العسكرى مع كل عام، وتنتشر هذه الأكاديميات فى القاهرة والجيزة، وتوفر إقامة للمغتربين، وهى عبارة عن «صالة جيم»، وتقوم باستجئار ملاعب الأندية الرياضية وحمامات السباحة، مقابل مبالغ مالية يتم الاتفاق عليها مسبقًا بينها وبين القائمين على هذه الأندية وحمامات السباحة، بعيدًا عن أعين الجهات الرقابية والمعنية بهذا الأمر، كنقابة المهن الرياضية، والمجنى عليهم فى النهاية هم الطلاب الذين يجدون أنفسهم فى نهاية المطاف ضحية عملية نصب.

الضحايا يتحدثون

شريف عبدالواحد، طالب بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة عين شمس، أحد ضحايا هذه الأكاديميات، كغيره من الآلاف من أبناء جيله الذين يحلمون بالالتحاق بأكاديمية الشرطة،  يروى لـ«الزمان» عملية النصب التى تعرض لها قائلا: «وجدت إعلانا لأكاديمية تسمى الديب للتأهيل العسكرى على جدران مدرستى، جاء فيه: نؤهلك للالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة.. فقط اتصل على هذا الرقم»، ويتابع: «لم أتردد لحظة وعلى الفور قمت بالاتصال بهذا الرقم، واستفسرت عن الكورس التدريبى وذهبت إلى مقر الأكاديمية التى وجدتها عبارة عن صالة جيم، ودفعت مبلغ 2000 جنيه، وفى اليوم التالى قاموا بتدريبى على بعض التدريبات البدنية».

ويضيف: «أبلغونى أن هناك كشفا طبيا يتم إجراؤه على المتدربين مقابل مبلغ 500 جنيه، فوافقت للاطمئنان على نفسى، وأبلغونى بأننى لائق بدنيا، وهو ما رفع من معنوياتى وزاد من حلم الالتحاق».

وتابع: «ذهبت لإجراء الكشف الطبى الخاص بأكاديمية الشرطة، وفوجئت بأننى راسب لوجود تقوص فى القدمين»، وعندما عرضت الأمر على الأكاديمية التى تتولى تدريبى، أبلغونى بأن هناك كورس مكثفا وبعد انتهائه سيتم إزالة هذه العقبة من خلال التدريبات البدنية، وهو ما لم يحدث، ورسبت للمرة الثانية فى الالتماس الذى تقدمت به لأكاديمية الشرطة لإعادة الكشف الطبى، وفى النهاية لم يتم قبولى وأنفقت أكثر من 7 آلاف جنيه دون نتيجة.

شريف ليس وحده فقط ضحية ما تسمى بأكاديميات التأهيل العسكرى، والتى ازداد نشاطها خلال السنوات الأخيرة مع زيادة أعداد الراغبين فى الالتحاق بالكليات العسكرية، والتى تُقدر سنويًا بـ50 ألف راغب، وإنما هو فقط واحد من العشرات الذين تواصلت معهم «الزمان»، ووجدوا أنفسهم فى النهاية ضحية عملية نصب قذرة.

ويقول الطالب محمود عويس، الطائب بالفرقة الأولى بكلية الأداب جامعة القاهرة: «حصلت على مجموع 82% فى الثانوية العامة، وقمت بسحب ملف الالتحاق بالكلية الحربية، وأنا فى طريق عودتى إلى المنزل، لفت انتباهى إعلان على جدران عربة المترو، عن مركز يسمى بالرياضى الدولى للتأهيل للكليات العسكرية والشرطة، فقمت بالذهاب على الفور إلى عنوان المركز وهو عبارة عن مكتب فى شقة سكنية فى إحدى عمارات مدينة نصر، تُشرف عليه موظفة، ووجدت العشرات من الطلاب، واستفسرت عن طلبى، وقمت على الفور بسداد مصاريف الالتحاق والتى تقدر بـ2500 جنيه».

ويضيف: «كما قام المركز بإغرائى بشراء كتيب صغير يتضمن معلومات عن اختبارات الكليات العسكرية ونبذة عنها وسُبل اجتيازها، مرفق به صور لعشرات الطلاب الذين التحقوا بهذا المركز وأصبحوا طلابًا فى صفوف الكليات العسكرية، قمت على الفور بشرائه مقابل 150 جنيها».

ويتابع: «فى اليوم التالى ذهبت إلى العنوان الذى أعطاه لى المركز، وذهبت له، فوجدته عبارة عن أرض فضاء به تراك، وقمت ببعض التدريبات كالعقلة والضغط والجرى، وفى اليوم التالى أبلغونا بأن المركز متعاقد مع خبراء لإجراء الكشوفات الطبية لاجتياز الكشف الطبى الخاص بالكلية الحربية، وذلك نظير مبلغ 500 جنيه، وقمت بالفعل بدفع المبلغ أنا وزملائى، وذهبنا لعيادة طبية بها شخص يرتدى ملابس رياضية، وقام بالكشف علينا ظاهريًا، وأبلغنا بأننا لائقين طبيًا».

ويستطرد: «وعند إجراء الكشف الطبى الخاص بالكلية الحربية، وجدت نفسى غير لائق، بسبب ضعف فى العين اليسرى، وعندما أبلغت المركز أوهمونى بقدرتهم على اجتياز هذه الاختبار من خلال توصية مقابل مبلغ 7000 جنيه، ومع سعيى لتحقيق حلمى دفعت المبلغ مُضطرًا، ولكننى فوجئت فى النهاية بأننى راسب للمرة الثانية، فقمت أنا ووالدى بتحرير محضر ضد هذا المركز الذى استولى على فلوسنا، حمل رقم 2667 لسنة 2018».

مراكز تُسيل لعباب الضحايا

وتزعم أكاديمية تسمى نفسها العالمى للتأهيل العسكرى، من خلال إعلان لها على إحدى جدران المترو بأنها تستطيع زيادة طول القامة من خلال 5 سم إلى 15 سم فى أقل من أسبوع.

وأخرى تسمى الأوليمبى، من خلال إعلان لها على جدران إحدى المدارس فى منطقة العمرانية بالجيزة، بأنها تستطيع معالجة تقوس القدمين والتصاق الساقين وتشوهات القدمين خلال أسبوع مقابل مبلغ 700 جنيه.

وأعلنت أن لها فروعا تغطى جميع أنحاء الجمهورية، ومدربين متخصصين فى الإعداد العسكرى، وإقامة للطلبة المتغربين كما أعلنت عن توافر حمامات سباحة خاصة بها للتدريب الطلبة على السباحة وإجراء قفزة الثقة اللازمة لاجتياز الاختبار، مؤكدة أن الفترة الزمنية لكورس السباحة تختلف على حسب المدة، والكورس 15 يومًا بـ1500 جنيه، وكورس مكثف بـ5 آلاف جنيه.

وثالث يدعى الروبى للتأهيل العسكرى، أعلن فيه أن الأكاديمية تقوم بإعداد الطالب خلال 30 يومًا من جميع النواحى بدنيًا ورياضيًا ونفسيًا، وتدربه على اختبارات الكليات العسكرية، وتقوم بإجراء مماثل لاختبار السمات الشخصية الذى تجريه الكليات العسكرية للمتقدمين لها،  ويوضح الإعلان بأنها تقوم بإجراء فحوص طبية من خلال أطباء كبار، وتدريب السباحة ورفع اللياقة البدنية على يد أبطال أولمبيين، كل ذلك مقابل 6 آلاف جنيه.

سبوبة ووسيلة سريعة للثراء

فتح اللواء حسنى حسين، الخبير الأمنى، النار على  ما يسمى بأكاديميات التأهيل العسكرى، قائلا: «مجرد صالة جيم يُشرف عليها مدرب لياقة بدنية، الهدف الأول والأخير هو تحقيق مكاسب مالية من الطلبة الراغبين فى الالتحاق بالكليات العسكرية عبر بيع الوهم لهم، والادعاء بأنها مراكز قادرة على تأهيلهم للإلتحاق بالكليات العسكرية».

ويضيف: «يكثر نشاطها فى هذه الفترة من كل عام مع فتح باب القبول بأكاديمية الشرطة والكلية الحربية، ونظرًا لكثرة أعداد المتقدمين والراغبين فى إلحاق أبنائهم بهذه الكليات، تنجح هذه المراكز فى الوقيعة بالمئات من الضحايا عبر إعلاناتها المنتشرة فى مواقع التواصل الاجتماعى، والخاسر الوحيد فى النهاية هو الطالب، الذى يجد نفسه ضحية عملية نصب».

ويتابع: «على الراغبين فى الالتحاق بالكليات العسكرية، أن يضع أمله الأول والأخير على المولى – عز وجل- هو وحده الذى يهيئ أسباب القبول، أما هذه المراكز، مجرد سبوبة وأكل عيش وبيع للوهم».

تخالف القانون ولا بد من إغلاقها

ويطالب اللواء مصطفى بكر، مساعد وزير الداخلية سابقًا، ضحايا مراكز التأهيل العسكرى، بالذهاب فورًا إلى الجهات المعنية وتقدم بلاغات ضدها، نظرًا لما تقوم به من ممارسات تخالف القانون وتشكل جرائم فى نظر قانون العقوبات، كما يطالب نقابة المهن الرياضية بالتحقيق فورًا حول مدى قانونية ما تسمى بمراكز التأهيل العسكرى، وهل هى حاصلة على ترخيص بذلك من عدمه؟.

تبيع الوهم للضحايا

ويرى اللواء بهاء حامد، مساعد وزير الداخلية سابقًا، أن هذه المراكز تستغل حاجة الطلاب وأسرهم الذين يأملون فى إلحاق أبنائهم بالكليات العسكرية، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل، فخريجو الكليات العسكرية يتمتعون دون غيرهم، بفرصة عمل بمجرد التخرج بعيدا عن المزايا الأخرى، وهو ما يجعل الأسر تبحث عن منفذ يساعدها فى القبول بهذه الكليات.

ويتابع: عمليًا وطبيًا يستحيل زيادة طول القامة ومعالجة تقوس القدمين والتشوهات الجسدية، فى فترة وجيزة كما تزعم هذه الأكاديميات، إذ نحن أمام عمليات نصب ممنهجة تسيل لعّاب أبنائنا الراغبين فى الالتحاق بالكليات العسكرية.

ويضيف: على وزارة الرياضة أن تقوم بدورها تجاه هذه المراكز، وتحقق فى مدى مشروعية الأنشطة التى تقوم بها، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد القائمين عليها.

click here click here click here nawy nawy nawy