رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حوادث

ضحايا يتحدثن عن تجربتهن لأول مرة.. «الإجهاد».. الموت الإجباري للنساء في مصر

«حبوب الميزوتاك» سريعة المفعول للإجهاض فى الصيدليات دون رقابة

تعرضت سماح سمير سيدة فى منتصف الثلاثينيات من عمرها لحادث سير تسبب فى كسر ساقيها، فى أول مايو الماضى، مما أدى إلى دخولها فى سلسلة من العمليات الكبيرة نتج عنها تركيب شرائح ومسامير حتى أصبحت غير قادرة على الحركة بشكل طبيعى مما دفعها للإجهاض باستخدام الميزوتاك بعد علمها المفاجئ بحملها لعدم قدرتها على الإنجاب مرة أخرى.

وقالت سماح لـ«الزمان»: شعرت بالخوف عندما تأكدت أنى حامل فأنا أم لطفلين أعمارهما لم تتعد 5 سنوات وأعانى من كسر مضاعف فى قدمى وأتعاطى الكثير من الأدوية التى قد تؤدى إلى تشوهات الجنين، وكان الاحتفاظ بهذا الطفل أمرا صعبا بالنسبة لى، وقد كان قرار الإجهاض قرارا مشتركا بينى وبين زوجى، فقررنا بعدها السفر إلى القاهرة وأجرينا عملية إجهاض وتنظيف للرحم فى عيادة أحد الأطباء الكبار بمبلغ 4 آلاف جنيه عن طريق تعاطى حبوب الميزوتاك التى تسببت فى انقباضات شديدة بالرحم نتج عنها التخلص من الحمل بعد فقدان كمية كبيرة من الدم عن طريق المهبل.

بينما قالت «جيهان.ج» فتاة فى العقد الثانى من عمرها خلال رحلة البحث عن عمل، إنها بعد وفاة والدها تعرفت على أحد الشباب وبعد علاقة غير شرعية دامت قرابة الشهرين ظهرت علامات الحمل على جسدها وبعد إخبار الشاب بذلك طلب إجهاض الجنين لعدم قدرته على الزواج بها، وعقب البحث عن الطبيب المناسب والاتفاق معه على كل التفاصيل تم إجراء العملية التى لم تستغرق سوى ثلاث ساعات فقط، إذ أجريت باستخدام حبوب الميزوتاك سريعه المفعول بعد إجراء كشف طبى بالموجات الفوق صوتية قبل تناول الحبوب حتى يتأكد الطبيب من وجود الجنين داخل الرحم وتتم العملية بسهولة .

وتتابع: فور دخولى غرفة العمليات طلب منى الطبيب تناول مجموعة من أقراص الميزوتاك على فترات متتالية بعد وضع الجرعة المكونة من قرصين تحت اللسان، وواصلت: بعد نحو ثلاث ساعات من تناول هذه الأقراص بشكل متكرر بدأت أشعر بآلام شديدة بالرحم حينها قرر الطبيب زيادة الجرعة حتى تسببت فى انقباضات حادة للرحم صاحبها نزيف شديد حتى سقط الجنين.

الأمر نفسه حدث مع «روحية.ن» صاحبة الـ30 عاما، إذ تروى ما حدث معها عقب الانفصال عن زوجها، قائلة إنها قررت العمل بأحد مصانع الخردة كى تستطيع العيش، وبعد عدة أشهر طلب منها المسئول عن المصنع الزواج عرفيا مقابل توفير مكان للإقامة، ونظرا لأعباء الحياة وافقت على طلبه، وبسبب مشاكل وأخطاء فى استخدام حبوب منع الحمل تم الحمل بشكل مفاجئ.

واستكملت: لخوفى مما سيحدث قررت الإجهاض لأننى لا أريد إنجاب أطفال لأب لا يرغب فى أن ينسبهم إليه، وهذا ما دفعنى إلى الذهاب لأحد أطباء النساء والتوليد بشارع الهرم، والذى قرر أن يكون الإجهاض باستخدام حبوب توضع تحت اللسان وتسمى «الميزوتاك».

ولفتت إلى أنها قامت بشرائها من الصيدليات دون عناء وعقب تناول الجرعات المحددة بـ4 ساعات بدأ تأثير الحبوب على الرحم حتى تسببت فى انقباضات شديدة لمده تجاوزت النصف ساعة، حينها بدأت فى فقدان الدم عن طريق المهبل والرحم بشكل كبير حتى قام الرحم بالتخلص من الجنين  .

العقار بالسوق السوداء

فى إحدى العيادات، اتفق مجموعة من الأطباء على نفس الرأى أبرزهم الدكتور كارم محمد وعادل عبدو، إذ أكدوا أن العقار المذكور متوافر لدى العديد من الأطباء والصيدليات، بنفس السعر لكونه يساعد السيدات على الإجهاض بشكل سليم وفى أسرع وقت .

وبمساعدة إحدى الحالات توصلت محررة «الزمان» إلى صيدلية بالهرم تبيع الميزوتاك، وفى البداية رفض الصيدلى التعامل بحجة أن وزارة الصحة لم تعد تصرف هذا العقار ويتم بيعه بالمستشفيات الحكومية فقط، وبعد محاولات مستمرة عرض علينا توفيره مقابل 500 جنيه للعبوة الواحدة، وطلب أن تتم الصفقة خارج الصيدلية لأن الدواء لا يتم صرفه حتى لو بتعليمات الطبيب، وذلك لأن الصيدليات غير مصرح لها بذلك.

بينما أكد الدكتور على محروس رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر بوزارة الصحة على عدم ورود أى شكاوى أو بلاغات بشأن الأطباء الذين يقومون بعمليات الإجهاض باستخدام الميزوتاك حتى يمكن ضبطهم معللا ذلك بأن هذه العمليات تتم بشكل سرى وفى إطار توافقى ما بين السيدة والطبيب.

وأضاف: أعتقد أن الطبيب لو عرف من الأساس أن القانون سيعاقبه بالسجن 15 عاما حال إجرائه العملية فإنه لن يقدم عليها وللأسف يصعب علينا حصر حالات الإجهاض أو ضبط الأطباء متلبسين بشكل مفاجئ إلا فى حالة وجود بلاغ رسمى لأنه من السهل أن ينكر الطبيب إجراءه هذا النوع من العمليات خاصة أن السيدة لن تعترف على نفسها بإجرائها للعملية خوفا من التشهير بها أو تشويه سمعتها.

بينما أشارت الدكتورة مى على استشارى نساء وتوليد بالقصر العينى إلى أن استخدام الميزوتاك فى الأشهر الأخيرة من الحمل يؤدى إلى عيوب خلقية كبيرة للجنين، كما أنة يؤثر على المولود خلال الأشهر الأولى عن طريق مروره فى حليب الثدى، مؤكدا على أن استخدامه فى الإجهاض يكون بطريقة غير علمية وهذا قد يؤثر على حياة الأم خاصة بعد 120 يوما من الحمل .