رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

وزير الأوقاف: «التيسير أصل ديننا الحنيف»

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن السماحة خلق أصيل في ديننا الحنيف وإن التيسير أصل، منوهًا بأن بعض الناس يفهم خطأ أن التيسير فرع عن الأصل، ولكنه ليس فرعًا وإنما هو أصل بنص القرآن الكريم.

وأوضح «مختار» خلال خطبة الجمعة اليوم بعنوان: «من مظاهر العظمة في الشريعة الإسلامية.. السماحة والتيسير»، أنه يقول رب العزة في كتابه العزيز: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» الآية 185 من سورة البقرة، فهذا هو منهج وشريعة الإسلام ، فالله تعالى قال: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ» ولو وقف النص القرآني عند هذا لكان المعنى كاملًا تامًا.

وتابع: ثم يقطع النص القرآني الطريق على المتشددين والمتطرفين والغالين ، فيقول: «وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»، ويقول الله تعالى: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ» الآية 78 من سورة الحج، وقال تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ» الآية 7 من سورة الحجرات، أي لأصابكم العنت والمشقة.

واستشهد بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن الدين يسر، ولن يُشاد الدين أحدًا إلا غلبه، وقال -صلى الله عليه وسلم- رحم الله امرءًا سمحًا إذا باع سمحًا إذا اشترى ، سمحًا إذا اقتضى، وقال -صلى الله عليه وسلم - دخل رجل الجنة بسماحته قاضيًا ومتقاضيًا.

ودلل بما يقول -صلى الله عليه وسلم -: «بعثت بالحنيفية السمحاء » ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ , فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُوجِزْ , فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ» صادين عن دين الله، فمن أم بالناس فليخفف ، فإن منهم المريض والضعيف وذا الحاجة، فلما اشتكى بعض الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن معاذ بن جبل يُطيل بهم في صلاته ، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟!-ثَلَاثًا-اقْرَأْ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا » وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَنَحْوَهَا، فالدين قائم على اليسر ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه، إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين.

وأضاف أن السماحة في العقيدة والعبادات والمعاملات، فعن السماحة في العقيدة يقول الحق سبحانه : «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ» الآية 256 من سورة البقرة، وقال تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» الآية 118 من سورة هود، وقال بعض أهل العلم ، إن من حاول حمل الناس قسرًا على دين واحد عنوة فهو مصادم لسُنن الله تعالى الكونية التي اقتضت التنوع والاختلاف.

واستطرد: أما الدعوة فهي بالحكمة والموعظة الحسنة، فقال الله تعالى: «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ» الآية 125 من سورة النحل ، ولا يمكن أن تكون الدعوة بالموعظة الحسنة غليظة خشنة، فكيف تكون الموعظة حسنة وطريقة الموعظة غير حسنة، ولا يفوتني هذا المشهد الوطني المتكرر في افتتاح مساجدنا من أشقاء الوطن من المسيحيين المخلصين الذين يشاركوننا دائمًا فرحتنا وابتهاجنا بعمارة بيوت الله. 

حضر الصلاة اليوم الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر السابق ورئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، والدكتور خالد العنان، وزير الأثار، واللواء عصام سعد محافظ الفيوم، والدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ولفيف من علماء الأزهر والأوقاف، والقيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، وذلك بمسجد قايتباي، بمدينة الفيوم.