رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

«بومبيو» يحمل رسالة تعزز التوغل الصهيونى بالأراضى المحتلة

أمريكا تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لاحتلال أماكن جديدة بالضفة

نتنياهو: «خطوة الضم لن تبعد السلام»

و«النواب» يهتفون من الكنيست: «احتيال وخيانة الأمانة»

يعيش أكثر من 450 ألف مستوطن محتل، على أراضِ فلسطينية، فى 100 مستوطنة فى الضفة الغربية المحتلة، وخلال العقد الماضى ارتفع عدد المستوطنين فى الضفة الغربية، بنسبة 50%، وبموجب القانون الدولى، تعتبر هذه المستوطنات غير قانونية.

ووفقًا لاتفاق حكومة الاحتلال الجديدة، فإنه يمكنها البدء اعتبارًا من الأول من يوليو بتطبيق خطوة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، والتى لاقت دعمًا من القيادة الأمريكية.

وبالرغم من الإغلاق التام للطيران حول العالم فى ظل تفشى كورونا، زار وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو إسرائيل، ليعلن عن دعم بلاده التام لخطة الضم.

ولكن من المتوقع أن تواجه حكومة الاحتلال الجديدة، أزمة إقليمية ودولية بعد عدة أسابيع من تشكيلها، بسبب خطوة الضم.

حكومة الضم

وخلال مراسم تنصيب الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتى تم التوصل إليها باتفاق ائتلافى بين حزبى «الليكود»، و«كاحول لافان»، بمشاركة حزب العمل والأحزاب الحريدية، زعم رئيس الحكومة الجديدة بنيامين نتنياهو، قائلا: «إن مناطق الضفة الغربية، هى مكان ولادة الأمة اليهودية، وحان الوقت لفرض القانون الإسرائيلى عليها».

وأضاف نتنياهو: «أن هذه الخطوة لن تبعد السلام وإنما ستوصل إليه، والحقيقة أن مئات آلاف المستوطنين بالضفة الغربية، سيبقون دائما فى أماكنهم فى أى اتفاق، وموضوع السيادة كله مطروح فقط لأننى شخصيا عملت من أجل التوصل إليه طوال 3 سنوات فى العلن».. وفق ما نقلت «معاريف».

ومن جهتهم، عارض نواب من «القائمة العربية المشتركة» وحزب «ميرتس» خطاب نتنياهو، وهتفوا قائلين: «رشوة.. احتيال وخيانة الأمانة.. أنت متهم بمخالفات جنائية».

تفاصيل زيارة بومبيو

وفى أول زيارة له فى ظل تفشى كورونا، حطت طائرة وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، فى مطار بن جوريون فى إسرائيل، وظهر واضعًا كمامة بعلم أمريكى، لإجراء مناقشات مع مسئولى الاحتلال الإسرائيلى، حول الأوضاع فى الشرق الأوسط، وليؤكد دعم بلاده للاحتلال والتزامها بصفقة القرن الخاصة بترامب.

والتقى بومبيو، رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ونائبه زعيم حزب «أزرق أبيض» بينى جانتس، فى مقر رئاسة الوزراء فى القدس المحتلة.

وأعرب نتنياهو، عن ترحيبه بوزير الخارجية الأمريكية، وقدم الشكر لزيارته لإسرائيل، رغم جائحة كورونا، قائلا: «هذه فرصة لتعزيز السلام والأمن على أساس الاتفاقات التى توصلت إليها مع الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، خلال زيارتى الأخيرة لواشنطن فى يناير الماضى»، حسبما أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية.

وتابع رئيس حكومة الاحتلال: «وصولك إلى هنا ما هو إلا دليل على قوة التحالف مع الولايات المتحدة، وتأكيد التزامكم بدولة إسرائيل، لدينا الكثير لنتحدث عنه: الوباء التاجى، حيث تتحدى إسرائيل كورونا والعالم بأسره، لنتحدث عن تعزيز تعاوننا فى مكافحة الفيروس».

وأضاف: «هناك وباء آخر فى الشرق الأوسط، وهو العدوان الإيرانى والإرهاب، أود أن أعرب عن تقديرى لموقف رئيسكم وحكومة الولايات المتحدة، بشأن الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، وما تلاه من حظر توريد الأسلحة إلى إيران، والتى لا توقف عدوانها على القوات الإسرائيلية والأمريكية، فى المنطقة».

ومن جهته، صرح وزير الخارجية الأمريكى، بأن التزام الولايات المتحدة، بأمن إسرائيل لن يتزعزع.

وقال بومبيو: «أنتم شركاء رائعون وتتبادلون المعلومات حول الأزمة، على عكس بعض الدول الأخرى التى تخفى المعلومات، وسنتحدث عن تلك البلدان أيضًا، سيكون لدينا فرصة للحديث عن السلام، لدينا عمل لنقوم به».

وأضاف وزير الخارجية الأمريكى، أن إيران تستخدم مواردها الاقتصادية من أجل نشر الرعب فى جميع أنحاء العالم، فى وقت يعانى فيه شعبها من أزمة صحية واقتصادية مدمرة.

وفى ختام اجتماعه مع رئيس وزراء الاحتلال ونائبه جانتس، دون بومبيو، على حسابه الرسمى فى موقع التدوينات القصيرة، «تويتر»، قائلا: «من الجيد وجودى فى إسرائيل مرة أخرى، أجريت مع نتنياهو اليوم مناقشة مثمرة حول الطرق التى يمكننا من خلالها العمل معا لمواجهة العديد من التحديات المشتركة التى نواجهها، كالعادة للولايات المتحدة صديق عظيم هو إسرائيل».

وتابع وزير الخارجية الأمريكى، عبر حسابه، قائلا: «إن التزام الولايات المتحدة، تجاه إسرائيل لم يكن أقوى مما هو عليه حاليا».

وخلال مقابلة مع صحيفة «إسرائيل هيوم»، قال بومبيو، إن الاحتلال، سيتخذ قرارا بموعد وكيفية المضى قدما فى تنفيذ خطة ترامب، مضيفا أنه يريد أن يعرف كيف تفكر الحكومة الجديدة بشأن ذلك.

وقبل زيارته شدد بومبيو، على أن خطط ضم إسرائيل لمناطق فى الضفة الغربية المحتلة، قرار إسرائيلى فى نهاية المطاف، وهو التعليق الذى أثار غضب القيادة الفلسطينية.

وقال سفير الولايات المتحدة السابق فى إسرائيل فى عهد باراك أوباما، دانيال شابيرو، لوكالة الأنباء «الفرنسية»، إنه يعتقد أن تصريحات بومبيو، حول ترك قرارات الضم لإسرائيل، مخادعة.

وتابع شابيرو: «أن إدارة الرئيس الأمريكى، تريد فعليا المضى قدما فى الضم».

غضب دولى

ومن جانبه، صرح ‏العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى، خلال لقاء مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية، قائلا: «إذا ضمت إسرائيل، بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية، فإن ذلك سيؤدى إلى صدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية».

ولفت الملك عبدالله، قائلا: «لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جوًا للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات، ونحن نتفق مع بلدان كثيرة فى أوروبا، والمجتمع الدولى على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق فى الشرق الأوسط».

وكشفت صحيفة «القدس» الفلسطينية، أن مسئولين فى السلطة الفلسطينية، أبلغوا منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية فى الأرض المحتلة، الجنرال كميل أبوركن، أنها ستقطع كافة علاقاتها مع إسرائيل، بما فى ذلك التنسيق الأمنى بحال أقدمت على فرض السيادة على المستوطنات والأغوار الفلسطينية المحتلة.

وبدورها، جددت جامعة الدول العربية، تنديدها بخطة إسرائيل، لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، قائلة: «إن هذا جريمة حرب جديدة تضاف إلى السجل الإسرائيلى، الحافل بالجرائم الغاشمة بحق الشعب الفلسطينى».

وفى نفس السياق، أعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى، فى العاصمة البلجيكية بروكسيل، أنهم يدرسون آلية فرض عقوبات على إسرائيل فى حال ضمت أراضى فلسطينية وأعلنت سيادتها عليها.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، عن مصدر أوروبى، لم تكشف هويته، قوله إن هناك حراكا مكثفا داخل الاتحاد الأوروبى، فى الأسابيع الأخيرة من أجل بحث سبل مواجهة الخطط الإسرائيلية، التى ينظر إليها بأنها إن تحققت تعنى إنهاء حل الدولتين، وفشل المشروع السياسى الذى يدعمه الاتحاد فى المنطقة.