رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

اقتصاد

خريطة معمارية تغير وجهة نظر العالم عن مصر

برغم التحديات الاقتصادية والتأثيرات السلبية لانتشار فيروس "كورونا" المستجد على القطاعات الاقتصادية كافة سواء على المستوى المحلى أو العالمى، إلا أن القطاع العقارى كان الأفضل والأقوى للخروج بأقل خسائر، وهو ما أكده المطورون العقاريون، وبرهنت عليه الإقبال الكبير والاهتمام بكل ما هو جديد فى السوق العقارى المصرى.

وكان الدكتور أحمد عرفات، رئيس مجلس إدارة شركة "عقار بيديا" -إحدى بيوت الخبرة الرائدة فى مجال التسويق العقارى وأبحاث السوق فى مصر والوطن العربى-، قال إن هناك إقبالا كبيرا من المستثمرين العرب على شراء وحدات عقارية متنوعة فى عدد من المشروعات العقارية المميزة لشركات كبرى بهدف الاستثمار، نظرًا لاستقرار الأوضاع فى مصر على كافة المستويات سواء اقتصاديًا أو سياسيًا أو صحيًا، بسبب قدرة الدولة والسيطرة على الفيروس المستجد.

ويضع المطورون العقاريون آمالا كثيرة فى تعافى السوق العقارى سريعًا لكى ينطلق بقوة أكبر تجاه التصدير العقارى، وزيادة مبيعات العقارات إلى الأجانب أو المصريين العاملين والمقيمين فى الخارج ليكون داعمًا أساسيًا تجاه الدولة.

ومن ناحيته قال محمد لاشين، رئيس مجلس إدارة شركة ماستر جروب للتطوير العقارى، عن تأسيس شركة بالمملكة المتحدة بإنجلترا تعمل فى مجال التطوير والاستثمار العقارى فى خطوة تعتبر الأولى من نوعها على السوق العقارى المصرى، مشيرًا إلى الشركة الجديدة تم تأسيسها بشراكة مصرية إنجليزية تهدف إلى خلق فرص استثمارية جديدة للمصريين فى مجالات اقتصادية مختلفة بالسوق الإنجليزية وتدعم تصدير العقار المصرى.

وأضاف "لاشين" أن فرع الشركة بإنجلترا عمله الأساسى هو التطوير العقارى وتبادل للرؤى والخبرات المختلفة بين البلدين وأنها تتفاوض الآن للحصول على قطعتى أرض لبدء الأعمال الفعلية لها هناك، وتمهيدا لتنفيذ مشروع سكنى متكامل ونقل أفكار وخبرات البناء المصرية للسوق الإنجليزية.

ولفت "لاشين"، إلى أن الشركة ستقوم أيضا بالترويج للمشروعات التنموية والمدن الجديدة التى يتم إنشاؤها الآن فى مصر والعمل على جذب استثمارات جديدة للسوق المصرى بالإضافة إلى تسويق مشروعات الشركة مما يدعم فكرة تصدير العقار، منوها عن أن إنجلترا تعتبر سوقًا واعدا جدًا لجذب العملاء، وتصدير العقار خاصة أن بها أكبر جالية مصرية فى أوروبا مما يعد فرصة قوية لبيع العقار المصرى هناك.

وأضاف "لاشين"، أن العميل الأجنبى بدأ يهتم جدا بالعاصمة الإدارية هذا المشروع الذى غير وجهة نظر العالم بالكامل عن مصر، ووضعها على خريطة الاستثمار العالمية فى مشروعات حقيقية الآن تنفذ على أرض الواقع، وأيضا مدينة العلمين الجديدة هذه المشروعات العملاقة ومعدلات الإنجاز غير المسبوقة أصبحت مشجعا رئيسيا للمستثمر الأجنبى وثقته فى ضمان عوائد استثماراته داخل مصر فى عدد من مشروعات لم تشاهد من قبل.

أما المهندس أحمد العتال، رئيس مجلس إدارة شركة العتال هولدينج، قال إن المنتج العقارى ليس منتجا موسميا أو منتجا مؤقتا ولكنه قطاع واعد وقوى تمكن من مواجهة العديد من التحديات على مدار عشرات السنوات، موضحًا أن تصدير العقار للعميل الأجنبى يبدأ من توفير المعلومة حول مصر كوجهة جاذبة للعميل الأجنبى وللعقار المصرى بمميزاته التنافسية العالمية مع تحديد العميل المستهدف وتحديد آلية الوصول إليه مع الاعتماد على بنية تكنولوجية قوية تمكن من توصيل المنتج العقارى للعميل بالخارج.

ولفت إلى أن هناك العديد من التجارب الدولية التى يمكن دراستها والاستفادة منها فى ملف تصدير العقار المصرى للخارج، فرغم الجهود التى تقوم بها الحكومة لدعم ملف تصدير العقار إلا أن هناك العديد من الوسائل التى يمكن الاعتماد عليها لدعم ملف تصدير العقار والتى يأتى فى مقدمتها توفير المعلومات الكافية عن مصر والعقار المصرى كوجهة للعميل الأجنبى.

وأكد أن مصر بحاجة لدعم وتكثيف الجهود فى ملف تصدير العقار وحل أزمة تسجيل العقار والترويج له فى القنوات الدولية والتسويق لمزايا وأهمية العقار المصرى.

وأشار إلى أن كافة أطراف المنظومة العمرانية شاركوا فى عدم وجود هوية للعقار المصرى وهو ما أدى لتراجع معمارى لمصر مقارنة بدول العالم، مؤكدًا أن القيادة السياسية اتخذت العديد من الإجراءات الخاصة بوقف تراخيص البناء فى المدن الكبرى للحد من انتشار المبانى المخالفة وإصلاح ما تم إفساده على مدار 40 عاما فى مجال البناء فى عدد من المدن داخل القاهرة الكبرى وباقى المحافظات، مؤكدا أن المدن الجديدة أصبحت هى الأمل فى عودة قيمة العقار وهويته مرة أخرى من خلال وجود مخطط عام لمدينة كاملة.

وقال المهندس أحمد سليم، رئيس مجلس إدارة شركة كايرو كابيتال للتطوير العقارى، إن هناك طلبا بنسبة متزايدة على العقار الطبى لمستثمرين محليين وأجانب خلال أزمة كورونا لوجود طلب خلقته الأزمة.

وتوقع "سليم"، بدء توسع مصر فى تجربة تصدير العقار خلال 10 سنوات من الآن، فالتجربة تبدأ من معرفة الأسواق المنافسة للسوق العقارى المصرى، كما أنه حتى الآن لا توجد مدينة مصرية يمكن تسويقها بالكامل للعميل الأجنبى، ولكن يوجد فقط مناطق داخل المدن القائمة، لافتا إلى أن مدينة العلمين الجديدة ستكون بداية للمدينة المتكاملة التى يمكن تسويقها للعميل الأجنبى.

وتابع أن مدينة الجلالة تتمتع بمناخ غير متكرر وطبيعة ساحرة فإنها مؤهلة لتكون مدينة ذات طابع معمارى وتسويقى عالمى يمكن من تصدير العقار بها للعالم وبما يتناسب مع مفهوم المدينة ذات الهوية التى يبحث عنها العميل الأجنبى الذى تستهدف الدولة تصدير العقار له.