إلهام شرشر تكتب: نيران فارس وخروج الرايات

نيران فارس وخروج الرايات
كان من الطبيعى أن يكبر ويتوحش ويستفحل العدوان الإسرائيلى الغاشم المجرم على غزة ومن قبل لبنان وسوريا واليمن طالما لم يجد ضميرًا واحدًا فى الأمتين العربية والإسلامية يحاول التصدى لهمجيته وبربريته.
لتكتمل الهزلية الدولية بإلقاء عبء المواجهة والتأنيب والتطاول دومًا على مصر وكأنها الوحيدة المسؤولة عن رقاب العباد ومصالح البلاد، ورغم ذلك فمصر لم ولن تدخر وسعًا بل هى الوحيدة التى تمسكت بحق الدولة الفلسطينية.
حيث انقطعت جميع الألسنة وعميت الأبصار كلها، بعد أن صُمَّت آذان المجتمع الدولى بأسره على أنقاض ضمائرهم المغتالة، ولا يزالون جُثثًا هامدة أمام القضية الفلسطينية، وتبقى مصر وحيدةً، ولكنها القوية بالحق الفلسطيني، مُصرَّةً على استرداد أرضه.
الوحيدة، مصر التى تصدت للعدو المغتصب وأعوانه بكل إصرارٍ وشممٍ وعزةٍ وكبرياءٍ وقوةٍ، تراجع معها كبر أو غباء الطغاة ممن حول العدو اللعين، بل إنها مصممةٌ على حساب ومحاكمة من سولت لهم أنفسهم - بغير حقٍّ - الإقبال على هذه الهمجية والبربرية.
ولكن مالم يكن طبيعيًا هو أن يفقد الكيان الصهيونى المحتل - المختل عقليًا- صوابه لدرجة التطاول والتجرأ الذى وصل به إلى حد التحدى والتعدى على دولة فارس، دولة الفرس، دولة بحجم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكبيرة..
كيف؟ وإلى متى؟؟!!!! كيف ومتى أعطى هذا الكيان المغتصب لنفسه الحق فى ذلك التجرأ المجرم حتى كان السبب فى الفرقة والشتات والانقسام والتفتيت الذى صنعوه بأيديهم للنيل من الأمتين العربية والإسلامية فى تاريخ أسود إما بإضعاف بعضها أو ببيع الآخر لنفسه ودينه والمتاجرة بحقوق شعوبهم ومقدراتهم من أجل إرضاء الكيان المريض الواهم بالمستحيل.
أيعقل تلك المخاطرة التى قد ينتهى معها العالم بالإيذان بحربٍ عالميةٍ ثالثة؟؟
أيعقل مع إيران؟؟؟؟
أيعقل مع دولة الفرس التى لم يتجرأ عليها لا مخلوقٌ ولا دولٌ ولا أنظمة أيًّا كانت، فى تاريخها الطويل الكبير المعروف، فى الاختراقات والتجسسات فما عاش أعداء الإسلام المعروفين وما عاثواْ إلا من أجلها حتى يتمكنواْ من حربهم الدينية التى أعلنوها صراحة وأخيرا ً بحربهم المباشرة المعلنة ضد إيران (دولة الفرس)؟؟؟؟
بذلك العدوان وإعلان الحرب عليها تحت أسبابٍ ومبرراتٍ غير مقبولة؛ لأن الجميع يعلم أسبابها وهى تلك المواجهة الدينية مع أحفاد ذى القرنين الذى مكنه خالق الملك والملكوت سبحانه وتعالى الأرض من مشارقها إلى مغاربها، ثم وكله لمحاسبة العباد لعلمه سبحانه أنه عز وجل بداخله بصفاته العليا وهى القوه كما جاء فى سورة الكهف: «يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا».
وختم ثم استتبع حديثه عز وجل مع ذى القرنين بأروع ما جاء فى قرآنه المجيد فى لوحٍ محفوظ، بقوله: «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...... أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ..... ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِى وَرُسُلِى هُزُوًا» صدق الله العظيم.
بعد اختراقاتٍ وتجسساتٍ بخبثهم ولؤمهم المعروف ومنهجهم الشيطانى المريض......... أبدًا لم ترقى إلى ذلك التجرأ أبدا !!! فضلًا عن إدخال عناصرهم اللعينة، تلك الصناعة الخاصة لإفساد العقيدة مثلما فعلوا مع أهل السنة منذ أن تجمعوا واجتمعوا وحددوا منهجهم لتكون أول خطوات تمثل لهم طريق الوصول إلى هدفهم.
ما الذى حدث؟؟؟؟؟ مع دولة الفرس؟؟؟؟ دولة الفرس التى حكمت نصف العالم وامتلكته والتى لم تخضع ولم يتمكن منها إلا الإسلام ؟؟؟؟؟، والذى صارت به أشدّ قوةً وعُنفوانًا وثباتًا وصمودًا وضراوةً ولكن فى دين الله على الأرض؟؟ دولة الفرس التى حين تمكن منها سيف الله المسلول «خالد بن الوليد» بأوامر من الخليفة الفاروق العادل عمر بن الخطاب - رضى الله عنه وأرضاه - الذى أمر بعزله فورا لعظمة ما قام به مع الفرس بل الروم، لماذا؟؟ لأنه خشى أن يفتتن به الناس؛ وحتى يعلموا أن النصر من عند الله، إذ كان لايزال يُرسى أركان وقواعد الدين ويثبته.... الوحيد الذى تمكن من إخضاع الفُرس - فما كان إلا إذعانهم للإسلام فورا ..... ولكن ما معنى أن تخضع الفرس للإسلام رغم قوتها وسطوتها على نصف البشرية لنحو 1200 عامًا؟؟؟
وأقول لكم، لأن الإسلام يخاطب القوة والعقل والرشد والحكمة، ولا يمثله إلا من هم أهلٌ له حيث وجدوا أنفسهم وترسخت شخصيتهم فى الإسلام وبالإسلام . لتزداد تلك الشخصية برسوخ هذه العقيدة مع الزمن بصورة مضاعفة من القوة والغلبة لتكون دولة الأمس ودولة اليوم ودولة الغد كى نعرف سرها، لكونه يقينًا وتصديقًا حين أخبرنا بسرها وسر قوتها سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه- أنهم «أصحاب الرايات السود»، وأكد عليه النبى صلى الله عليه وسلم حين أخبرنا بأن على عاتقهم مهمة ربانية عظمى على الأرض.
حين تحدث عن «أصحاب الرايات السود» ركيزةٍ للجيش الإسلامى فى أعظم شرف للإنسانية على الأرض جميعًا فى آخر الزمان الذى حلّ الآن بكل شواهد علامات الساعة التى أخبرنا بها سيد الأنام، والذى سوف يشاركهم فيه خير أجناد الأرض العظيمة لمصر العظمى وغيرهم من الاختيارات الإلهية.
نسأل الله العظيم أن يُعجّل بهذا القدر العظيم الذى ينقذ به الشعوب والأوطان من الهمجية والظلم والطغيان... وهكذا كان هو سبب العدوان على دولةٍ بحجم دولة إيران (الفرس).نعم هذا هو السبب لسرعة تنفيذ حلم أسود واهم.
وهكذا إنهم هذه المرة أخطأوا خطأً جسيمًا ودون جدوى خاصة وأنهم يعرفون ماهيتها ويعلمون مصيرهم، لكون بداية النهاية لهم دالة اقترفوها بأيديهم.
على العموم تلك الخطوة الجريئة بإذن الله الأعظم وهذا ما سوف تأكده الأيام القليلة المقبلة فى سطور بداية النهاية والزوال....
لن أتحدث عن عدم حق أى دولةٍ التدخل فى شؤون دولٍ أُخرى!! من ارتضى فليتحمل عواقب الهلاك والردى......
لن أتحدث عن دور المؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية الغائبة أصلًا عن أيٍّ من الساحات المنوط بها الحقوق وعدم الإغارة والعدوان على أصحاب القرار أصحاب الحريات!!!!!!
فماذا أقول لها وأضيع حبر القلم وأدخل معها فى متاهات؟؟؟!!!!
لن أحاسبها ولكن أقول لها من أنت وأين أنت؟؟؟ لأننى لا أعترف بوجودها أصلًا الذى أعدمته فى نفسى وعقلى وضميرى فى الكون كله، أبدًا لم تكن يومًا للجميع بل كانت فقط لمن صنعوها حتى أنها أصبحت مجرد قصاصات ورق مهترئة تذروه الرياح.ولكننى أقول لها أن تستحى وتخجل من نفسها وتعتذر من الوقوف أولًا أمام نفسها تحت أو خلف شعارات كبيرة ولكنها للأسف جوفاء خواء التى تستفيد منها وباسمها ولكن بمعان أخرى بعيدة كل البعد عن غاياتها المعلنة واسمها الرنان الذى ليس لها منه حظٌا ولا نصيبا، ليظل عنوانها الحقيقى على أرض الواقع هو الخيانة والغدر والباطل والنفاق وكتمان الحقوق وقول الزور وشهادة الزور وحجبها واعتماد انهيار الأخلاق واغتيال الأمانات؛ كل ذلك من أجل تجريف الأرض وتجريدها من إنسانيتها والعودة من جديد إلى شريعة الغاب لتكون هذه هى البيئة المناسبة تمهيدا لأبغض غاياتهم وأحلامهم السوداء. وها أنا ذا أرى بعينى وأم رأسى وبصيرة قلبى ولهفة روحى أنه قد حان وقت الحساب الذى يبدأ من الآن على الأرض، حتى يرد المظالم لأصحابها ويزلزل الظلمة وأهلها. لقد أذن الله سبحانه وتعالى ببداية النهاية وهذا حسبي.
وحين إذن إن شاء الله (سيهزم الجمع وسيولون الدبر).
وللحديث بقية..