فى الذكرى الذهبية للقوات البحرية.. تعرف على المدمرة«إيلات»

يوافق اليوم 21 أكتوبر 1967، الذكرى الذهبية "50" للقوات البحرية وإغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية "إيلات"، وكانت قد قامت القوات البحرية المصرية بإغراقها في البحر المتوسط أمام مدينة بورسعيد بعد 4 أشهر من نكسة 1967، وهى عملية مختلفة عن الثلاث عمليات الهجوم على ميناء إيلات الإسرائيلي والتي تم فيها إغراق 4 سفن نواقل وتفجير الرصيف الحربى للميناء.
بعد انتصار إسرائيل في حرب 1967 أمرت قيادة الجيش الإسرائيلى أن تخترق المدمرة إيلات المياه الإقليمية المصرية وتدخل المنطقة البحرية لبورسعيد، مستغلة قوة الردع المتمثلة لديها في تفوقها الجوى ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها في انتهاك المياه الإقليمية المصرية في البحرين المتوسط والأحمر، وقد تصورت القيادة الإسرائيلية عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.
وفى 11 يونيو 1967، ضربت "السرب المصرى" الذى كان يمر بجانب المدمرة فاشتك معها واغرقته المدمرة.
وفى يوم 18 أكتوبر 1967 قررت القيادة السياسية المصرية إعطاء الأوامر للقوات البحرية بضرب المدمرة وإغراقها، وفى يوم 21 أكتوبر 1967 صدر أمر بالاشتباك مع المدمرة وتشكلت فرقتين للقيام بالمهمة، الفرقة الأولى بقيادة النقيب أحمد شاكر على اللنش 504، والنقيب لطفى جاب الله على اللنش 501.
وكانت المعلومات تصل إليهم أول بأول من قيادة بورسعيد البحرية التي كانت تتابع تحركات المدمرة، وقد استعدت قوات القاعدة لمهاجمة المدمرة عند صدور الأوامر من القوات البحرية بالتنفيذ.
وفى يوم 21 أكتوبر 1967، كان اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة (وقد كان وقتها رئيس أركان الحرب)، يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر في المنطقة شمال بورسعيد، واستمرت المدمرة في العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر، إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية يتدمير المدمرة البحرية إيلات، وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بورسعيد لنشين من صواريخ "كومر" السوفيتية، والجدير بالذكر أن لنش الصواريخ "كومر" السوفييتى مجهز بصاروخين سطح ـ سطح، من طراز (ستيكس) الذى تزن رأسه المدمرة واحد طن، وكانت إجرائات جهاز الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ التي قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف، وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما أعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطى، وبمجرد أن صدرت الأوامر خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة.
هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها، فلاحقها الصاروخ الثانى فتم إغراق المدمرة البحرية إيلات على مسافة تبعد 11 ميل بحرى شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967، وعليها طاقمها الذى يتكون من نحو مائة فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحة تدريبية.
وكانت توابع تلك العملية كارثية ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي بأكمله، وعلى الجانب الأخر البحرية المصرية التي تحتفل بهذه الذكرى اليوم ، والشعب المصرى الذى ذاق مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام.