رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حارتنا

من قصر إلى مدرسة.. حكاية 4 رؤساء مصريين مع عقار تراثى

أدلى فيها السيسى بصوته.. وسميت على فريال ابنة الملك فاروق

وتحمل مبنيين باسم الزعيمين عبد الناصر والسادات

فى شارع رمسيس بمنطقة ألماظة، تحديدًا بمنطقة مصر الجديدة، ستقع عينيك على مدرسة تعتقد للوهلة الأولى أنها قصر مغلق على أصحابه، إلا أن اللافتات التى تحاوط جدرانها ومدخلها تؤكد أنها مدرسة تضم المرحلتين الإعدادية والثانوية.

تصميماتها المعمارية المبهرة، تجعل الجميع يتساءل عن ماهية الإبداع المعمارى ذى الطراز الملكى بين جنبات المدرسة التى يؤدى فيها طلاب الثانوية العامة امتحان مادة اللغة الإنجليزية اليوم، إلا أن «الزمان» ذهبت بعيدًا لحل لغز تلك المدرسة والحديث حول اللوحة الفنية المعمارية التى تشد الانتباه.

المدرسة هى فى الأصل قصر يعود إلى الأميرة فريال، أكبر بنات الملك فاروق من زوجته الملكة فريدة، حاكم مصر فى الفترة من ٢٨ أبريل ١٩٣٦ وحتى ٢٦ يوليو ١٩٥٢، وتم افتتاحها كمدرسة للمرحلة الإعدادية للبنات عام ١٩٤٠ بعدما استأجرتها إدارة شرق القاهرة، وفى بداية عهدها سميت بـ«فريال» تيمنًا باسم الأميرة، وظلت كبقعة مضيئة وسط حدائق غنّاء إلى أن قامت ثورة يوليو ١٩٥٢.

تحول اسم المدرسة بعد ذلك إلى «الجديدة الإعدادية»، واستمرت كمدرسة إعدادية حتى عام ١٩٦٤ لينضم إليها مبنى تحوى فصوله المرحلة الثانوية، إلا أنه يعتبر مبنى ملحقًا بالقصر لا تقبع فصوله داخل القصر نفسه، مطلقين عليه اسم مبنى «سهير القلماوى» تيمنًا باسم الأديبة والسياسية المصرية سهير القلماوى.

«القلماوى» كانت أولى السيدات اللواتى ارتدن جامعة القاهرة، وفى عام 1941 أصبحت أول امرأة مصرية حاصلة على الماجستير والدكتوراه فى الآداب لأعمالها فى الأدب العربى.

بعد التخرج، عينتها الجامعة كأول مُحاضِرة تشغل هذا المنصب، أيضًا كانت من أوائل السيدات اللائى شغلن مناصب رئيسة قسم اللغة العربية فى جامعة القاهرة، ورئيسة الاتحاد النسوى المصرى ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية.

وفى عام ١٩٧٠، شُيد مبنى جديد داخلها أطلق عليه مبنى «جمال عبدالناصر» ثم فى عام ١٩٧١ تم بناء مبنى آخر باسم «السادات»، طمعًا فى زيادة عدد فصول المرحلة الثانوية، خاصة مع زيادة أعداد الفتيات المترددين عليها، لاكتسابها شهرة كونها أفضل مدرسة فى منطقة مصر الجديدة.

وفى عام ٢٠١٦، أطلق اسم الشهيد مصطفى يسرى عميرة، على المدرسة، تقديرًا لتضحياته واستشهاده دفاعًا عن الوطن، بعدما اخترقت رصاصات قناصة الجماعة الإرهابية فكه وساقه، عقب فض اعتصام رابعة العدوية فى 14 أغسطس 2013، وتوفى وعمره 27 عامًا فى 19 أغسطس 2016، بعد صراع مع المرض استمر 3 سنوات عقب إصابته بجلطة فى القلب.

ومنذ بداية عصر انتخابات الرؤساء منذ عهد الرئيس السابق حسنى مبارك وتقسيم مدارس كل منطقة إلى لجان انتخابية، أصبحت المدرسة مقرًا للإدلاء بالأصوات الانتخابية لـ٤ رؤساء متعاقبين، فأولهم الرئيس الأسبق حسنى مبارك على مدى أكثر من 30 عامًا للتصويت فى الانتخابات البرلمانية والاستفتاء على مواد الدستور.

ثم أدلى فيها الرئيس المعزول محمد مرسى بصوته الانتخابى فى الاستفتاء على دستور 2012 عندما غيّر محل الإقامة فى بطاقة الرقم القومى الخاصة به وانتقل صوته الانتخابى إلى لجنة مصر الجديدة النموذجية، بدلًا من مدينة الزقازيق بالشرقية.

وأيضًا أدلى فيها المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية، بصوته خلال الانتخابات الرئاسية الماضية فى اللجنة نفسها، كما أدلى بصوته فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية فيها.

وأخيرًا، أدلى فيها الرئيس السيسى بصوته فى انتخابات مجلس النواب ٢٠١٥، كذلك فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى ٢٠١٨، بعدما تحول محل الإقامة فى بطاقة الرقم القومى الخاص به، وانتقل صوته الانتخابى إلى لجنة مصر الجديدة النموذجية بدلًا من حى الجمالية.