رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حارتنا

«رحمة» مبادرة لإيواء الحيوانات الضالة وتسكينهم بملجأ

المؤسسون: قتل الحيوانات فى الشوارع يسيء لصورة مصر

جمعنا تبرعات لتدشين ملجأ للحيوانات الضالة.. ونمنع تكاثرهم داخله

القضاء على القمامة يمنع انتشار الحيوانات الضالة.. وجمعيات أجنبية تستطيع المساعدة

انتشرت حملات من الطب البيطرى لتسميم الكلاب الضالة فى الشوارع لحماية المارة من حوادث العقر التى تقع بين الحين والآخر، ولأن الدولة أحيانًا تلجأ إلى الطرق المختصرة للقضاء على المشكلة كان الحل الأمثل للقضاء على المشكلة هو القتل، وهو الإجراء الذى يمكن تفسيره على نحو يسيء إلى صورة مصر فى الخارج ويجعل البعض يأخذ انطباعا سلبيا خاصة أن الغرب يلقى الضوء على مثل تلك الحوادث وكان أبرزها استقبال ألمانيا كلبة ضالة بعد أن قتل أحدهم صغارها، وانتشرت الصورة فى ذلك الوقت بمواقع التواصل الاجتماعى.

ورصدت «الزمان» مبادرة جديدة حاول من خلالها مجموعة شباب تصدير صورة إيجابية للعالم من خلال مبادرة «رحمة» التى تهدف إلى حماية حيوانات الشارع الضالة سواء كانت قططا أو كلابا وذلك من خلال ملجأ خيرى وظيفته حماية تلك الحيوانات لتقضى ما تبقى من عمرها فى سلام، شرط عدم التكاثر وذلك حتى لا تتأثر موارد الملجأ بما يشكل أزمة للمتبرعين وتخليهم عن الفكرة.

الدكتور سامح الشبينى طبيب بيطرى، وأحد مؤسسى المبادرة والملجأ الخاص، أكد لـ«الزمان» أن تقبل فكرة قتل حيوان بريء بالشارع لمجرد أنه قد يمثل خطرا فى المستقبل القريب لا يمكن تقلبه رغم أن هناك وسائل أخرى أكثر فاعلية وهو محاولة منع تكاثر تلك الحيوانات وبالتالى تحجيم الظاهرة على المدى البعيد، ونكون بالتالى حققنا المعادلة، وهى القضاء على الخطر القائم واحترام الحيوان والحفاظ على حقوقه.

وأشار إلى أن هذه الأسباب دفعت إلى ضرورة تدشين مبادرة لتوعية الدولة والمواطن بعدم التعرض لتلك الحيوانات بأى أذى أو سوء، فقد سبق ورأينا أندية تقوم بتسميم القطط والكلاب، ومؤسسات خاصة وعامة وحكومية تقوم بنفس الإجراء، وبالتالى خير دليل على نجاح المشروع هو التجربة وعليه قمنا بتدشين المبادرة ودعوة زملائنا للمشاركة وجمع التبرعات وتطوير الفكرة إلى ملجأ ونجحنا فى الحصول على دعم بعض الفنانين ونجوم المجتمع واشترطوا عدم ذكر اسمهم فى الأمر لأنه فعل خير ولا يجوز التباهى بالأمر واحترمنا رغبتهم.

واستطرد مؤسس المبادرة: «داخل الملجأ سيكون لنا نظام خاص لاستقبال الحيوانات الضالة سواء كانت قططا أو كلابا وحتى الثعالب التى تمثل خطرا على بعض المزارعين فى الأقاليم، والنظام داخل الملجأ سيكون قائما على منع تكاثر الحيوانات الضالة داخل الملجأ عن طريق عمليات العزل وليس الخصى، كما يروج البعض فهى أمور غير أخلاقية.

ويلتقط أسامة السعد طرف الكلام وهو أحد المؤسسين، مضيفًا: هناك مزارع للكلاب وملاجئ للاعتناء بالكلاب ذات السلالات النادرة وثمينة السعر، فيما لا يوجد ملجأ للحيوانات الضالة فى مصر فهى أمور تحتاج إلى موارد مادية والبعض يحاول الاتجار بالقضية من خلال التنسيق مع جمعيات أجنبية تهتم بهذا الأمر وتحصل على مبالغ مالية دون القيام بالمهمة المنوط القيام بها، فيكون أصحاب تلك الجمعيات والملاجئ ثروات كبيرة وتستمر الحيوانات الضالة تعانى كما هى الآن، وهو ما جعلنا نبحث عن موارد ذاتية من القائمين على الأمر وأصدقائنا ومحاولة البحث عن مورد مادى متجددة حتى نتمكن من الاستمرار فى تقديم الخدمة ورعاية الحيوانات الضالة.

وأشار إلى أنه يوجد أكثر من 30 مشتركا بالمبادرة والعدد قابل للزيادة خلال الأيام القليلة المقبلة وسط حالة من التعاطف من جانب المواطنين ونجوم المجتمع وبعض رجال الأعمال المهتمين بضرورة العناية بالحيوانات الضالة.

فيما أوضح الدكتور محمد الجندى مشارك بالمبادرة، أن الملجأ الخاص سيكون منوطا به أيضًا علاج الحيوانات من الأمراض المنتشرة بينهم وعلى رأسها «الجرب» والذى ينتقل من الحيوان إلى الإنسان وأمراض أخرى تنتقل للإنسان بسبب ترك الحيوانات بالشوارع دون علاج، وهى وظيفة على الدولة أن تقوم بها وأن تعى أهميتها فلا يجوز بأى حال من الأحوال ترك تلك الحيوانات بهذه الأمراض وهذا الشكل دون علاج مما يهدد صحة الإنسان.

وحول أسباب انتشار تلك الحيوانات الضالة وتمثيلها خطر يهدد الإنسان، أكد الجندى أن السبب الرئيسى والعامل الأول هو انتشار أكوام القمامة فى الشوارع التى تؤدى إلى توغل تلك الحيوانات فى الشوارع، فهى دائمًا ما تبحث عن الابتعاد عن الكثافة السكانية لتحقيق أعلى معدل أمان لنفسها لكن إلقاء القمامة فى الشوارع سبب رئيسى لانتشارها، وبالتالى لا بد من علاج تلك الأزمة وأدعو فاعلى الخير لتبنى مبادرات مشابهة لتلك المبادرة حتى نستطيع العيش فى سلام ونحظى بصورة طيبة لدى الغرب الذى يحترم الحيوان مثل احترامه للإنسان.