الحكومة ترد أمام مجلس الشيوخ: تقديرات الضرائب الجزافية شبه انتهت نائب وزير المالية: التشوهات وإساءة الاستخدام تدفع للتعديل التشريعي على قوانين الضرائب رفع جلسات الشيوخ لـ 26مايو بعد مناقشة ملفات الاستثمارات الأجنبية مدحت العدل يكشف حقيقة خلافه مع نيللي كريم بعد مسلسلها الأخير مدحت العدل لـ ياسمين صبري: شوفي محمد صلاح بيطور من نفسه إزاي مدحت العدل يرد على مطالبات اعتزال يحيى الفخراني بعد دوره في عتبات البهجة مدحت العدل عن تجسيد منى زكي لـ أم كلثوم: هتنجح وتكسر الدنيا الثلاثاء: ”الصوت الذھبي” يعلن نتائج الدورة الجديدة في حفل بدار الأوبرا الأوبرا تحتفى بعمار الشريعى على المسرح الكبير الحلو والحجار ونجوم الأوبرا مع نسمة والأطفال فى دنيا الشريعى على المسرح... تأجيل جلسة طلب إخلاء سبيل سما المصري إلى 19 مايو المقبل برلماني يسأل الفريق أسامة ربيع: لماذا إيرادات قناة السويس ضعيفة؟.. ورئيس الهيئة يرد بحضور الوزير..تعليم النواب تناقش موازنة وزارة التعليم العالي والهيئات التابعة لها
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«القطع الصينية» القاتل الحقيقي لضحايا تسرب الغاز

الاستعانة بالقطع رخيصة الثمن واستبدالها مكان الأصلية بورش العتبة

والوصلات المضروبة تأتى فى المرتبة الثانية

قطع الغيار المضروبة لا تتحمل ارتفاع درجات الحرارة والبخار

الخبراء يحذرون من انتشارها بين المواطنين لرخص ثمنها

خبير صيانة: المطبخ هو أفضل مكان للسخان الغاز والاعتماد على الوصلات غير الآمنة يؤدى لمزيد من الكوارث

منذ انطلاق موسم الشتاء ولا يمر علينا يوم حتى نسمع أخبارا عن مقتل أسرة بسبب تسرب الغاز، وتختلف كل حادثة عن الأخرى من حيث الظروف والملابسات، ولكن يبقى «القاتل الصامت» واحدا، وهو سخان الغاز الذى يمثل وسيلة للتوفير بدلا من السخانات الكهربائية، ومع تكرار الحوادث حاولت «الزمان» استطلاع حقيقة الأمر والبحث وجمع المعلومات من ضحايا تعرضوا لتسريب غاز ومن خبراء ومتخصصين لمعرفة السبب الحقيقى لتلك الحوادث، وهل هو سوء استخدام من الضحايا أم أن هناك أمرا آخر، وبالفعل توصلنا إلى حقيقة جديدة وهى اتباع بعض محال بيع الأجهزة الكهربائية حيلة شيطانية بمساعدة فنيين، إذ يتم استبدال بعض القطع الأصلية بأخرى صينية لا تتحمل درجات الحرارة لتتمكن تلك المحال من بيع تلك القطع مرة أخرى لتحقيق مكاسب جديدة على حساب حياة المواطنين، كذلك انتشار تلك القطع وتوصيلات أخرى صينية مضروبة بمحال الصيانة فى منطقة العتبة، وقد رصدنا تعرض ثلاث حالات لاختناق على خلفية تسرب غاز بسبب اعتمادهم على تلك الأشياء غير الآمنة.

كانت البداية فى ضوء المعلومات التى حصلنا عليها بمعرفة أحد العاملين بمنطقة العتبة، والذى روى تفاصيل الأزمة منذ البداية، ويدعى إسلام سعيد، 27 عاما، ويعمل فى صيانة الأجهزة الكهربائية، إذ قال: من خلال عملى فى ورش الصيانة بمنطقة العتبة ابتكرنا وسيلة جديدة لتحويل السخان الغاز من الاشتعال بالحجارة إلى تركيب شاحن كهربائى مثل شاحن الهاتف المحمول، وهو ما سيوفر على الزبون شراء حجارة كل فترة، وبعدها ظهرت عيوب، إذ نتج عن الاختراع الجديد ماس كهربائى وتجاهلنا الأمر وأحيانا ننصح الزبون قبل تحويل السخان خوفا على حياته وحياة أسرته.

وتابع سعيد: بعض الورش الأخرى وهى معروفة بالاسم، كانت تقوم بتغيير بعض القطع داخل السخان ووضع قطع غيار صينية مضروبة إلى جانب توصيلات «اتنين فى واحد» وهى صينية المنشأ ولا تتحمل البخار وسرعان ما تتآكل، والأزمة لم تعد فى ورش منطقة العتبة فقط، إذ انتشرت تلك القطع المضروبة على مستوى الجمهورية وأصبح الزبون يطلبها بالاسم لرخص ثمنها، وتقريبا لم يعد هناك سخان فى مصر إلا وبه قطعة غيار صينى قد تصيبه بعطل يؤدى لتسريب غاز.

ويلتقط المهندس عماد عبدالله خبير صيانة طرف الحديث، قائلا: 90% من الحالات التى تعرضت لاختناقات بسبب تسرب الغاز تعود إلى الوصلات بين ماسورة الغاز الطبيعى وبين السخان، موضحا أنها وصلات يتم تصنيعها فى ورش بير السلم وتغليفها ووضع عبارة «صنع فى الصين» عليها، لطمأنه الجمهور، ولفت إلى أن تلك القطع متداولة بقوة فى الأسواق، هذا إلى جانب وصلات غير قانونية تتم بالمخالفة لشروط الأمان التى وضعتها شركات توصيل الغاز الطبيعى ويلجأ إليها المواطنون لأنها أرخص فى السعر من أسعار الشركة ويقوم بها عمال من الشركة نفسها، ولكن من وراء ظهر المسئولين لتكون النتيجة هلاك صاحب الشقة وأسرته بالكامل.

وتابع خبير الصيانة: مراكز الصيانة غير المعتمدة واحدة من مصادر تهديد المواطنين بسبب اعتماد بعضها على قطع الغيار الصينى والتى يشوبها عيوب فى الصناعة، إلى جانب كارثة أخرى يقوم بها المواطن وهو شراء سخان الغاز من سوق الخردة، وهناك حالات كثيرة تقوم بهذا التصرف والذى ينتهى بكارثة فى نهاية المطاف، ولكن فيما يخص الحوادث التى تقع داخل شقق العرسان وبالقطع لن يشتروا سخانا من سوق الخردة أو ماركة أقل من عالمية، فإن ما يحدث هو قيام مسئول التركيب والصيانة بوضع السخان فى الحمام خلافا للمعمول به فى إجراءات الأمن والسلامة وهو وضع السخان فى المطبخ، وبالتالى ضمان عدم تصاعد الأبخرة المائية وانسداد مواسير الغاز بما يؤدى لتسريبه فى مكان آخر وحدوث المشكلة.

واستكمالا لرحلة البحث، تواصلت «الزمان» مع بعض الحالات التى تعرضت لاختناق بالغاز الطبيعى، حيث تروى وسام أحمد، تفاصيل ليلة مروعة عاشتها مع صغارها الثلاث أثناء غياب زوجها عن المنزل، قائلة: بسبب عطل توجهت بالسخان الغاز إلى مركز صيانة من المراكز المنتشرة فى قريتنا وأخبرنى فنى الصيانة بأن «الموبينا» قد تعرضت للتلف ويحتاج السخان إلى واحدة جديدة حتى يعود السخان للعمل مرة أخرى، وبعدها قمت بتغيير التوصيلات القديمة والتى تآكلت بسبب الصدأ ووضعناها فى مكانه بـ«الحمام»، وبعد أقل من أسبوع استيقظت من نومى على رائحة غاز قوية منتشرة فى الشقة فقمت بغلق محبس الغاز الرئيسى وفتحت جميع النوافذ.

وتابعت: فى اليوم التالى تواصلت مع مسئولى الصيانة بشركة الغاز وحضروا وقاموا بتوقيع كشف على جميع المواسير حتى وصلوا إلى سخان الغاز وأخبرونى بأن التوصيلات الجديدة هى السبب، وكذلك ربما تكون القطعة الغيار أيضا هى السبب لعدم قدرتها على تحمل ضغط الغاز ومن ثم أدت إلى تسريبه.

واقعة أخرى لشاب عشرينى اكتشف كارثة تسريب الغاز من السخان قبل أسبوع من زواجه، إذ يروى محمد نبوى، قائلا: اشتريت سخان غاز من أفضل الماركات العالمية وحتى أطمئن قمت بتشغيله أكثر من مرة ولأيام متتالية خوفا من حوادث الاختناق التى نسمع عنها بين الحين والآخر، والحمدلله اكتشفت تسرب غاز فتواصلت مع الشركة والتى أحضرت فنيى صيانة وقاموا بتفكيك السخان بالكامل أمام عينى وتوصلوا إلى قطعة غيار صينية تم تركيبها وهى المسئولة عن توزيع الغاز داخل السخان، وقاموا بتحرير محضر إدارى بالواقعة ومعرفة اسم التاجر الذى باع السخان لتحرير محضر وقضية ضده، فلم تكن المرة الأولى إذ اعتمد بعض التجار على استبدال القطع الصينية مكان الأصلية.

فيما وضع متخصصون روشتة عاجلة لتفادى تسرب الغاز، وجاء فى المقدمة تركيب صمام أمان وهو محبس لتشغيل وغلق الغاز عن السخان مساء كل يوم لمنع عمليات التسرب التى قد تحدث أثناء ساعات النوم، مع إجراء صيانة دورية للسخان وعن طريق متخصصين، وتجنب استخدام أية قطع غيار صينية، فضلا عن تثبيت أداة منع تسريب الغاز بالمنزل وهو جهاز مختص بكشف حالات التسريب ويعمل بشكل أوتوماتيكى.