رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

قصة طفل نعاه وزير التعليم العالي بعد مقابلته

الطفل زياد برفقة وزير التعليم العالي
الطفل زياد برفقة وزير التعليم العالي

بدا الحديث شيقا بين أحد الأطفال المرضى الذي كان يتلقى علاجه بقسم الغسيل الكلوي بمستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة، ووزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار، خلال حفل افتتاح بنك الخلايا الجذعية بالمستشفى يناير الماضي، لكن لم يتوقع أحد أن هذا الحوار الممتع لن يتكرر ثانية، حيث أن فواجع الأقدار دائما ما تلاحق أنقى الناس.

وتستعرض "الزمان"، في هذا التقرير قصة "زياد"، الذي ودعنا أول أمس، تاركا لهيب الفراق في قلوبنا جميعا.

مثالا حيا لأطباء الرحمة
بدأت القصة حينما حمل وزير التعليم العالي، الملاك البرئ الطفل زياد خالد على رجليه، خلال الحفل السالف ذكره، قائلا: "إنها أفضل مقابلة غير مرتب لها"، موجها سؤالا دعابيا للطفل: "إنت بتشتغل هنا يا زياد"، ليرد عليه بكل براءة الطفولة: "أيون بشتغل دكتور بعالج المرضى بالمستشفى، وعاوز كل المواطنين تساعد وتتبرع للمستشفى لمساعدة الأطفال".

وأشاد "عبد الغفار"، بذكاء الطفل ولباقته، موضحا: "ده مثال حي على رحمة وكفاءة الأطباء المتواجدين بمستفى المنصورة"، وطالب الوزير مشاركة الطفل زياد، في قص الشريط إيذانا بافتتاح الوحدات الجديدة، وذلك على هامش مشاركة الوزير في فعاليات الملتقي الأول للطلاب الوافدين، والذى استضافته جامعة المنصورة خلال الفترة من 27 إلى 29 يناير الماضي.

بداية الرحلة الطفولية 
زياد خالد، طفل احتضنته مستفى جامعة المنصورة، منذ 6 سنوات، للعلاج من مرض وراثي ضعف جهاز المناعة الذي يؤدي إلى هبوط المناعة في فترات مختلفة، وأثناء تواجده بالمستشفى عقد لقاءا مع كثير من المسئولين أثناء زيارتهم.

أقربهم كان مع الدكتور خالد عبد الغفار، والفنان محمد صبحي، الذي هرول إلى المستشفى لمقابلة زياد تلبية لدعوته، كما دعا الفنان جموع الشعب المصري لدعم المستشفى لإنقاذ الأطفال.

لم يكن الفنان أول من يلبي دعوة زياد، حيث وصلت أمنية الطفل إلى لاعب المنتخب المصري ونادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، للحصول على التيشرت الخاص به، وزيارة المستشفى، وحينما تأخر "صلاح"، في الرد عاتبه في رسالة أخرى.


الحلو ما بيكملش

استجاب الفرعون المصري، لطلب زياد، واعدا إياه ووعد اللاعب بتلبية رغبة الأطفال وزيارة المستشفى، أثناء وجوده في مصر للمشاركة في بطولة أمم إفريقيا المقبلة، لكن لم يمهل القدر زياد لرؤية لاعبه المفضل.

رحلت ابتسامة البراءة الطفولية عن عالمنا، ونعي الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطفل زياد خالد، الذي لقى وافته المنية بمستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة، متمنيا أن يتغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة، موصلا لأسرته الكريمة خالص العزاء، رزقهم الله الصبر والسلوان.