رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

إيران تضخ «السم الأبيض» في التعليم العراقي للسيطرة على بغداد

أعلن القضاة وأعضاء البرلمان العراقى، عن تسجيل حالات عديدة لتعاطى المخدرات فى المدارس والجامعات الأهلية، التى أصبحت وكرا لتجارة وتعاطى المخدرات المصنعة فى إيران، بحسب ما أكدت المصادر لـ"الزمان"، فبدلا من أن يستقى الطلاب علوم ليرتقوا ببلادهم على شتى النواحى السياسية والاقتصادية، أصبحت المخدرات هي السم البطئ لقتل نبتة التقدم في جنوب العراق.

كفاح سنجارى: المخدرات انتشرت بين طلبة مدارس وجامعات العراق بسبب الوضع المتردى لبغداد

وفى هذا الصدد قال المحلل السياسى والخبير فى الشؤون العراقية كفاح سنجارى، إن المخدرات التي تغزو العراق، منبعها الأساسى أفغانستان حيث تأتى منها المواد الخام للمخدرات وتصنع داخل إيران، وبذلك تكون طهران معبرا لضخ «السم الأبيض»، داخل جامعات ومدارس بغداد.

وأكد «سنجارى»، لـ"الزمان": "أن معظم المصادر تؤكد قدوم أغلب المخدرات من إيران، مما يؤكد رغبتها فى قتل الشعب العراقى بالبطىء، فلا يوجد تاجر مخدرات بإمكانه نشر هذا الكم من الأقراص دون قوة سياسية داعمة أو مساندة له، سواء كانت شريكة له أو لديها برنامج سياسى يجعل من مواد هذه التجارة وسيلة للسيطرة على الآخر".

وأوضح: " أنه ربما ستنجح طهران في مخطاطتها نسبيا، لكن بالأخير لا يصح إلا الصحيح، فلن تستمر هذه الظاهرة كثيرا، بل هي ظرف عابر خاصة وأن المجتمعات العراقية عموما من كوردستان وحتى جنوب البلاد مجتمعات محافظة، وليست بيئة لقبول أو نمو مثل هذا السلوك".

وأشار المحلل السياسى: "إلى أن الوضع المتردى للبلاد وانتشار البطالة وضعف الدولة ساهم فى تحقيق بعض هذه الاختراقات، لكنها فى النهاية هى ظاهرة طارئة وغير أصيلة وستنتهى بانتهاء حالة التردى، واسترداد الدولة قوتها، وستنجح بلادنا على تحقيق الانتصار في هذه الحرب السياسية"، مضيفا: "لا نستبعد أن يكون هذا مخطط إرهابى لإثارة البلبلة بين شعب العراق، فعملة الإرهاب ذات وجهين الأول داعش والثانى المخدرات ولنا أن ندرك خيوط اللعبة فى المنطقة والعالم ومن هو المستفيد الأكبر مما يجرى الآن".

واختتم: "للقضاء على هذه الظاهرة، أرى أن أي انتعاش اقتصادى يقلل مساحات البطالة ويرفع المستوى المعاشي للأهالي، يصاحبه توعية وطنية بأن هذه الظواهر هى الوجه الثانى لداعش والإرهاب".

وقال جمال الدين الشهرستانى، مدير إعلام منطقة العتبة الحسينية بمحافظة كربلاء فى العراق، إن هناك معلومات وردته بأن كبار تجار المخدرات بدأوا بتوزيعها فى أماكن عديدة بمنطقة الحسينية، لجعل الشعب العراقى يعتادها خاصة شباب الجامعات وطلبة المدارس، وبعد ذلك يحققوا أهدافهم بالسيطرة على الدولة بأكملها، مشيرا إلى أن المخدرات دخلت إلى بغداد من حدود الدولة كافة.

فيما أوضح عقيل الطريحى محافظ كربلاء، أن انتشار المخدرات بين طلبة المدارس مشكلة كبيرة وتحدى حقيقى، علينا مواجهته لا أن نختبئ عنه، مؤكدا: "أن لدينا قوانين صارمة ستسهم فى القضاء على هذه الظاهرة التي نكرث جهودنا للوقوف على أسبابها".

وأكد بعض أعضاء البرلمان العراقيين والقضاة المختصيين، أن فساد الدولة وضعف الأجهزة الأمنية ونقص التدريب لموظفيها، وعدم وجود مراكز لإعادة تأهيل مدمني المخدرات، مشاكل كبرى تؤدى إلى إسقاط الشباب العراقى الذين هم عماد التطور، لذا استهدف الأعداء صحة شبابنا للتأثير عليهم تعليميا وبهذا يأخذ تبدأ الدولة في الانهيار، وفى هذا الصدد تقول عضو الجمعية الأمريكية لطب الإدمان الدكتورة داليا أمين استشارى السموم وعلاج الإدمان بكليه الطب البشرى ومستشفيات جامعة الزقازيق، إن تأثير المخدرات على طلبة المدارس الصغار يختلف عن البالغين.

الفرق بين تأثير المخدرات على الطفل والطالب الجامعي

وأضافت الدكتورة داليا أمين، لـ«الزمان»، أن المخدرات لها عامل كبير في التأثير على تركيز الطالب الجامعى وإتلاف أجهزته العصبية، فالأقراص المخدرة تؤثر على المادة الكيميائية السائلة المسئولة عن عملية توصيل العصبى لمخ الإنسان ومنه يتم توزيعه إلى أنحاء الجسم، فتتسبب في تباطؤ هذه العملية مما ينتج عنه آثار سلبية على أعضاء الجسم كافة، فبيؤدى إلى فشل في حياة الطالب على الصعيد الشخصى والصحى والتعليمى.

وأوضحت عضو الجمعية الأمريكية لطب الإدمان، أن الأطفال في سن المدارس لديهم سرعة ظهور لآثار السموم أكثر من البالغين، فيمكن جرعات قليلة تؤدى لوفاتهم بالحال، على عكس الطالب الجامعى، الذى يتحمل أكثر من جرعة فأول جرعة له تكون بمثابة تجربة، وبداية من المرة الثانية يصبح مريض ويدمن عليها خاصة لو زاد مقدار الجرعة عن سابقتها وهذا يطلق عليه التعود على المادة الكميائية المخدرة.

خبير اقتصادى: المخدرات تسببت بخسائر مالية للعراق

كما أن انتشار المخدرات لا يؤثر على الجانب التعليمى أو الصحى فقط للبلاد فيقول الدكتور شريف الدمرداش الخبير الاقتصادى، إن المخدرات بجميع أنواعها تسهم بشكل كبير على انهيار أى بلد سواء تعليميا أو اقتصاديا أو صحيا، فهذه المخدرات تدخل سواء العراق أو غيرها تسبب خسائر مالية للدولة.

وأوضح «الدمرداش»، لـ«الزمان»: "أن الخسائر تتلخص في الآتى لو نظرنا للأقراص المخدرة على أنها بضاعة، فهى تدخل الدولة مهربة وبطرق غير مشروعة دون دفع رسوم جمارك، وحينما ننظر لها من الجانب الآخر أنها مضرة، فهى تكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة في مكافحتها، لمعالجة المدمنين أو تحمل نفقات نزلاء السجون المتورطين في قضاياها، فأصبحت العراق بدلا من استغلال أموالها في مشاريع تعيد إعمار دولتها وبناءها، أمست يذهب كل ذلك سدى".

وأكد الخبير الاقتصادى، أن الحوادث المرورية أو التلف الذى يلحق بالممتلكات العامة والخاصة، يعود بسبب سلوك المدمن الشديد العدائية، مما يعتبر هذا استنزاف لثروات البلاد، قائلا: "العراق كانت ثانى أقوى جيش عربى وكانت دولة لها مكانتها القوية بين الشعوب ولكن بعض المعادين أرادوا سقوطها فحاربوها سياسيا واقتصاديا إلى أن وصلت لهذه الحالة التي نراها اليوم، فنحن نأسف على الشعب العراقى وما تعرض له من مؤامرات".