وزير الشباب أمام الشيوخ: زيادة حجم الاستثمارات الرياضية لـ7 مليارات جنيه تفاصيل فوز فيلم المرهقون لعمرو جمال بجائزتين بمهرجان أفلام السعودية شون وصوامع المنيا تستقبل 188 ألف طن من محصول القمح لموسم حصاد 2024 محافظ كفرالشيخ يتابع جهود مصيف بلطيم فى أعمال التجميل والتنسيق الحضارى محافظ كفرالشيخ يتابع جهود إزالة التعديات على أراضى أملاك الدولة والأراضى الزراعية ببلطيم محافظ كفر الشيخ يتابع فعاليات ورشة عمل قانون التصالح بمركز استدامة للتدريب محافظ قنا يشدد على تطبيق المواصفات الفنية و القياسية على أعمال الرصف بالمحافظة محافظ بورسعيد يفتتح مدرسة بورفؤاد للتعليم المجتمعي «لنظام الفصل الواحد » رئيس جامعة بني سويف يوقع بروتوكول تعاون مع جمعية مستثمري مناطق بني سويف الصناعية مركز السينما العربية يمنح جائزة الإبداع النقدي لعام 2024 للبناني نديم جرجوره والبريطاني بيتر برادشو محافظ الفيوم يتابع إجراءات التصالح بالمركز التكنولوجي ويناقش المواطنين حول مستوى الخدمات المقدمة محافظ الغربية يتابع توافد المواطنين على المراكز التكنولوجية ب 12 مركز ومدينة للتصالح على مخالفات البناء
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«مبيدات حشرية» تهدد المواطنين داخل منازلهم

مصانع بير السلم تقلد علامات تجارية مشهورة.. وتروج بضائعها بالأسواق بنفس السعر

«أقراص وعيدان بخور» تتسبب فى حالات اختناق للأطفال وكبار السن.. وغياب التوعية سبب انتشارها

خبراء: صناعتها داخل قرى القليوبية والجيزة.. واستخدام مواد محظورة دوليًا فى عملية التصنيع

اعتاد المصريون استعمال مبيد حشرى شهير، للقضاء على الحشرات الطائرة داخل المنازل ومنها الذباب والناموس حماية للأطفال خاصة فى موسم الصيف ووقت ارتفاع درجات الحرارة، إذ تنتشر تلك الحشرات داخل المنازل بقوة خاصة فى الأقاليم البعيدة عن القاهرة، إذ تنتشر المساحات المزروعة، ومع مرور الوقت ظهرت تلك المبيدات بشكل مختلف، فلم تعد على نفس الكفاءة التى كانت عليها بالماضى.

الأمر الذى جعل البعض يقول عبارته الشهيرة «الناموس أقوى من المبيد»، فيما فسر البعض الآخر هذا الأمر بأن بعض الحشرات طورت من نفسها لتقاوم أنواعا من المبيدات، وهو على غير الحقيقة، إذ أكد الخبراء ممن تواصلنا معهم لمعرفة الحقيقة، أن بعض الأشخاص معدومى الضمير لجئوا مؤخرًا إلى غش تلك المبيدات وعلى رأسها «راجون وبيروسول»، وهما من أشهر منتجات إبادة الحشرات الطائرة داخل المنازل، وترويج تلك المنتجات فى السوق دون معرفة أصحاب الشركات، فكانت النتيجة ما وصلنا إليه حاليا، وهى إصابة المواطنين بأزمات ضيق تنفس وحساسية الصدر فى المقابل استمرار الحشرات الطائرة بالمنازل.

الدكتور سلامة سعفان متخصص فى مكافحة الآفات الزراعية، يوضح لـ«الزمان»، التسلل الزمنى لعملية غش المبيدات اللازمة للقضاء على الحشرات المنزلية، قائلا إنه رصد هذا الواقع المرير بنفسه، وتابع: «كنت أستعمل مبيدا حشريا داخل المعمل للقضاء على الذباب الطائر وذات يوم تعرض أحد العاملين لضيق تنفس، وآخر تعرض لحساسية رغم أن الطريقة العلمية لاستعمال المبيد اتبعناها وهى رش الغرفة وتركها لخمس إلى عشر دقائق».

ولفت إلى أنه بعد أكثر من ربع ساعة كانت الرائحة نفاذة ولا تزال موجودة كما هى بالغرفة، وهو ما دفعه للتساؤل حول مكونات تلك العبوة وكيف كانت وكيف أصبحت، وللتأكد من حقيقة الأمر قمت بالحصول على عبوة من منفذ بيع قريب من المصنع بمدينة 6 أكتوبر، وعبوة أخرى من نفس المتجر الذى اشتريت منه العبوة التى تسببت فى اختناق العاملين داخل المعمل.

وأضاف: «بعد مطابقة العبوتين تأكدت من عدم مطابقة المكونات إلا فى المعطر الذى يضاف لكلاهما حتى لا يشك المستهلك فى حقيقة العبوة، لكن فى تركيز المادة الفعالة فليستا متطابقتين، ففى العبوة الأصلية تم اتباع معايير الأمان اللازمة والمصرح بها من جانب وزارة الصحة، أما فى العبوة المغشوشة فالمادة الفعالة عبارة عن مادة كيميائية شبيهة بمادة «الاستركنين» المحظورة دوليًا، ويتم استعمالها فى تسميم الحيوانات الضالة، وهو ما ينذر بوجود ضحايا قضوا نحبهم بسبب تلك المبيدات المستخدمة فى إبادة الحشرات المنزلية ولم توجه إلى المبيد أصابع الاتهام.

يلتقط الدكتور عمرو متولى طرف الحديث وهو خبير جودة بواحدة من شركات المبيدات الحشرية المنزلية، قائلا: «بالفعل لدينا معلومات عن وجود عصابات بقرى فى القليوبية وقيامهم بتزوير العلامة التجارية المملوكة للشركات الكبرى، إذ تتم طباعة العلامة والشكل على العبوات وتعبئتها بمواد مجهولة المصدر وتسريبها إلى السوق، وللأسف استعمال تلك المبيدات المنزلية على المدى الطويل يتسبب فى حساسية مزمنة بالصدر للأطفال وللكبار يتسبب لهم فى ضيق تنفس، وفى حال تعرض أحد الأشخاص المصابين بالضغط أو القلب لاستنشاق رائحة هذا المبيد قد يتعرض للوفاة على الفور».

وأشار إلى أن هناك أشكالا مختلفة لتلك المبيدات المنزلية التى تقوم مصانع بير السلم بإنتاجها، ومنها عيدان البخور وأقراص الناموس التى ظهرت قبل سنوات قليلة، ورغم أن كلاهما يقضيان على الناموس خاصة مع انتشاره خلال موسم الصيف وبالتحديد موسم حصد القمح، إلا أنهما قاتلان صامتان نظرًا لتركيز المادة الفعالة المتسببة فى قتل الناموس بشكل غير مطابق للمواصفات، ويتم صناعة تلك الأشياء فى قرى باسوس والبرادعة وأبوالغيط بالقليوبية، وفى قرى أبوالنمرس والبر الغربى ووردان بالجيزة، وهى صناعة موسمية تزدهر بقوة خلال موسم الصيف ولها زبائن بمئات الآلاف، ويجب توعيتهم بخطورة الأمر.

على الجانب الآخر، رصدت «الزمان» وقائع لضحايا تلك المبيدات الحشرية المنزلية، إذ يروى عبدالسلام البوهى من محافظة المنوفية، معاناة أسرته، قائلا: قديمًا كنا نضع الجاز فى بخاخة ونرشها على الأرض للقضاء على الذباب والناموس ولكن الحيلة لم تعد تنفع، فتوجهنا إلى استعمال راجون وبيرسول ومع الوقت بدأت فاعلية كلا المنتجين لا تقدر على قتل الحشرات المنزلية واتهمنا الشركة وقتها بأنها غشت المنتج، ولكن معرفتنا للحقيقة فيما بعد أثبتت لنا أن من قام بعملية الغش بعض الأشخاص معدومى الضمير، والذين تسببوا فى وفاة ابن أخى البالغ من العمر عامين.

وتابع: نعيش فى منزل عائلة وأنا المسئول عن مصروف المنزل، وقبل ثلاثة أعوام حدثت تلك الواقعة فى يوم مشئوم لم تطلع له شمس، إذ اشتريت واحدا من المبيدات الحشرية المنزلية، وقمت برش المنزل للقضاء على الناموس حيث نعيش بالقرب من رقعة زراعية وكان الفلاحون فى موسم حصاد القمح وفى تلك الفترة ينتشر الناموس بقوة، وبعد أن قمت برش الصالة التى تتوسط المنزل وبعض الغرف أثناء لهو الأطفال بالخارج لم ألاحظ أن ابن شقيقى نائم على السرير، وبعد ساعات قليلة سمعت صراخ أمه فتوجهنا به إلى المستشفى لعمل تنفس صناعى إذ تعرض لضيق تنفس شديد ولكنه فارق الحياة فى الطريق، وقد أخبرنا الطبيب بأن المبيد الحشرى هو السبب.

واقعة أخرى، بطلتها أم لأربعة أبناء كادوا أن يقتلوا جميعًا بسبب المبيد المغشوش، وتروى السيدة الثلاثينية والتى تدعى صباح محمد تجربتها المريرة، قائلة: أعيش بمفردى داخل منزلى الكائن فى شبرا الخيمة إذ يعمل زوجى بالسعودية، وذات يوم اشتريت أقراصا للقضاء على الناموس وقمت بإغلاق جميع النوافذ وإشعال الأقراص وتركت المنزل وأبنائى وجلسنا فى الخارج إلى حين انتهاء القرص من القيام بوظيفته وكذلك ضمان زوال الرائحة النفاذة للقرص، لأستيقظ بعد منتصف الليل على سعال شديد لنجلى الكبير ونفس الأمر مع اشقائه، وطلبت الإسعاف وقتها، وقاموا بإخضاعهم لجلسات تنفس صناعى، وعرفت أن ذلك القرص مغشوش بواسطة المسعفين الذين أكدوا أن أولادى ليسوا الحالة الأولى، وهم ضمن قائمة طويلة ضمت عشرات الأسر من قبلهم.