رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

رياضة

5 فزاعات تهدد بسحب تنظيم «كأس العالم» 2022 من قطر

بعد فشل مونديال ألعاب القوى..

5 فزاعات تهدد بسحب تنظيم «كأس العالم» 2022 من قطر

أدلة فساد جديدة تكشف رشوة «بى إن سبورت» للفيفا

انتهاك حقوق العمال ينذر بانهيار التنظيم الكروى

ظلت شبهات الفساد والرشوة تطارد دولة قطر والاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» منذ حصولها على حق استضافة بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم فى عام 2010.

وفى الفترة الأخيرة، وبعد أن أثبتت قطر فشلها فى تنظيم مونديال ألعاب القوى أواخر سبتمبر الماضى، ظهرت بعض المخاوف لدى العديد من أن تفشل قطر أيضًا فى تنظيم كأس العالم، ونتيجةً لذلك انتشرت عدة مطالبات بسحب تنظيم كأس العالم من قطر.

وطالبت فرنسا، صاحبة اللقب فى النسخة الأخيرة من كأس العالم، العديد من المسئولين فى بلادها بضرورة مقاطعة منتخب بلادهم لهذه البطولة.

وتصاعدت وتيرة مطالبات سحب تنظيم كأس العالم 2022 من دولة قطر فى الفترة الأخيرة، وأرجعها الخبراء لعدة أسباب وهى:-

فشل تنظيم مونديال ألعاب القوى

دعا «ريجى جوانيكو»، النائب فى البرلمان الفرنسى، و«جون فرانسوا ديبا»، عمدة بلدية بورج ان برس، إلى مقاطعة المنتخب الفرنسى لمونديال قطر 2022، مؤكدين أن تنظيم بطولة ألعاب القوى فى قطر كان كارثيًا بكل المقاييس، وفقًا لشبكة «إل سى آي» الفرنسية.

وأوضح المسئولون الفرنسيون أن مطالبتهم جاءت نتيجة للفساد والجشع الذى حصلت بموجبه الدوحة على حق استضافة مونديال 2022، بالإضافة إلى فضيحة المدرجات الخاوية فى بطولة ألعاب القوى وتأثير درجات الحرارة المرتفعة على اللاعبين، حسبما أفادت «سى إن إن» الأمريكية.

وفشلت قطر فى تنظيم مونديال ألعاب القوى، لأنها لم تتمكن من التغلب على درجات الحرارة المرتفعة بها، فعلى سبيل المثال، قامت بعض الاتحادات الدولية بسحب لاعبيها من بطولة ألعاب القوى.

كما اشتكى العديد من المشاركين من تأثرهم السلبى بدرجات الحرارة المرتفعة، كل ذلك أدى إلى إثارة المزيد من التساؤلات حول قدرة الدوحة على استضافة بطولة كأس العالم 2022، إذا لم تنجح فى وجود حل للتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة بالإمارة، وفقًا لشبكة «بلومبرج» الأمريكية.

ارتفاع درجة الحرارة

وتسعى الدوحة لتحسين صورتها بكافة الطرق قبل كأس العالم 2022، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة تعد أبرز وأهم المشاكل التى تهدد قطر بسحب تنظيم البطولة.

ولقد نشرت «واشنطن بوست» الأمريكية، مقال رأى للكاتب الأمريكى «ستيفن موفسان»، يحذر من مخاطر الحرارة العالية فى قطر، موضحًا أن هذا الأمر قد يتسبب فى وفاة المشجعين واللاعبين أثناء بطولة كأس العالم 2022.

وتابع الكاتب أن قطر تعتبر واحدة من أكثر الأماكن سخونة على سطح الأرض، مشيرًا إلى أنه على الرغم من نظام التبريد تحت المقاعد باستاد الخليفة البالغ عددها 40 ألف مقعد، إلا أن ذلك لن يغير من الأمر شىء، متابعًا أن الدوحة قد تتمكن من تبريد الاستادات والملاعب، لكن لا تستطيع تبريد الإمارة بالكامل، قائلًا إن المشجعين قد يواجهون الموت أثناء التنقل بين الملاعب والمترو والفنادق فى حرارة الصيف العالية بالدوحة، حيث إن الفيفا قامت بتأجيل كأس العالم لمدة خمسة أشهر خلال فصل الشتاء فى قطر.

ومن جانبها أفادت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، بأن دولة قطر تعد واحدة من أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض، الأمر الذى دفعها إلى تركيب تكييفات فى الأماكن المفتوحة مثل الاستادات وبعض الشوارع، موضحة أن درجات الحرارة تصل لأكثر من 46 درجة مئوية فى الصيف، مؤكدة أن وضع تكييفات الهواء فى الملاعب التى ستستضيف مباريات كأس العالم، ليست خطوة سهلة كما تتصور الإمارة الصغيرة.

أدلة فساد جديدة

نشرت صحيفة «ميديا بارت» الفرنسية، أدلة وتفاصيل جديدة ومثيرة حول كيفية حصول دولة قطر على تنظيم كأس العالم 2022، وذلك من خلال رشوة مقدمة من ناصر الخليفى، رئيس قنوات «بى إن سبورت» لـ «جيروم فالكى»، وهو أحد كبار مسئولى الفيفا السابقين.

وأشار التقرير إلى وثائق سرية حول قيام ناصر الخليفى بتمويل فيلا فاخرة لـ «فالكى»، وفى ذات الوقت، تم توقيع عقد شراء حقوق البث التليفزيونى لكأس العالم لـ «بى إن سبورت» مقابل 480 مليون دولار.

كما قام ناصر الخليفى بشراء حقوق البث لبطولة كأس العالم مقابل 300 مليون دولار، بالإضافة إلى مكافأة قدرها 100 مليون دولار فى حال فوز قطر بتنظيم كأس 2022.

وتابعت الجريدة الفرنسية، أن ممثلى الإدعاء العام الفيدرالى السويسرى يشتبهون بوجود واقعة فساد أخرى، وهى شراء «بى إن سبورت» لحقوق بث بطولتى كأس العالم 2026 و2030 مقابل 480 مليون دولار، مما يعد من غير المعتاد توقيع مثل هذه العقود مقدمًا قبل أكثر من عشر سنوات.

وبلغت الصفقة بين الفيفا و«بى إن سبورت» 300 مليون دولار للمونديالين، بالإضافة إلى 100 مليون دولار كمكافأة فى حالة حصول قطر على تنظيم مونديال 2022، هذه المكافأة ليست موجودة فى نسختى 2026 و2030، لذلك وافقت «بى إن سبورت» على دفع 480 مليون دولار بدلاً من 300، أى ما يعادل 60 % أكثر من العقد السابق، حسبما أفادت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية.

انتهاك حقوق العمال

ازدات العديد من المطالبات لسحب تنظيم مونديال 2022 من قطر، نظرًا للظروف غير الآدمية التى يواجهها العمال المشاركين فى أعمال البنية التحتية لمنشآت كأس العالم فى الدوحة، وفقًا لـ «سى إن إن».

ويواجه العمال الأجانب، أوضاعًا قاسية، إذ أنهم معرضون للخطر بشكل خاص، بالإضافة إلى أن هناك مئات الوفيات بين هؤلاء العمال نتيجة الإجهاد الحرارى فى السنوات الأخيرة، كما أن الإمارة الصغيرة تتجاهل مأساة العمال الأجانب الذين يعملون فى إنشاء الملاعب، ولكنها تكتفى بالوعود دون تنفيذها على أرض الواقع، حسبما أفادت «واشنطن بوست».

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، بأن هناك ما يقرب من 2000 عامل قد ماتوا منذ 2016 حتى الآن فى الدوحة، الأمر الذى دفع «هيومان رايتس ووتش» بمطالبة قطر بالتحقيق فى هذا الأمر، وأخذ كافة التدابير لمواجهة ذلك.

وقالت منظمة العفو الدولية لوكالة «رويترز»، إن هناك ما يقرب من 2 مليون عامل أجنبى يعملون فى الدوحة كما أنهم يواجهون أوضاعًا قاسية، لقد اتخذت قطر إجراءات لتحسين أوضاع العمال الأجانب، ولكن هذه الإصلاحات لم ترق إلى المستوى المطلوب الذى يضمن حقوقهم بالفعل.

قطر غير جاذبة للسياحة

المدرجات الخاوية وعزوف الجماهير عن حضور بطولة ألعاب القوى، قد يعد مؤشر على عدم قدرة قطر على جذب عدد كافى من مشجعى مونديال 2022، حسبما أفادت «فرانس 24».

لقد واجهت دولة قطر العديد من الانتقادات فى تنظيم مونديال ألعاب القوى، خاصةً ضعف الحضور، مما يعد مؤشرا لشىء آخر وهو أن قطر غير جاذبة للسياحة والمشجعين، نظرًا لعدم وجود أشياء للقيام بها، وفقًا لشبكة « يورو نيوز» الفرنسية.

ولقد تم تصنيف قطر كواحدة من أكثر عشر مدن غير صديقة للزوار فى العالم من قبل مجلة «كوندى ناست ترافيلر» فى عام 2016، حيث اشتكى العديد من أن الدولة مملة للغاية.

إن قطع العلاقات الدبلوماسية بين قطر وكلا من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، الذين يتهمونها بدعم الإرهاب، أدى إلى خفض عدد الرحلات الجوية المباشرة إلى الدوحة، لذلك لا يستطيع المشجعون السفر لهذه الدول لقضاء أوقات ترفيهية، فعلى سبيل المثال، فالماضى كان يستطيع المشجع السفر إلى دبى فى ساعة واحدة، ولكن الآن يتعين على المسافرين بين الدوحة والإمارات العربية المتحدة السفر عبر دولة ثالثة بسبب المقاطعة، وفقًا لـ «يورو نيوز».

عند مقارنة قطر بكلا من روسيا أو البرازيل، لا توجد مجموعة كبيرة ومتنوعة من مناطق الجذب السياحى فى قطر، ما عدا المتحف الوطنى الذى لا يزال قيد الإنشاء، والسوق، ورحلات السفارى إلى الصحراء، وفقًا لـ «فرانس 24».