رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

ممرضات بدفعة 2020 يطالبن بالعمل فى مستشفيات العزل

يرغبن فى مساندة الدولة لمواجهة جائحة كورونا.. وعائلاتهن يشجعهن على القرار

فى الوقت الذى نهرول فيه كمواطنين أثناء سيرنا أمام واحدة من مستشفيات الحميات ونضع أيدينا فوق أنوفنا، هرولت بنفس السرعة ممرضات خريجات دفعة 2020 للالتحاق بمستشفيات الحميات ومستشفيات العزل بعد أن تأثرن بحكايات الأطباء التى تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعى تحكى عن قصص كان أبطالها طبيبا أو ممرضة، وعلى خلاف عائلات كثيرة، كانت عائلات بعض الممرضات محفزة ومشجعة لبناتهن.

"س. ع" والتى رفضت الإفصاح عن اسمها مباشرة، حتى لا يصاب جيرانها بحالة من الفزع والخوف إذا ما عرفوا أنها قررت العمل فى مستشفيات العزل حيث حالات كورونا، وتقول لـ"الزمان": "إنه أثناء انتظارى للتكليف منذ فترة وبعد انتهاء فترة المعهد تابعت مثل غيرى ارتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا، وتذكرت جارى ذلك الشاب الثلاثينى الذى وافته المنية منذ أيام بعد إصابته بالفيروس القاتل، وتحدثت إلى نفسى ماذا لو طلبت واسطة من أحد معارفى للعمل فى عيادة نظر بالمستشفى العام أو فى واحدة من رعايات الطفل وتنظيم الأسرة، وكان نفس الأمر مع زميلاتى فمن سيساعد الدولة فى حربها".

وأضافت، أنها قررت بعد تفكير أنه بمجرد استلامى خطاب العمل من مديرية الصحة التابعة لمحافظة المنوفية، التوجه إلى الإدارة الصحية التابعة لها داخل المدينة التى أعيش بها واختيار العمل فى مستشفى الحميات.

وتلتقط "م. ع" طرف الحديث، قائلة: "نحن لسنا أقل من الممرضات اللاتى دفعن حياتهن ثمن مواجهة الفيروس القاتل، والإصابة بالفيروس سوف نكون معرضين لها بشكل أو بآخر سواء عملنا داخل مستشفى للعزل أو خارجها فى مستشفى أخرى، وهى مسألة نصيب مكتوب لكل فرد فينا، وكلها دلالات دفعتنى بالنهاية إلى اختيار العمل فى مستشفى الحميات وهى أيام قليلة تفصلنى عن استلام العمل، وقررت تخصيص جزء من راتبى لتوفير أدوات للتعقيم الشخصى وشراء كمامات لحمايتى من أى إصابة محتملة".

وتابعت: "أرى نفسى مثل الجندى الذى يتطوع أثناء الحرب ولى زميلات يرغبن فى نفس الأمر، وقبل أن أقرر راجعت أهلى وطلبت منهم النصيحة وقد شجعنى والدى للقيام بتلك الخطوة رغم خوف والدتى من الفيروس القاتل، وما أتمناه هو السلامة لأهلى والناس وأتمنى أن يتفهم جيرانى طبيعة عملى وتجنب النظرات التى أتوقعها منهم فى حال عرفوا مكان عملى".

بدوره، يقول الدكتور باسم محمد استشارى الجهاز الهضمى، كلمة "الجيش الأبيض" ربما كانت الدافع الأكبر لقيام تلك الفتيات اللاتى هن فى عمر الزهور وفى بداية مشوارهن العملى لخوض معركة مواجهة الفيروس داخل مستشفيات العزل، رغم أن الجائحة تقول إننا بحاجة إلى أطقم مدربة، والخبرة هنا تحمى صاحبها وتحمى فريق العمل، ومن ثم يجب تدريبهن جيدًا واستغلالهن فى أعمال قد تكون مفيدة لباقى طاقم العمل دون التعامل مباشرة مع الحالات المصابة بالفيروس.

وأضاف، أتمنى أيضًا من الدولة تعميم حملة للتوعية وزرع ثقافة احترام الأطقم الطبية العاملة فى مجال مكافحة الفيروس وذلك عن طريق تشريع يجرم الاعتداء على الأطقم الطبية من جانب الجيران مثلما حدث من قبل ورأينا نماذج تدمع لها العين.