مدحت العدل يتحدث عن ماتش الزمالك وهضة بركان المغربي محمد جمعة وإبراهيم السمان وريهام عياد يحتفلون مع نوال بأغنيتها الجديدة.. صور مصر للطيران: إصدار تذاكر الحجاج اعتبارا من 11 مايو وحتى 10 يونيو برلمانية: مصر الداعم الأول والرئيسى للشعب الفلسطينى حماس: نثمن إعلان مصر اعتزامها الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا أمام العدل الدولية ثلاثة عروض لفيلم أثر الأشباح للمخرج جوناثان ميليت بأسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي جيش الاحتلال يعلن إصابة 50 جنديا إسرائيليا في معارك غزة خلال 24 ساعة تلبية لرغبات جمهوره ومتابعيه.. عزيز مرقة يطلق نسخة جديدة من ”أحلى واحدة” رئيس الوزراء: مستعدون لاتخاذ أي إجراءات تسهم فى مضاعفة أعداد السائحين الأمين العام للأمم المتحدة: الحرب بغزة تتسبب في معاناة إنسانية مروعة مصر تعلن اعتزامها التدخل دعما لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية مصرع عناصر بؤرة إجرامية شديدة الخطورة بأسيوط عقب تبادل إطلاق النار مع الأمن
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«الجيش البرتقالى» يحاصره الفقر ويفترسه الوباء

عمال النظافة يعملون فى ظروف استثنائية.. ولا يخضع بعضهم لمظلة تأمينية.. واستعانة المحافظات بالشركات الخاصة بدد التأمين الصحى

"الزمان" ترصد معاناة العمال مع وباء كورونا.. وندرة الإصابات فى صفوفهم رغم غياب الحماية والوقاية

أطلق البعض عبر منصات التواصل الاجتماعى لقب "الجيش البرتقالى" على عمال النظافة ممن يؤدون أعمالهم بصدق وإخلاص يوميًا، وليس بحوزتهم أى وسيلة من وسائل الوقاية أو الحماية مثل القفازات أو الكمامات التى يشترونها فى كل الأحوال على نفقاتهم الشخصية، ولأن يومية العامل لا تتجاوز الـ70 جنيها لن يضحى بطبيعة الحال بـ10 جنيهات لشراء كمامة وقفاز أو عبوة كحول، ويسلم أمره لله الذى لا يخيب ظنه وينجيه من الوباء، بحسب شهادات جمعناها من عمال نظافة بمحافظات مختلفة.

يقول "أحمد حسنى" عامل نظافة بمحافظة القاهرة: "أعمل بشركة نظافة تعاقدت مع الحكومة للقيام ببعض الأعمال الخاصة بالنظافة، وبالتالى لا أتبع الحكومة مباشرة وهنا ظهرت أول مشكلة خاصة بالتأمينات الاجتماعية والصحية فلم نخضع حتى الآن لتلك المظلة التى توفر لنا الحماية، أما فيما يتعلق بالوباء فلا أخفى سرًا أن كل الكمامات التى يرتديها عمال النظافة قد اشتروها على نفقتهم الخاصة وأزيدك من الشعر بيتا حينما رأيت أحد العمال يقوم بالتقاط كمامات مستعملة ويقوم بغسلها فى المنزل ويرتديها مرة أخرى وذلك بعد أن مر عليه أحد المشرفين وهدده بالخصم من الراتب إذا لم يرتدى كمامة".

وأضاف، أن معاناة العامل ليست فقط مع فيروس كورونا، ولكن مع كافة الأمراض التى تصادفنا أثناء جمع القمامة من الشوارع فنحن أكثر الفئات عرضة ومع ذلك لا يصرف لنا بدل عدوى كشركات خاصة، وبعضنا يقوم بتوقيع استمارة 6 فى حال قررت الشركة تعيينه، وذلك لكى لا نطالب بأى مبالغ تعويض أو تأمينات عن الفترة التى قضاها العامل بالشركة.

يلتقط "رؤوف مجدى" طرف الحديث، مضيفًا، نعمل فى ظروف صعبة للغاية نأكل على الرصيف بين أكوام القمامة ولساعات تمتد أحيانًا إلى 12 ساعة عمل وإذا مر المشرف المسئول عن المجموعة ووجد العامل جالسا على الرصيف يقوم بتوقيع جزاء عليه والمطلوب منك الاستمرار فى العمل دون قسط بسيط من الراحة، والشركة لا توفر لنا سوى بدلة واحدة طوال العام وبعد 5 شهور فقط من العمل تحت أشعة الشمس تكون مهترئة لا تصلح للاستعمال الآدمى.

وأشار إلى أن مكان تبديل الملابس عبارة عن كشك صغير الحجم لا يتجاوز المتر فى متر، نقوم نحن جميع العاملين فى الوردية بتغيير ملابسنا داخله دون تعقيم ودون النظر حتى فى كوننا بنى أدمين لنا حقوق وواجبات، ونحمد الله أن معدل الإصابات بين العمال أقل من كل الفئات خاصة أن الشركة لا توفر لنا تأمين صحى ولا تغطى يومية العامل الذى يتغيب عن العمل مهما كانت الظروف والإجازات التى نحصل عليها مدفوعة هى إجازات العيد فقط وليست الإجازات الرسمية بالدولة.

فيما يروى "حسان البوهى" 59 سنة معاناته فى زمن الكورونا، قائلاً، إن لديه ثلاثة بنات اثنتين منهن فى الجامعة ويساعداننى فى الإنفاق على المنزل بالعمل فى محلات لبيع الملابس، أما الثالثة فهى على وشك الزواج وتوجهت للشركة للحصول على سلفة من أجل إتمام باقى الأجهزة الكهربائية وتم رفض طلب السلفة وهو ما دفعنى للعمل ورديتين للحصول على أجر إضافى، وقادنى الحظ للعمل بالقرب من مستشفى حميات وبها حالات كورونا، ويوميًا أحمل بيدى أكوام من الكمامات لا أعلم هل هى ملوثة وتحمل فيروس كورونا أم لا، ولا أخشى على نفسى بقدر خشيتى على بناتى وزوجتى التى تعانى من السكر والضغط، ولكن أسلم أمرى لله.

وأضاف، أن مطالبهم بسيطة وهى توفير مظلة تأمينية للعمال فنحن لا نخشى الكورونا بقدر خشيتنا عدم وجود معاش لأولادنا بعد الوفاة، مع توفير وجبة للعامل البسيط أو صرف قيمة ما يوازى ثمن الوجبة.

من جانبه يقول محمد حمدى خبير التنمية المحلية لـ"الزمان" إن الحكومة تعاقدت مع شركات خاصة لكى تتولى هى مسئولية النظافة وتجميل الشوارع لترفع عن الحكومة حرجا كبيرا ففى الماضى كانت الحكومة ممثلة فى المحافظات والأحياء مسئولة عن توفير عمال والتأمين عليهم بعد تثبيتهم وزاد العدد بشكل يفوق ميزانية الصناديق الخاصة التى كانوا ينفقون منها قبل التعيين، ومع دخول الشركات الخاصة على الخط كان لا بد من الاشتراط عليهم تعيين العمالة ولكن الشركات تقوم بالالتفاف حول الأمر وتعيين جزء صغير من العمالة والجزء الآخر يكون محروما من أدنى حقوقه.

وشدد على ضرورة توفير مظلة تأمينات اجتماعية وصحية للعامل خاصة فى زمن الوباء ضرورى وليست من الرفاهيات، خاصة أن الفترة الماضية شهدت ارتفاع معدل القمامة للضعف بسبب جلوس المواطنين داخل المنازل وارتفاع معدل الاستهلاك الشهرى من الطعام والشراب ووسائل الوقاية والحماية التى فى الغالب تكون لأشخاص مصابين بالفيروس أو مخالطين لمصابين والعامل وحده من يدفع فاتورة التعامل مع تلك النفايات الخطرة، ودور الحكومة هنا توفير تأمين شامل وسريع للعمال على الأقل خلال فترة الوباء.

فيما أوضح الدكتور باسم محمد استشارى الجهاز الهضمى والكبد، أن معاناة عمال النظافة لا تتوقف على فيروس كورونا المستجد واحتمال إصابتهم من عدمها، بل تمتد لأمراض أخرى قد تصيب العامل نتيجة التعامل وهو عارى اليدين مع القمامة، مثل الإصابة بفيروس "سى" والالتهاب الكبدى الوبائى وأمراض أخرى تكون نتيجة ملامسة بقايا الحقن التى تحمل عينة من دم الشخص المريض، وبالتالى يجب توفير قفازات مطاطية لا تسمح بمرور شىء يصيب العامل بمكروه.