رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

 نخترق عالم المتحكمين فى بيزنس ”التريند” داخل مصر

يشير مصطلح التريند خلال الآونة الأخيرة لكل شىء استطاع أن يحظى باهتمام المجتمع أو فئة من فئاته، ومثال ذلك أغنية شعبية أو حدث سياسى أو حادثة وربما صورة أو مقطع فيديو من فيلم سينمائى قديم أو مسلسل تليفزيونى، وبلغة الأسواق والأرقام هو مصطلح ارتبط بالأسواق والبورصات مرتبطً بالسلع هبوطًا وصعودًا، وهو سلاح ذو حدين ربما يستخدم فى صناعة وهم وشائعة للإضرار بالأمن القومى وهذا ما تجيده الجماعات الإرهابية فى محاولة منها لضرب الروح المعنوية للشعب المصرى ومحاولة تقليب الأمور وصناعة الفتنة بين الدولة والشعب، وربما يستخدم كقوة ناعمة للضغط على الحكومة من أجل قضية مثل حملة الماجستير والدكتوراه وأصحاب الأحكام القضائية للتعيين بالدولة وغالبًا ما يؤتى التريند ثماره فى قضايا مثل ذلك.

"الزمان" وفى السطور التالية، نرصد فن صناعة التريند فى مصر وكيف استطاعت شركات تعمل بالمخالفة للقانون أن تهيمن على فن صناعة التريند لصالح شخصيات بعينها سواء فى مجال الفن أو مجال البيزنس لخدمة الشخص نفسه بتحويله من شخص قام بعمل بسيط إلى بطل خارق للطبيعة، وكيف يتم ذلك.

"محمود. ع" موظف سابق بشركة علاقات عامة منوطة بعمل استطلاع رأى لصالح بعض الشركات، يفضح صناعة الوهم عكس ما يسميها البعض "التريند" قائلاً: عملت لفترة داخل مكتب المفروض أنه يمارس وظيفة علاقات عامة وتنظيم مؤتمرات وبعد فترة انشق عن المكتب مجموعة من الشباب وأسسوا شركة جديدة بدون أوراق وبدون إجراءات قانونية تفيد النشاط الذى تمارسه الشركة التى حملت اسم "الأصدقاء" وكانوا على اتصال ببعض مطربى المهرجانات قبل حصول المطربين على الشهرة الواسعة التى حصلوا عليها الآن ومنهم نجوم ظهروا مؤخرًا بفضل أغنية لاقت قبولا لدى الجمهور ولم تكن لتظهر وتلقى هذا القبول لولا تلك الشركة، وعلى كل كانت الشركة مسئولة عن إدارة عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى ويعاونهم خبراء ومهندسون متخصصون أداروا آلاف الصفحات الوهمية لنشر محتوى الأغانى التى يغنيها هؤلاء المطربين على اليوتيوب وشير على الفيس بوك بالدرجة التى تجعلك كمتلقى للأغنية محاصرا من كل اتجاه ومجبرا على الاستماع إليها والحل الوحيد لعدم سماعها هو الجلوس فى غرفة مظلمة مغلقة عليك.

وأضاف، أن هدف الشركة كان تحويل السلعة الرديئة لأخرى مهمة لا تستطيع الاستغناء عنها، وخلق حالة استهلاك عشوائى لكل سلعة تعرضها الشركة وارتفعت اسهم الشركة بين مطربى المهرجانات الشعبية الذين استعانوا بها من أجل تحقيق شهرة واسعة خلال فترة زمنية قصيرة ولن أذكر أسماء بعضهم لكن يكفى القول أن أغلب أغانى مهرجان 2019 و2020 لم تحقق الشهرة إلا من خلال التريند الذى صنعته تلك الشركة وشركات أخرى تعمل بنفس الطريقة.

وحول تسعيرة التريند، يقول: إن الأسعار متفاوتة حسب عدد أيام التريند، مثلاً لو اعتبرنا أن هناك اتفاقا سيتم بين مطرب مهرجان وبين الشركة وهذا المطرب حديث العهد ومن ثم فإن السعر سوف يبدأ من 10 آلاف جنيه لمدة 24 ساعة وخلال تلك المدة تكون الشركة ملتزمة بعمل ضجة حول الأغنية الجديدة، وكلما زادت عدد الأيام انخفضت تكاليف التريند حيث يصبح سعر اليوم 5 آلاف جنيه وربما أعلى قليلاً.

صناعة الوجود من العدم

فيما أوضح المهندس سالم عزيز "خبير برمجة" أن التريند هو فن صناعة الوجود من العدم لبعض القضايا وليس جميعها، قائلا: سيدة القطار أصبحت "تريند" بفضل المواقع الإخبارية وهذا أمر إيجابى وقبلها عامل محطة رمسيس الذى قام بدور بطولى فى إطفاء الحريق ونماذج أخرى إيجابية، وأنا أتحدث هنا عن النماذج الوهمية التى تظهر فجأة تريند عبر مواقع التواصل الاجتماعى وهؤلاء تقف وراءهم شركات بيع التريند وتكون مسئولة عن تحقيق شهرة واسعة لشخصية ما لم يفعل شيئا إيجابيا ولم يحقق إنجازا وبالتالى يصنعون من العدم وجودا لشخصية لم تضف جديدا للمجتمع.

ولفت إلى أن التريند هو سلاح ذو حدين، قد يكون وسيلة لتكريم شخصية فعلت شيئا وتستحق الإشادة، وربما تكون سلاحا يهدد الأمن القومى مثل الدعوات للفوضى التى تظهر بين الوقت والآخر ومحاولة تسليط الضوء على حدث سلبى وإبرازه بصورة لا تليق بمكانة الدولة ورئيسها، وعليه فإن وقوف شركات وراء تلك الأحداث أمر يستدعى جهات الأمن للتحقيق.

ويتفق معه الدكتور وليد شاويش "خبير أمن المعلومات"، قائلاً: إدارة آلاف الصفحات عبر الفيس بوك وتويتر وامتلاك قنوات على اليوتيوب تضم آلاف المتابعين، هو مجال اختصاص بعض الشركات الحديثة والتى ظهرت بفضل التطور التكنولوجى ودخول مواقع التواصل الاجتماعى ضمن أدوات التسويق والتأثير المباشر على استهلاك الشعوب، وعليه فإن مسألة التريند عملية تستهدف الربح بالمقام الأول سواء للشخص الذى يهدف إلى الوصول لجموع المواطنين ومثله فى ذلك مثل الإعلانات الممولة لكنه يرغب فى الظهور وكأنه مطلب جماهيرى.

وأضاف، أن فن صناعة التريند فى مصر مسألة متشابكة ومعقدة وتخضع لسلسلة من الإجراءات بداية من عمل الصفحات الوهمية المسئولة عن نشر المحتوى المطلوب وصوله للجمهور ومرورًا بالأفراد المسئولين عن الإدارة ووصولاً للهدف، وليس كل محتوى يصلح أن يكون تريند وبالتالى تلجأ الشركة للدخول أحيانًا وعمل تعديل على المحتوى ليحقق هدفه، وعمل تلك الشركات لا أرى فيه ضررا سوى خلق حالة من الاستهلاك العشوائى لسلعة دون حاجة الجمهور إليها من الأساس ومن ثم إهدار موارد دون فائدة، فيما تستفيد قطاعات أخرى من التريند مثل أصحاب القضايا العمالية.