رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

«أم الدنيا» تساند القارة السمراء فى الأزمات

تعبيرًا عن دور مصر المحورى تجاه أشقائها فى مواجهة الأزمات والتحديات، وفى إطار الدعم والتضامن مع الدول الشقيقة، دائمًا ما تحرص الكنانة على التواصل المستمر مع أشقائها فى القارة الأفريقية، وتدعيم التعاون معهم فى جميع المجالات خاصة الطبية، حيث تم التنسيق بين وزارة الصحة المصرية، وعدد من الدول منها السودان وجنوب السودان وتشاد، تنفيذا لمبادرة السيسى، لعلاج مليون أفريقى من فيروس «سى»، مستهدفة 18 دولة أفريقية.

وتأتى هذه المبادرة تأكيدًا على دور مصر الدائم والفعال لدعم الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية الرامية للتخفيف من معاناة الشعب السودانى، حيث بدأ فريق طبى مصرى الأيام الماضية، فى زيارة لجنوب السودان لافتتاح أول وحدة فيروسات كبدية.

التشاد

وأعلنت وزيرة الصحة والسكان، الدكتورة هالة زايد -خلال بيان رسمى- عن إرسال وفد طبى إلى دولة تشاد، برئاسة الدكتور وائل عبدالرازق، نائب المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، والدكتور محمد البرعى، المدير التنفيذى للمبادرة، فى إطار متابعة العمل بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لعلاج مليون أفريقى من فيروس "C".

وبدوره، قال مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث باسم الوزارة، الدكتور خالد مجاهد، خلال بيان، إن الوفد بدأ زيارته بتفقد أماكن مسح فيروس «C» للمواطنين بالعاصمة إنجامينا، والتى تضم ٢٠ نقطة لمسح المواطنين التشاديين للكشف عن الفيروس.

كما أكد مجاهد، -وفقًا للبيان- تفقد الوفد لمركز التقييم وتلقى العلاج بالمستشفى المرجعى بإنجامينا، لافتا إلى أنه تم تجهيز مركز آخر فى مدينة موندو بجنوب تشاد، لعمل تحاليل «pcr» للفيروس، وتلقى العلاج كخطوة أولى لبدء عمليات المسح والعلاج خارج العاصمة إنجامينا.

كما كشف البيان، أنه تم عقد اجتماع بحضور كل من الدكتور وائل عبدالرازق، نائب المدير التنفيذى للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، والدكتور محمد البرعى، المدير التنفيذى للمبادرة، والدكتور رامى محمد الحسينى، مدير المكتب الفنى لمساعد وزيرة الصحة لمبادرات الصحة العامة، من الجانب المصرى، ومن الجانب التشادى الدكتور عبدالله صابر فضول، وزير صحة دولة تشاد، والمستشار محمد عرابى، ممثل سفارة مصر فى دولة تشاد، وكبار مسئولى وزارة الصحة بدولة تشاد، لوضع خطة العمل بالمبادرة فى المرحلة القادمة، حيث ستشمل اعتماد مراحل مسح المواطنين فى محافظات أخرى خارج العاصمة إنجامينا.

وأضاف أنه تم خلال الاجتماع مراجعة ما تم إنجازه فى الفترة الماضية، منذ بداية تطبيق المبادرة فى أكتوبر الماضى، حيث تم فحص ١٥ ألفا و٤٤١ مواطنا تشاديا حتى اليوم، وبلغت نسب المصابين بفيروس «C» ٧١٥ مريضًا من إجمالى المواطنين الذين تم فحصهم، وتم تقييمهم بالمستشفى المرجعى بالعاصمة إنجامينا وتلقيهم العلاج اللازم، لافتًا إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة قومية لمكافحة الفيروسات الكبدية فى دولة تشاد، بالتعاون مع الخبراء فى مصر والخبراء فى دولة تشاد.

وأكد أنه تم إرسال شحنة من الأدوية والمستلزمات الطبية والوقائية إلى دولة تشاد، تشمل أدوية خاصة ببروتوكولات علاج فيروسات «C»، و«B» تكفى لعلاج ألف مريض، وكواشف «pcr» لتحليل فيروس "C" و"B"، بالإضافة إلى كواشف فيروس كورونا المستجد ومستلزمات وقائية، دعمًا للمنظومة الصحة بدولة تشاد، وكذلك دعمها فى مواجهة الفيروس التاجى.

ومن جهته، وجه وزير الصحة التشادى، الشكر للدكتورة هالة زايد، لدعمها المتواصل لمشروعات الصحة العامة فى دولة تشاد، فضلاً عن التعاون المثمر فى الكثير من الملفات المشتركة بالمجال الصحى، كما أشاد بالجهود المبذولة لفرق العمل المصرية لتطبيق المبادرة فى دولة تشاد.

وكانت مصر قد بدأت المبادرة بدولة إريتريا، حيث أعلنت وزارة الصحة، عن مسح 656 مواطنا إريتريا منذ وصول الفريق الطبى المصرى إلى البلاد.

وبلغ عدد المواطنين الذى أجروا مسحات لفيروس سى، إلى 34 ألف مواطن فى 3 دول مختلفة وهى جنوب السودان وتشاد وإريتريا.

السودان

وفى سياق المساعدات الطبية، قامت البعثة الطبية المصرية فى السودان، بالكشف الطبى على 10 آلاف و42 سودانيًا، خلال 8 أيام، وذلك فى المواقع التى انتشرت فيها على أطراف العاصمة.

ويجدر الإشارة إلى أن البعثة تنتشر فى المناطق الأكثر تضررًا من الفيضانات والسيول فى الخرطوم، وتضم 20 طبيبًا وممرضًا وخبيرًا فى مكافحة ناقلات الأوبئة، مقسمين إلى عدة فرق، انتشرت فى الخرطوم بحرى، شمال العاصمة، كررى شمال غرب ولاية الخرطوم، الشقيلاب جنوب الخرطوم، جبيل الطينة جنوب الخرطوم، وأخيرا فى مناطق فى شرق النيل، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى ذلك، أقلعت طائرة نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية، متجهة إلى مطار الخرطوم، محملة بكميات كبيرة من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية مقدمة من مصر إلى الشعب السودانى الشقيق؛ لتخفيف العبء عن متضررى الفيضانات والسيول.

ووفقا لبيان وزارة الصحة، فإن الكشف الطبى يتم مجانًا، وكل المستلزمات والأدوية التى تستخدم فى الكشف وعلاج الحالات، تُصرف من شحنات المساعدات القادمة من القاهرة، بالتنسيق مع الجانب السودانى.

ورغم الظروف الصعبة التى يمر بها، لم يغفل السودان، عن تكريم البعثة المصرية، حيث منحت مستشفى السروراب -شمال غرب ولاية الخرطوم- للوفد الطبى المصرى، شهادات تقدير عرفانا بجهودهم كُتب عليها: «أقل الكلمات نمنحها وشاحا ووساما وقلوبنا مُفعمة بالشكر والتقدير للذين كانوا عطاء بلا حدود ووفاء بلا عهود، كنتم خير سند وعون وكان الإنجاز بحجم قامتكم«.

كما أعرب المسئولون من الجانب السودانى، عن بالغ شكرهم وتقديرهم لمصر قيادة وشعبًا وجيشًا على المساعدات المقدمة، وأهمية تلك المساعدات فى تجاوز أزمة السيول التى اجتاحت البلاد مؤخرًا، مؤكدين أن المساعدات المصرية، تشير إلى اهتمام مصر بأشقائها من الدول العربية والأفريقية.