رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حوادث

العقيد محمد محمود أبوسريع.. بطل موقعة سجن وادي النطرون

الشهيد البطل العقيد محمد محمود أبوسريع
الشهيد البطل العقيد محمد محمود أبوسريع

والدة الشهيد: ابني استرد السلاح الذي تمت سرقته من السجن.. والإخوان كانوا يهددونه لأنه كان الشاهد الرئيسي في قضية اقتحام السجن.

 

 

سيظل اسم البطل العقيد محمد محمود أبوسريع رئيس مباحث سجن وادي النطرون خالدا في سجل بطولات الشرطة، وسيذكر التاريخ انه أدى دورا بطوليا للدفاع عن السجن وقتها الذي كان يأوي الكبار من أبناء الجماعة الإرهابية وعلى رأسهم محمد مرسي،

وكان الشهيد أبوسريع هو الشاهد الرئيسي في قضية اقتحام السجون الشهيرة.. "الزمان" حاورت والدة الشهيد والتي روت قصة مظاهرة المساجين في حب الشهيد محمد أبوسريع "أبوعمر"، وكيف استرد السلاح الذي تمت سرقته اثناء اقتحام السجن في يناير 2011 .

 

في البداية قالت علوية سالم أحمد والدة الشهيد العقيد محمد محمود أبوسريع؛ ان ابنها ولد في 22/10/1972 بمدينة المهندسين محافظة الجيزة، التحق بكلية الشرطة عام 1989 وتخرج دفعة 1993 ، ولانه كان من اوائل الدفعة تم تعينه مباشرة في قسم العجوزة طبقا لرغبته لمدة خمس سنوات وبعدها اتنقل الوادى الجديد لمده ثلاث سنوات ثم انتقل الى مصلحه السجون سجن طره فى البداية ،عمل في مصلحه السجون لمدة ١3 عاماً ينتقل من طره ثم المزرعة ثم وادي النطرون وكان من اكفأ رؤساء المباحث علي مستوي سجون مصر وهذا بشهاده رؤساؤه وكان ايضا محبوبا من المساجين .

وتكمل والدة الشهيد للزمان، "في سجن وادي النطرون كان متواجد لحظة الهجوم علي السجن وشاف كل حاجه وصورها"، وكان الشاهد الرئيسي في قضية فتح السجون وهروب المساجين والتي كان متهما فيها محمد مرسي وعدد كبير من قيادات الإخوان، وتصف والدة الشهيد يوم الهجوم على السجن حيث قالت بأنه "يوم الهجوم علي سجن وادى النطرون كان موجود بالسجن واتصل بي لكي أعاونه بالاتصال ببعض الجهات ليرسلوا له دعما لحمايه للسجون لكن للاسف يومها انقطعت الاتصالات الخاصة بوزارة الداخلية، وربنا نجاه هو ورئيسه علي الطريق الصحراوى بمساعده الشرطه العسكرية"، ووصل في الفجر لمنزله واطمنت عليه والدته،و بعد أن وصل بيته في مدينه نصر قرر الشهيد النزول مرة أخرى والذهاب للسجن وكانت والدته رافضة لذلك، حيث قالت أخذت أنصحه بعدم الذهاب فرد عليا بأنه لابد أن يذهب ويوثق ماحدث ، وبالفعل ذهب لسجن وادي النطرون واخد بعض الاشخاص وطلع الجبل للمطاريد عشان يسترد السلاح اللى نزلوا واخدوه من السجن وكنت أتابعه علي التليفون طول اليوم مع والده.

وأستطردت أم الشهيد قائلة حكى لي بعدما عاد ماراه من مناظر الهدم والخراب والدمار التي رآها في السجن، بعض المساجين وهى بتهرب ماتت وهما بيخرجوا من الشفاطات هروبا من ضرب النار من خارج السجن وبعضهم استخبي في المزارع ولما وجدوا الشهيد خرجوا وكانوا معاه، واخيرا الجيش أرسل له مدرعة علي باب السجن _اللى كله مفتوح وابوابه مكسورة حتى غرف الاعدام فتحوها وخرجوا كل اللي فيها_ وكان فى المساء بينام فى المدرعة حيث كان السجن مفتوح ويريد الحفاظ عليه.

وتكمل والدته حديثها قائلة: "ابنى كان محبوب من المساجين لما الداخليه اعلنت ان المسجون اللي حيرجع مش حياخد اى جزاءات بقى المساجين يطلبوا ابني علي التليفون يقولوا نرجع ومش حتعملولنا حاجة .. وفعلا كلهم تقريبا رجعوا عشان هو طمنهم.. وكانوا بيحبوه وبيثقوا فيه"، وتم طلبه شاهداً في المحكمه وحكي .. لهم كيف تم الهجوم وفتح الابواب باجهزه بتسيح الحديد وان من قاموا بالاقتحام لهجتهم غير مصرية ، والسجين الذي يرفض الخروج كان مصيره الموت ، واستولوا علي الخزنة والسلاحليك حتي مكتبه دخلوه واخدوا مافيه، وكان الشاهد الوحيد والرئيسي في قضيه فتح السجون وهروب الاخوان واعوانهم.. حيث كان مرسى وعدد من القيادات الاخوانية مسجونين لديه.

وتواصل والدته حديثها : تعرض ابني للتهديدات وأصبح مستهدفا خصوصا بعد شهادة الحق التي أدلى أمام المحكمة في قضية سجن وادي النظرون أو مايعرف باقتحام السجون، وجائت حركه الترقيات وتمت ترقيته ونقله الى اداره الفنادق ولما جاء ميعاد نقله الى ادارة الاندية والفنادق المساجين قاموا بعمل مظاهرة وكانوا يرفضوا نقل "أبوعمر" كما كانوا ينادونه لأنه كان يتعامل معهم بروح القانون فأحبوا الشهيد لأنه كان شهم وابن بلد ، فاتصل به مساعد الوزير وأخبره ألا ينزل حاليا ويؤجل قرار نقله لحين نزوله أول أجازة ولايرجع للسجن مرة أخرى ، وفعلا استلم شغله في اداره الاندية والفنادق بعد اول اجازة له، تم انتدابه لمديرية امن القاهرة للمرورعلي الدوريات الامنية بشارع ٢٦ يوليو لمدة اسبوعين، وخلال هذه الفترة كان متأثرا بأستشهاد زملائه من جهاز الشرطة فغير صورة بروفايله على شبكة التواصل الاجتماعى بصورة كتب عليها " لن ننسى شهداء الشرطة" وعليها قطرات الدماء الطاهرة، والفتره دى كانت ساقه تعبانة وعملها رباط ضاغط وكان بينزل الشغل وعندما زاد ألم قدمه طلب فترة راحة عشان تعبان رئيسه قال له : روح بكرة وخلاص اخر يوم ، وفعلا كان اخر يوم في حياته، نزل للمرور امام وزاره الخارجيه في بولاق ابو العلا وهو لسه واصل ورايح يسلم علي زميله انفجرت قنبله كانت مزروعه تحت شجرة، ولقى ربه شهيدا فى صباح يوم ٢١/٩/٢٠١٤.


وعن بعض المواقف الانسانية للبطل الشهيد تقول والدته، فى احد الايام أثتاء خدمته بشارع 26 يوليو كانوا بيخلوا الشارع من الباعه الجاءلين وكانت هناك سيدة عجوزة رافضة أن تمشي من مكانها، فتوجه اليها وسألها ليه؟ قالت له :"انها لازم تبيع عشان الفلوس دي بتروح تدفعها لغسيل كلي ابنها وهو عشان كان عنده رحمه وانسانية سألها كام ثمن الجلسة؟ واعطاها الفلوس وخلاها مشيت عشان محدش يضرها ويقوموها بالقوة"، وطبعا الحكايه دى عرفتها من زملائه بعد الاستشهاد، موقف آخر أحد العاملين في ادارة الاندية والفنادق كتب علي صفحة الشهيد "كلنا محمد ابوسريع" انه لهم زميل علي قد حاله وعنده مشكلة في الانجاب ومعندوش امكانيه ذهابه وزوجته للدكتور ، ولما محمد ابني عرف حجزله عند دكتور واعطاه مبلغ وقال له: اى حاجة عاوزها تعالي وخد مني عشان العلاج .. وربنا كرمه وخلف.. كل ده عرفته بعد الاستشهاد حتي الكنيسة أيضا عملت له عزاء لانه كان عنده مسجون مسيحي وكانت هناك خصومة أو مشكلة كبيرة وتدخل القسيس وقابله محمد في السجن واستطاع أن يحل تلك المشكلة.

 

واختتمت والدة الشهيد حديثها حيث قالت ، كان ابني محبوبا من الجميع كل من تعامل مع الشهيد مازالوا يذكرونه بالخير لأنه صاحب أخلاق ورجولة وانسانية ، وأنا فخورة بأنني نلت لقب "أم الشهيد".

موضوعات متعلقة