مصير محطة كهرباء أسيوط البخارية بعد انفجارها

أقاويل عديدة تناقلتها المواقع الإخبارية خلال الأيام الماضية، حول ما شهدته محطة كهرباء أسيوط البخارية، التى لا تزال تحت الإنشاء باعتبارها مشروع الوحدة الثالثة لمحطة توليد كهرباء الوليدية، من انفجار وقع بها خاصة داخل صمام أمان «بلف» بخط البخار، الأمر الذى نتج عنه إصابة مهندسين و٤ فنيين وذلك أثناء تجربة عملية كانت تجريها الشركة المنفذة للخط.
ورغم التحذير الشديد الذى أصدره عاملو محطة الوليدية الأسبوع الماضى، لأهالى المنطقة والمناطق المجاورة بحى شرق والقريبة من مشروع الوحدة الثالثة لمحطة كهرباء الوليديه قدرة 650 ميجاوات X 2، تم سماع أصوات مرتفعة خلال فترة الاختبار التى تستمر لمدة 4 أسابيع، الأمر الذى تسبب فى إصابة 6 أشخاص بينهم مهندسان بحروق شديدة، وإصابة عدد من العاملين وتم على الفور نقلهم للمستشفى.
الغريب فى الأمر أن حادث الانفجار خلق خلافات عديدة بين العاملين بالمحطة، والشركة المنفذة لخط البخار بالغلاية الخاصة بالوحدة الثالثة، حيث إن الأولى تلقى اللوم على الشركة المنفذة وتحتسبه خطأ فنيًا منها نتج عنه الانفجار، خاصة أنها لا تزال تحت الإنشاء.
من ناحيتها، أكدت مصادر مسئولة، أن الانفجار وقع أثناء تجارب التشغيل الخاصة بالمحطة، والتى بدأت أول الشهر الجارى ومن المقرر لها أن تستمر لمدة 14 يوما، حيث يصدر خلال التشغيل أصوات عالية يشعر بها ويسمعها المقيمون بالمناطق المحيطة، خاصة أن الانفجار ناتج عن خطأ فنى نتيجة عدم مراعاة مهندس الشركة المنفذة احتياطات الأمن الصناعى.
ولفت إلى أن مشروع الوحدة الثالثة لتوليد الكهرباء بمحطة أسيوط البخارية بالوليدية ذات الضغوط فوق الحرجة بقدرة 650 ميجاوات يجرى تنفيذه ضمن المشروعات القومية العملاقة القائمة على أرض المحافظة، حيث يقع المشروع على بعد 3 كم من خزان أسيوط و2.8 كم من قناطر أسيوط الجديدة وذلك بتكلفة إجمالية 8 مليارات جنيه مصرى وتم تجهيزها للعمل باستخدام الغاز الطبيعى أو المازوت فى الإشعال، مع الالتزام بالقانون المصرى للبيئة، فضلًا عن تجهيز الوحدة بمنظومة سحب الرماد من غازات الاحتراق لضمان الالتزام الكامل بيئيًا.
من ناحية أخرى، أكد المهندس محمد مختار، رئيس شركة الوجه القبلى لإنتاج الكهرباء، أنه لا داعى لتهويل الأمر، فيما يتعلق بالانفجار الذى وقع فى إحدى غلايات محطة الوليدية لإنتاج الكهرباء، مؤكدًا أن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى، بشأن حدوث انفجار هائل فى إحدى الغلايات بعيد تمامًا عن الصحة، وأن جميع مهمات المحطة سليمة.
وأشار إلى الحقيقة التى كشفها بالتفصيل قائلًا: «إصابة العاملين، وقعت أثناء تنظيف مصفاة على خط المياه الداخلة للغلاية بمشروع محطة الوليدية الجديد والتى لا تزال تحت التنفيذ، حيث قام بعض العاملين التابعين لشركة «انسلدو كالدياى» الإيطالية بمحاولة فتح غطاء مصفاة المياه الداخلة إلى الغلاية لتنظيفها قبل أن تبرد؛ الأمر الذى تسبب فى اندفاع المياه الساخنة الموجودة داخل المصفاة، مما نتج عنه إصابتهم ببعض الحروق، وقامت الشركة على الفور بنقلهم إلى مستشفى الإيمان بأسيوط وهم مهندس وأربعة فنيين ثلاثة منهم فى العناية المركزة».
وتابع: «طلبنا من الشركة الإيطالية تقريرًا عن الحادث كما هو متبع فى مثل هذه الحالات، خاصة أن جميع المصابين مصريون ويعملون فى المحطة».
وأوضح مختار أن الوحدة الجديدة للمحطة البخارية لا تزال فى مرحلة تنظيف مواسير الغلاية بالبخار، ولم تبدأ مرحلة التشغيل بها ولا تنتج كهرباء حتى الآن، لافتًا إلى أنه من المخطط بدء التشغيل التجريبى للمشروع نهاية يناير المقبل.
ونوه رئيس شركة الوجه القبلى لإنتاج الكهرباء، بأن المحطة البخارية قادرة على التحكم بالانبعاثات الناتجة عن المحطة كى لا يكون هناك أى تلوث للبيئة من خلال وحدت قياس الانبعاثات الموجودة بها، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع حوالى 480 مليون دولار ويساهم فى تمويل المشروع هيئات عربية.
وبالنسبة للجدول الزمنى للمشروع، ذكر بأن المشروع حاليا فى المراحل الأخيرة حيث انتهى منه حوالى 90% وبدأت مراحل الاختبارات ومتوقع دخول المشروع على الشبكة مع نهاية شهر نوفمبر القادم 2020 وستدخل التشغيل التجارى بداية شهر فبراير 2021.
جدير بالذكر أن محطة كهرباء أسيوط البخارية، تعد من أهم المشروعات القومية، التى بدأ تنفيذها عام 2017 وتقترب الآن من مرحلة إنشاء الوحدة الثالثة على الانتهاء، بتكلفة إجمالية للمحطة تتعدى 8 مليارات جنيه ومن المخطط بدء التشغيل التجريبى للوحدة وتسجيلها على الشبكة الموحدة للكهرباء فى فبراير 2021.
كما أن هذه المحطة تتمتع بموقع جغرافى مميز حيث تقع فى الجهة الغربية من نهر النيل وعلى بعد حوالى ثلاثة كيلو مترات جنوب قناطر أسيوط بجوار محطة توليد كهرباء الوليدية، ومن أهم مكونات المحطة الغلايات، المحولات والتوربينات والمكثف وطلمبات رفع الضغط وطلمبات النيل وحاليا المحطة من نوع سوبر كريتكال وهو نوع حديث من المحطات تتميز بقلة استهلاك الوقود الذى يؤدى لارتفاع كفاءتها مقارنة بالمحطات الأخرى.
وبالتالى فإن المحطة تعد خطوة كبيرة فى طريق تطوير قطاع الكهرباء، وتستهدف توفير الطاقة ليس بأسيوط فقط أو الصعيد فحسب بل لكافة أنحاء الجمهورية.