رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

نقتحم ”بيزنس مراكز التخاطب” وعلاج فرط الحركة عند الأطفال

انتشرت مؤخرا بشكل كبير عدد من صفحات مراكز علاج التخاطب وفرط الحركة أو النشاط الزائد عند الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، معتبرين أن الطفل الذى يتحرك كثيرا ويكون عصبيا ولا يسمع كلام والديه يكون مصابا بمرض فرط الحركة أو النشاط الزائد، وهو ما اعتبره الأطباء المتخصصون فى طب الأطفال وعلاج مشاكل التخاطب عند الأطفال بمثابة تضييع لأموال الأسرة، حيث إن الطفل الذى يعانى من هذه المشاكل وهو صغير لن يعود لطبيعته بسهولة ولا بد من ممارسة بعض الأنشطة الرياضية التى تعمل على تفريغ طاقته.

" الزمان" ترصد فى السطور القليلة التالية أن هناك عددا كبيرا من مراكز التخاطب وعلاج فرط الحركة عند الأطفال يصدرون بعض المشاكل التى تصيب الأطفال وهى بالفعل أعراض حقيقية ولكن المشكلة فى أن علاج الأطفال المصابين بمشاكل فى التخاطب وعلاج فرط الحركة مكلف جدا وتكاليف الجلسات يصل إلى آلاف الجنيهات، وبالتالى الأسرة البسيطة لن تتحمل هذه التكاليف فضلا عن أن الطفل بعد أن يأخذ هذه الجلسات ثم يتوقف عنها فإنه يعود لمشكلة فرط الحركة مرة أخرى.

مديحة عثمان أحد أولياء الأمور قالت لـ"الزمان" إن ابنها مصاب بمرض فرط الحركة والانتباه، ونتعرض للكثير من المشاكل فى المنزل بسبب الأفعال التى يقوم بها، حيث إنه سريع الحركة ولا يجلس فى مكانه وباستمرار يتحرك ولا يتوقف حتى عند تناول طعامه فإنه يتحرك، وهذا سبب لنا ضغوطات كثيرة فى المنزل فضلا عن المشاجرات يوميا مع والده بسبب عناد الطفل وعدم سماعه للكلام.

وأضافت أنها توجت إلى أحد مراكز التخاطب من أجل علاج هذه المشكلة وبعد الكشف وإجراء الفحوصات قاموا بعمل بعض الجلسات على الطفل والمتعلقة بالعلاج النفسى والحديث مع الطفل بشكل مستمر، والحقيقة فى النهاية شعرت بتحسن فى سلوك الطفل، ولكن بعد عدة جلسات بدأ الطفل يتحرك مرة أخرى وجاءت ظروف كورونا ولم نستطع أن نستمر مع هذه المراكز، حيث إن تكاليفها مرتفعة جدا وقمنا بدفع آلاف الجنيهات فى بعض الجلسات.

أما محمود رضا أحد أولياء الأمور قال لـ"الزمان" إن ابنه يعانى من مشاكل فى الحركة أو ما يسمى النشاط الزائد وفرط الحركة، وعندما ذهبنا إلى أحد المراكز الخاصة بالتخاطب وجدنا أن الطفل يتحسن، ولكن على فترات كبيرة وطالبونا بتعديل سلوكنا فى المنزل وأمام الطفل وبالفعل قمنا بذلك، ولكن فى النهاية وجدنا أن الطفل بمجرد أن يمكث فى المنزل لبضع أيام فإنه يعود له فرط الحركة مرة أخرى، ووجدنا أن هذه المراكز هى استنذاف الأموال فقط وما هى إلا بيزنس لجمع الأموال وحاليا نتابع مع عيادات التخاطب التابعة لوزارة الصحة.

من جانبه كشف الدكتور محمد ربيع أخصائى الطب النفسى والأسرية لـ"الزمان" أن مرض اضطراب فرط الحركة أو النشاط الزائد عند الأطفال قد يصيب الأطفال قبل سن 12 سنة ويظهر فى شكل نقص فى الانتباه، وحركة مفرطة واندفاعية شديدة، حيث إن الطفل الذى يعانى من نقص فى الانتباه ولا يستطيع أن يركز لفترات طويلة يكون سببا فى إصابته بمشاكل دراسية، فضلا عن أنه لا يستطيع أن يركز فى التفاصيل ويتعرض للنسيان بشكل متكرر ويكون عنده صعوبة فى أنه يكمل أى شىء للنهاية.

وأضاف أن الحركة الزائدة والاندفاعية تجعل عنده صعوبة فى أن يجلس فى مكانه، ودائما يتحرك، وحركته كثيرة ويصعب أن يلعب بهدوء ويتصرف من غير تفكير، فضلا عن أنه يتحدث كثيرا، ويجاوب من غير ما يسمع ويقاطع الناس وهم يتحدثون، وهذه الأعراض من الممكن أن تكون عادية فى سن الطفولة ويمكن أيضا أن يتم تشخيصها على أنها اضطراب، ومدى تأثير هذه الأعراض على كفاءة الطفل سواء فى المدرسة أو فى علاقاته مع أصحابه وأسرته، ووجودها بصفة مستمرة مع اختلاف الأنشطة التى يمارسها والأماكن التى يتواجد بها وتقييم الطبيب النفسى الذى يستطيع أن يفرق ما بين الاثنين.

وأوضح أنه إذا لاحظ أى أحد من أفراد الأسرة أن هناك طفلا يعانى من هذه الأعراض لا بد من استشارة طبيب نفسى، حيث إن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه له علاج سواء دوائى أو سلوكى أو برامج أسرية وجميعها تأتى بنتائج جيدة، حيث إنه فى البداية لا بد من ترتيب كل شىء متعلق بالطفل بشكل ثابت وهذا يقلل من الحوادث والإصابات، والالتزام بروتين ثابت يوميا يساعده أن يركز، كما أن المكان الذى يذاكر فيه الطفل لا بد أن يكون هادئا وبعيد عن أى تشتت، ولا بد من تقسيم المطلوب منه لخطوات أصغر، ويجب أن يأخذ أمرا بسيطا وواضحا فى كل مرة، ولا بد أن يأخذ فترات راحة يتحرك فيها براحته، وتشجيعه دائما ومكافئته على أى تغيير إيجابى يفعله، والحرص على أن يمارس الرياضة بانتظام.

وأشار إلى أن هناك بعض النصائح للمدرسين فى المدرسة، حيث إنه يفضل أن يقعد قريبا من المدرس ويكون محاطا بالأطفال الأكثر هدوءا، ونحاول أن نقلل من اللوح والزينة داخل الفصل والتى من الممكن أن تشتت انتباهه، ويجب أن ينادى عليه المدرس وينظر له وهو يشرح الدرس، وأن يأخذ بعض المهام التى تحتاج إلى حركة مثل مسح السبورة أو جمع المقاعد ونقسم المطلوب منه لخطوات أصغر، وإذا طلب منه المدرس بعض الأشياء يفضل أن يتأكد أنه بدأ يفعلها بانتظام، وإذا طلب منه واجبات يجب أن يتأكد أنه قام بعملها فى المدرسة قبل الذهاب إلى المنزل كما أنه لا بد من ممارسة الرياضة حتى يستطيع أن يفرغ طاقته.