رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

قرارات التربية والتعليم تتجاهل أزمات «كورونا»

نعلم جيدا أن فيروس كورنا تسبب فى خسائر كبيرة لجميع الأفراد بمختلف المجتمعات سواء كانت على الصعيد المادى أو الصحى أو غيرها، ولكن كان الأمر مختلفا فى وزارة التربية والتعليم المصرية، لأنه بالإضافة إلى المشاكل والعقبات المعتادة التى تواجهها الوزارة، جاءت كورونا وضاعفت تلك الأزمات كما يقولون "زادت الطين بلة"، فبسبب موجتها الثانية وظهور سلالة جديدة لكوفيد-19، أصبح الأمر مخيفا، بل أن أولياء الأمور والطلاب ثاروا على الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى.

ضغط أولياء الأمور والطلاب

وكثرت شكاوى الطلاب وأولياء الأمور من قرارات وزارة التربية والتعليم، وتمسكها بحضور الطلاب وعدم الانقطاع عن الدراسة، وكان الرد من الدكتور طارق شوقى أنه يمكنهم الاقتصار على التعلم المنزلى، ومتابعة منصة "إدمودوا" والقنوات التعليمية على التلفاز، ولكن هذا لم يناسب البعض فهم كانوا يأملون بإلغاء الامتحانات أو تحويلها إلى أبحاث أو تقليص مناهج الفصل الدراسى الأول، ولكن الوزارة سارت فى طريقها الدراسى وفق الخطة التعليمية السنوية، وبل أصبحت تنظم الفعاليات التعليمية للمساهمة فى تحسين نظام التعليم للطلاب.

وقد نظمت مؤخرا مديرية التربية والتعليم بأسوان ورشة عمل تستهدف تنمية مهارات معلمى الرياضيات باستخدام الألعاب التعليمية فى شرح المنهج الدراسى، على أن تعمم الورشة بعد ذلك على جميع المعلمين بمختلف الإدارات التعليمية، حيث إن لها دور كبير فى خدمة المناهج الدراسية وغرس القيم التربوية الإيجابية فى نفوس الطلاب، خاصة أن الرياضيات من المواد التى يعتبرها عدد كبير من الطلاب من المواد الصعبة، نظرًا لأنها تشتمل على القوانين والمعادلات وتفتقد التشويق والإثارة، ولتوفير مناخ تربوى إيجابى داخل قاعات التعلم يتم تقديم المادة العلمية داخل إطار تربوى ترفيهى ممثل فى الألعاب التعليمية الهادفة التى تركز على فهم الطلاب للمادة بطريقة شيقة وجديدة وجذابة.

وجاءت تلك الورشة على تطبيق عملى للعبة (Kahoot) من المتدربين، وهى عبارة عن مجموعة من الأسئلة المتعددة الخيارات التى تصمم عبر نظام يغطى أى موضوع أو مادة، باستخدام أى لغة ولمستويات مختلفة يتم عرض الـ"كاهوت "Kahoot على شاشة عرض أمام الطلاب والطلاب يستجيبون على الفور باستخدام أجهزتهم الذكية، فتجعل لدى الطالب شغف بأن يفهم قواعد ومكونات اللعبة وتساهم فى ربطها بالمنهج الدراسى، بالإضافة إلى أن المعلمين يكلفون تلاميذهم بمشاركتهم فى تصميم الألعاب، مع تحديد نقاط الدرس واللعبة المطلوبة، وسيفاجأ المعلم بالقدرات غير العادية للطلاب وإبداعهم فى ابتكار ألعاب شيقة وممتعة، فعقول طلابنا تزخر بالقيم الابتكارية العالية.

تقييم الطلاب فى عصر الكورونا

نعلم أن تقييم نجاح الطلاب يكون من خلال اختبار سواء تحريرى أو شفوى كالمعتاد، ولكن فى عصر هذا الفيروس الفتاك، خاصة أنه لا يوجد أى نية لإلغاء الامتحانات بسبب الموجة الثانية من كورونا هذا العام، هذا ما أكده وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، كاشفا نظام تقييم طلاب المدارس الذى تقرر تطبيقه بشكل نهائى حيث سيكون طبقًا لمحتوى المقرر الذى تم تدريسه لطلاب جميع الصفوف حتى نهاية الفصل الدراسى الأول كامًلا دون أى حذف، ومن خلال اختبار تحريرى يتم إعداده وفق مواصفات الورقة الامتحانية المعدة لذلك سلفًا بلجان امتحانية مراقبة ومؤمنة، ولن تكون هناك امتحانات من المنازل.
وأوضح طارق شوقى أنه بالنسبة لتلاميذ الصفوف من رياض الأطفال حتى 3 ابتدائى فليس لهم امتحانات، لأن نظام التعليم الجديد ألغى الامتحانات لهذه الفئة العمرية، فسيتم تقييمهم وفقا لما يتم من أنشطة داخل الفصل، لكن طلاب الصفوف الرابع الابتدائى وحتى الصف الثانى الإعدادى، فسوف تُعقد على مستوى المدرسة، والشهادة الإعدادية ستُعقد على مستوى المديرية.

وأضاف أن امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى، سوف تعقد إلكترونيًا حسب جدول سوف تعلنه الوزارة لاحقًا، ولطلاب الدمج (الطلاب ذوى الإعاقة المدمجون فى المدارس) ورقيا أسوة بالأعوام السابقة.

الانقطاع الإعلامى

وتسببت أزمة داخل إدارات الوزارة بسبب التصريحات الإعلامية لبعض المسئولين فى هذه الأزمة، وأكدت مصادر مسئولة داخل الوزارة أن الدكتور طارق شوقى مشددا على جميع المسئولين خاصة نوابه من الإدلاء بأى تصاريح إعلامية حتى لا يخضعن لقرارات تضمن المعاقبة كالإقالة أو غيرها.

وأضافت تلك المصادر أن الامتحانات ستسير كما ذكر الوزير سالفا، حتى طلاب الدمج سيخضعون أيضا لعقد امتحانات ورقية للصفين الأول والثانى الثانوى وفقا لمواصفات المركز القومى للتقويم التربوى والامتحانات، على اعتبار أنهم اعتادوا أداء الامتحان الورقى وأى تغيير فى نظام الامتحان فى هذه المرحلة سوف يؤثر على أداءهم.

جدير بالذكر أن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم أكد الوزارة لن تكرر تجربة الأبحاث فى تقييم الطلاب، كبديل عن الامتحانات مرة أخرى، نظرًا لسوء استغلالها فى الغش، فنحن نسعى لاستكمال تحصيل المنهج الدراسى والتقييم، وهو مُتاح للطلاب من خلال المدرسة ومجموعات التقوية والقنوات والمنصات التعليمية، وأن الوزارة راعت اتساع فترة الامتحانات التحريرية لنصف العام الدراسى، ولن يحدث تكدس للطلاب وستطبق إجراءات التباعد الاجتماعى والوقاية من فيروس كورونا.