رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

علاج بديل ينقذ حياة مرضى الأورام

يعانى عدد كبير من مرضى الأورام فى مصر من مشاكل كثيرة يسببها لهم العلاج الكيماوى، حيث إنه بداية الإصابة بهذا المرض فإن الأطباء يلجئون إلى جرعات الكيماوى بشكل كبير، وذلك حتى يتم السيطرة على انتشار المرض فى جسم الانسان، إلا أن هذه العلاجات على الرغم من أنها حققت نسب شفاء عالية فى بعض المرضى إلا أنها تسببت فى مضاعفات جانبية كثيرة لمرضى آخرين، وعلى الرغم من أن المستشفيات التى تعالج مرضى الأورام فى مصر تعتمد على أحدث برتوكولات العلاج إلا أن هناك علاجات جديدة يتبعها أطباء الأورام حول العالم، وقد بدأ العلاج بها فى مصر، وهى العلاج الموجه، أو العلاج الهرمونى، حيث تعتمد هذه العلاجات على أسلوب جديد فى علاج مرضى الأورام، وذلك من خلال الاعتماد على توجيه الأدوية أو الجرعات المستخدمة فى العلاج إلى المكان المحدد.

وقد كشفت بعض الدراسات الطبية، أن العلاج الموجه أو الهرمونى، قد حقق نسب نجاح كبيرة فى علاج مرضى الأورام، وذلك لأنه يعتمد على توجه الأدوية بجرعات محددة إلى أماكن محددة فى جسم الإنسان مكان الإصابة المحددة، حيث تعتمد هذه التقنية على علاج الأورام بأحدث طرق العلاج، وهو ما حقق نسب نجاح كبيرة بالإضافة إلى أنه وفر جهدا كبيرا على المرضى المصابين بالأورام المختلفة، وذلك من خلال القضاء على نسبة كبيرة من المضاعفات التى كانت تحدث للمرضى نتيجة جرعات الكيماوى الكبيرة التى تعمل على إضعاف الجهاز المناعى، وبالتالى فإن المريض لا يتحمل الجرعات الزائدة من العلاج الكيماوى، أما العلاج الموجه فقد حقق نسب شفاء عالية، فضلا عن توفير الجهد الكبير على المرضى.

واضافت الدراسات الطبية أن العلاج المناعى للسرطان، هو إحدى التقنيات العلاجية التى قد تساعد على مقاومة مرض السرطان، وترتكز الية عمله على تحفيز جهاز المناعة لمقاومة الخلايا السرطانية بعدة طرق مختلفة، حيث يعد العلاج المناعى أحد أنواع العلاجات البيولوجية، والعلاجات البيولوجية هى تقنيات علاجية تعتمد على استخدام مواد مأخوذة من كائنات حية أو نسخ مصنعة مخبريًا من هذه المواد لمقاومة أنواع مختلفة من الأمراض.

وأوضحت الدراسات أن العلاج المناعى للسرطان لا يعد من علاجات السرطان الشائعة، مثل العلاج الكيماوى، وقد يكون السبب فى ذلك أن هذا النوع من العلاجات يستخدم عادة لمقاومة أنواع معينة من مرض السرطان، ولا زالت المحاولات العلمية قائمة على لمعرفة مدى فعاليته لأنواع السرطان الأخرى، ومن الممكن منح هذا النوع من العلاجات للمرضى بعدة طرق مختلفة، إذ يتوفر العلاج المناعى على هيئة محاليل وريدية، وحبوب فموية، ومراهم موضعى، وأدوية يتم إدخالها للجسم عبر المثانة، حيث إن للعلاج المناعى للسرطان عدة أنواع، حيث يعمل كل نوع منها بطريقة مختلفة، وهذه بعض طرق واليات عمل هذا النوع من العلاجات بشكل عام.

وأشارت الدراسات إلى أن العلاج المناعى يتتبع الخلايا السرطانية المختبئة فى أنسجة الجسم، والتى قد يعجز جهاز المناعة عن رصدها، ثم تعليم هذه الخلايا المختبئة بطريقة ما ليصبح من السهل على جهاز المناعة إيجادها ومهاجمتها، ويعمل أيضا على تقوية جهاز المناعة وتحسين قدرته على أداء وظائفه المختلفة، بما فى ذلك مهاجمة الخلايا السرطانية، وذلك من خلال تحفيز جهاز المناعة لإنتاج المزيد من الخلايا المناعية المقاومة للأمراض، وتسهيل وصول المواد الفعالة الموجودة ضمن تركيبة أدوية مرض السرطان إلى الخلايا السرطانية بشكل مباشر لقتلها وتدميرها، ومع الوقت قد يساعد العلاج المناعى على منع انتشار الخلايا السرطانية وانتقالها إلى مناطق مختلفة من الجسم، وإيقاف أو تأخير نمو الأورام السرطانية، ودفع الورم السرطانى للانتقال لمكان يسهل استئصاله جراحية.

من جانبه كشف الدكتور أحمد البسطويسى أستاذ طب الأورام بجامعة القاهرة، أن هناك أنواعا كثيرة من علاجات الأورام، أولها يسمى بـ الأسلحة الموضعية، والتى تستهدف الورم الأولى فقط ولا تصل لـ باقى أجزاء الجسم، فضلا عن أن هناك نوعا ثانيا من علاج الأورام والتى تسمى العلاجات العامة، والتى تصل لجميع الجسم، منها العلاج بالكيماوى، والعلاج الموجه والعلاج الهرمونى وعلاج جديد يسمى علاج المناعى.

وأضاف أن الكثير من المواطنين يفضل العلاج الهرمونى لأنه سهل وأعراضه الجانبية بسيطة، والعلاج فى هذا الأمر يكون بالحقن أو أقراص، وأنه كل فترة يحدث هناك تطور فى علاجات السرطان حتى تم الوصول للعلاج المناعى، مؤكدًا أن العلاج المناعى يستهدف تنشيط جهاز المناعة، والتى يكون لمواجهة السرطان، ومن خلال ذلك يقوم جهاز المناعة بمواجهة الورم.

أما الدكتور خالد عبدالعزيز استشارى الأورام بجامعة عين شمس، فأكد أن العلاج المناعى الذى تم التوصل له فى الفترة الأخيرة لعلاج الأورام، تسبب فى ثورة بعلاجات الأورام، موضحًا أنه بعد اكتشاف هذه النوع من العلاج، أصبح الشفاء من الأورام سهلا.

وأضاف أن هناك بعض أورام الجلد، كان يصعب على المتخصصين وضع علاج لها، والأطباء كانوا يضعون وصفا له "الحالة متأخرة" لافتا إلى أن العلاج المناعى أعطى للأطباء فرصة للتحكم فى هذا المرض، ويتم التعامل معه على أنه مرض مزمن مثل الضغط والسكر، كما أن أورام الرئة كانت من الأمراض الصعبة ولكن بعد التوصل للعلاج المناعى، تغيرت الخريطة وتم السيطرة عليها، كذلك أورام الثدى، والرحم والكلى، كما أن العلاج المناعى أصبح بديل لـ العلاج الكيماوى، وأن هذا العلاج جديد.

وأوضح أن المشكلة الوحيدة أن العلاج المناعى تكلفته عالية جدًا، والدولة تقوم بالعلاج الكيماوى لعلاج الكثير من المواطنين، حيث إن الدولة فى الفترة الأخيرة تقوم بـضم العلاجات الجديدة لعلاج المواطنين ضمن منظومة التأمين الصحى.