رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الجماعة الإرهابية تتسلح بـ”يوتيوب” لتوفير تمويلها

نتيجة الحصار الذى فرضته الدولة المصرية على الجماعة المحظورة وتجفيف منابع التمويل، كانت البدائل أمام العناصر الهاربة فى الخارج تكاد تكون منعدمة لتوفير مصادر أخرى لتمويل الانشطة التى تقوم بها الجماعة لبث روح الفتنة وعدم الاستقرار فى الداخل المصرى، فكانت التعليمات من جانب التنظيم الدولى لجماعة الإخوان بضرورة البحث عن بدائل للعناصر الهاربة لتوفير مصادر تمويل أخرى، وجاء على رأسها الاستعانة بالتطبيقات الحديثة التى يمكن من خلال تحقيق مشاهدات عبر تلك التطبيقات الحصول على عائد مادى.

وفى هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة على الجماعة الإرهابية: الإخوان ومنذ هروبهم من مصر تلقوا تمويلات ضخمة من دول وأنظمة سياسية حاكمة تنوعت بين اللجوء السياسى والدعم المادى وتوفير قنوات إعلامية، ومع مرور الوقت وعدم قدرة الإخوان على الوفاء بوعودهم لدى وكلاءهم والتى استهدفت إسقاط النظام الحاكم تقلصت المساعدات بشكل كبير بما دفعهم للبحث عن بدائل خاصة وأن التنظيم الدولى للإخوان يشهد عمليات سرقة واختلاسات لم يسبق لها مثيل وتوزيع الأموال على المقربين فقط من جبهة "محمود حسين" الأمين العام السابق للإخوان والقائم بأمر الجماعة الآن وبين جبهات أخرى.

وتابع، جاءت التكليفات لعناصر اللجان الإلكترونية التابعين للجماعة بعمل قنوات على اليوتيوب بغض النظر عن المحتوى حتى لو كان المحتوى فارغا وتافها لكن المهم تحقيق أرباح وقد وصل عدد القنوات المملوكة للجماعة على اليوتيوب حوالى 100 قناة وهذا عدد تقريبى قابل للزيادة المضاعفة والغرض هو توفير مصادر تمويل لضمان تنفيذ مخططات الجماعة وتمويل بعض العناصر فى مصر.

وحول امتلاك قنوات على اليوتيوب لجماعة الإخوان، يقول محمد حامد "خبير بجماعات الإسلام السياسى": لدى تنظيم الإخوان قنوات بالفعل على اليوتيوب ومشاهدات تلك القنوات فى مجموعة لتوفير عائد مادى وإن كان ليس بالرقم الضخم لكن مع مرور الوقت استطاعت الجماعة توجيه أفرادها للعمل بشكل فردى وخلايا تضم الواحدة اثنين إلى أربعة أفراد للقيام بالمهام الموكلة إليهم، وعلى سبيل المثال هناك قنوات لـ"الأنيمى" ورغم تقديمها محتوى غير سياسى لكنها تقدم محتوى لتحقيق عائد مادى يستخدم لاحقًا فى تمويل أنشطة الجماعة.

وتابع، عناصر من الإخوان استخدموا فكرة قنوات اليوتيوب لتحقيق الأرباح وقد نجحت الفكرة والتى ربما بدأت مع بداية العام 2017 ولم تكن بالقوة التى عليها الآن، حيث إن فكرة اللجان الإلكترونية تبنتها الجماعة الإرهابية نهاية العام 2008 ولم تكن منتشرة بالقوة التى كانت عليها أبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى وتوحشت فى العام الذى حكم فيه الإخوان مصر واستمر الحال حتى استهدف التنظيم استراتيجية جديدة فى الخطاب الإعلامى الموجه للداخل المصرى عن طريق صفحات ثورية لا تحمل صبغة الإخوان وصفحات علمانية وبرامج تليفزيونية تقدمها فتيات غير محجبات وذلك لإقناع المتابع بأن الجماعة ليست ذات صلة بهذا الأمر.

على الجانب الآخر، يقول المهندس وليد توفيق "خبير برمجة" تحقيق أرباح من اليوتيوب وسيلة يعتمد عليها الكثير من الأفراد فى وقتنا الحالى وهى وسيلة مضمونة لتحقيق ربح مستدام طالما ظلت أرقام المشاهدات مرتفعة وهذا الحال مع قنوات الأغانى والفنانين، واعتماد جماعة الإخوان على اليوتيوب لتحقيق أرباح يحتاج إلى محتوى يجذب المشاهد وغالبية القنوات التى تتحدث ربما عن ظواهر فلكية غريبة وأخرى تتكلم عن أحداث سياسية عالمية وتحاول إقحام مصر فى الأمر ربما تكون ذات صلة بالتنظيم الإرهابى، وللأسف يوتيوب ليس لديه تصنيف لأصحاب القنوات سواء كانوا إخوان أو ليبراليين أو علمانيين فالغرض فى النهاية عدم نشر محتوى مخل بالآداب أو يحرض على الفتنة والكراهية.

محمود الوردانى "منشق عن الجماعة" يقول لـ"الزمان": بعد تدشين لجنة حصر أموال جماعة الإخوان ومصادرة غالبية الممتلكات استعانت الجماعة ببعض رجال الأعمال المقربين للتنظيم وقاموا بتوظيف أموالهم للحفاظ عليها برفقة هؤلاء الأشخاص لكن تلك الفكرة لم تنطوِ على أجهزة الدولة وتمت مصادرة أموال بعض الأشخاص المحسوبين على الجماعة بعد ثبوت ضلوعهم مع التنظيم، ونتيجة تجفيف منابع التمويل للجماعة الإرهابية تم اللجوء إلى اليوتيوب ورأيت قنوات لعناصر إخوانية هاربة تقدم محتوى إخبارى وعدد المشاهدات تجاوز الـ100 ألف للحلقة الواحدة، وهو ما يوفر لهم عائدا ماديا كبيرا.