رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

موسكو: الولايات المتحدة لا تريد سلاما في أوكرانيا

انتقدت روسيا بشدة زيارة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لواشنطن واتهمت الولايات المتحدة بأنها تشن حربا غير مباشرة عليها.

وتعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتقديم 1.85 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك نظام صاروخي متطور للمساعدة في حماية كييف من الهجمات الروسية.

ورحب زيلينسكي بالمساعدات الأمريكية في كلمة اتسمت بالتحدي أمام نواب أمريكيين.

بيد أن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، قال إن هذه "الأعمال الاستفزازية" ستؤدي إلى تصعيد سيكون له عواقب وخيمة.

وأضاف لوسائل إعلام حكومية روسية أن موسكو "تخاطب المنطق السليم على جميع المستويات"، بيد أن الحديث عن تسليم نظام صواريخ باتريوت إلى كييف "مزعج للغاية".

وتتسم صواريخ باتريوت بالقدرة والفعالية فضلا عن كونها مكلفة، وقال البيت الأبيض إنها ستساعد في الدفاع عن الأوكرانيين ضد "الهجمات البربرية لروسيا التي تشنها على البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا".

وانتقدت موسكو عدم سماع أي دعوات للسلام خلال رحلة زيلينسكي إلى واشنطن، إذ وصف المتحدث ديمتري بيسكوف ذلك بأنه دليل على أن الولايات المتحدة تخوض حربا ضد روسيا بالوكالة.

وأضاف بيسكوف أن تسليم صواريخ باتريوت لن يمنع روسيا من "تحقيق أهدافها خلال العملية العسكرية الخاصة".

وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية: "المحادثات في واشنطن أظهرت أنه لا أوكرانيا ولا الولايات المتحدة تسعيان إلى تحقيق السلام، إنهما ببساطة عازمتان على مواصلة القتال".

وردد معلقون روس التصريحات نفسها، واتهموا الولايات المتحدة مرارا بـ "تعبئة أوكرانيا بالأسلحة".

كما سخرت بعض التقارير الإعلامية الروسية من الزعيم الأوكراني، وشبهته القناة الأولى في التلفزيون الحكومي بالمتعري الذي يستجدي الحصول على الأموال، فضلا عن تشبيهه بفرشاة مرحاض.

وقال زيلينسكي أمام الكونغرس، في أول رحلة خارجية له منذ بداية الغزو الروسي، إن بلاده "على قيد الحياة ونشيطة" ولن تستسلم أبدا لموسكو.

وبالإضافة إلى حزمة المساعدات بقيمة 1.85 مليار دولار، التي أُعلن عنها بالفعل، هناك مساعدات طوارئ بقيمة 45 مليار دولار مطروحة حاليا أمام مجلس الشيوخ.

وأعرب زيلينسكي عن أمله في الموافقة على هذا التمويل الإضافي "لمساعدتنا في الدفاع عن قيمنا واستقلالنا".

بيد أن ثمة مؤشرات على أن الدعم الأمريكي من المرجح أن يواجه تدقيقا سياسيا أكبر، إذ بدأ دعم الجمهوريين للمساعدة المستمرة في التراجع.

وكان استطلاع رأي في نوفمبر/تشرين الثاني قد أظهر تأييد ما يزيد بقليل على نصف الناخبين الجمهوريين لمساعدة أوكرانيا، وذلك في تراجع من 80 في المئة في مارس/آذار الماضي.

وحذر الحزب، الذي سيسيطر على مجلس النواب في يناير/ كانون الثاني، من أنه لن يكتب "شيكا مفتوحا" لأوكرانيا.

بيد أن بايدن تعهد بالوقوف بجانب أوكرانيا "طالما استغرق الأمر".

وقال زيلينسكي ، الذي سافر على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من مدينة رزيسزو البولندية، إنه "بغض النظر عن التغييرات في الكونغرس"، فإنه يعتقد أنه سيكون هناك دعم من الحزبين لبلاده.

ووجه نداء بعبارات مؤثرة قبل جلسة مشتركة للكونغرس، في خطاب توقف 18 مرة بتصفيق حار من جانب جميع أعضاء الكونغرس تقريبا، باستثناء بعض النواب الجمهوريين الذين لم يصفقوا.

وقال، متحدثا بالإنجليزية، إن بلاده لا تزال صامدة "رغم كل المصاعب"، متوقعا "حدوث تحول" في الصراع خلال العام المقبل.

وفي سبيل توضيح وحشية الحرب، استحضر زيلينسكي قتال القوات الأمريكية للنازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال: "تكتيك الروس بدائي، إنهم يحرقون ويدمرون كل ما يرونه، أرسلوا سجناء إلى الخطوط الأمامية، إلى الحرب، ألقوا كل شيء ضدنا، مثل الطغيان الآخر، الذي ألقى كل شيء في معركة الثغرة أمام العالم الحر".

وأضاف: "تماما مثل الجنود الأمريكيين الشجعان الذين صمدوا في صفوفهم وقاوموا قوات هتلر خلال عيد الميلاد عام 1944، فإن الجنود الأوكرانيين الشجعان يفعلون الشيء نفسه مع قوات بوتين في عيد الميلاد هذا العام، أوكرانيا متمسكة بخطوطها ولن تستسلم على الإطلاق".

وقدم زيلينسكي، في ختام خطابه، للكونغرس علم معركة وقّع عليه مدافعون عن باخموت، وهي مدينة تقع على خط المواجهة في شرقي أوكرانيا، كان قد زارها عشية رحلته إلى واشنطن.

وقال بايدن، خلال مؤتمر صحفي مشترك، إنه "ليس قلقا على الإطلاق" بشأن تماسك التحالف الدولي.

وعلى الرغم من المخاوف من أن بعض الحلفاء قد يشعرون بضغوط تكلفة الصراع وتعطيل إمدادات الغذاء والطاقة العالمية، قال الرئيس الأمريكي إن لديه "شعور طيب" بشأن التضامن لدعم أوكرانيا.

وبوصفها أهم حليف لأوكرانيا، فقد خصصت الولايات المتحدة بالفعل 50 مليار دولار مساعدات إنسانية ومالية وأمنية، أكثر بكثير من أي دولة أخرى.

وتوقف زيلينسكي في بولندا، في طريق عودته إلى بلاده من واشنطن، والتقى الرئيس البولندي أندريه دودا، أحد أقوى حلفائه.

وقال زيلينسكي إنهما ناقشا زيارة الولايات المتحدة بالإضافة إلى "خططهما الاستراتيجية في المستقبل".

ويقدر الجيش الأمريكي أن نحو 100 ألف جندي روسي و 100 ألف أوكراني قتلوا أو جرحوا، فضلا عن مقتل نحو 40 ألف مدني، منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

كما سجلت الأمم المتحدة 7.8 مليون لاجيء من أوكرانيا في شتى أرجاء أوروبا، بما في ذلك روسيا. وعلى الرغم من ذلك فإن الرقم لا يشمل أولئك الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم وبقوا في أوكرانيا.