الزمان
أبو الغيط: آمل أن تثمر زيارة ترامب بوقف إطلاق النار في غزة الهند وباكستان تتفقان على بحث خفض القوات على الحدود ضمن خطوات لخفض التوتر الخارجية الأمريكية: جهود كبيرة لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة الحماية المدنية تسيطر على حريق 4 طوابق بالمريوطية.. والتحريات: ماس كهربائي السبب وزير الزراعة يستعرض الاستراتيجية المصرية لحماية الصحة النباتية بروما وزير العدل: مصر تقدر دور منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في دعم منظومة العدالة تكريم محافظ بني سويف ووكيلة وزارة الصحة خلال احتفالية إطلاق الخطة العاجلة لتنمية السكان والتنمية البشرية محافظة الجيزة تحقق المركز الأول على مستوى الوجه القبلي في خفض معدل الإنجاب عام ٢٠٢٤ بنسبة ٥.٤٪ عن عام ٢٠٢٣ زراعة النواب تعلن انتهاء مشكلة مستحقات مزارعي القطن بالدقهلية.. القصبي يشكر الحكومة على تعاونها مع اللجنة النائبة هند حازم تطالب بحجب تطبيق ”تيك توك” في مصر الشمال القطري يُعلن التعاقد مع أكرم توفيق.. ويُغلق ملف زيزو رئيس اتحاد مستأجري مصر: المحكمة الدستورية حسمت ملف الإيجار القديم على امتداد لجيل واحد
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«الزمان» تستكشف أسرارًا فى أعماق البحار

الآثار الغارقة بالإسكندرية مدينة «تتنفس تحت الماء»

أستاذ آثار بحرية: آلاف القطع تحت الماء منذ قرون.. وما تم انتشاله لا يتعدى المائة

الدولة لم تدرس إنشاء متحف تحت البحر لعدم وجود مخصصات مالية ولعدم صلاح البيئة البحرية

مسح بالأقمار الصناعية وأجهزة دقيقة ترصد مدينة إغريقية ويونانية تحت سطح البحر

 

 

 

تدخل الآثار الغارقة بمدينة الإسكندرية فى صراع من أجل طرح مشروع يعمل على إخراجها إلى النور، لخلق رئة جديدة للسياحة المصرية المريضة، وفتح باب جديد للتنشيط السياحى، خاصة للوافدين من أوروبا والدول المهتمة بهذه النوعية من السياحة، وما بين إنشاء المتحف وعجز التمويل، تقف هذه الآثار صامدة فى قاع البحر أمام الأسماك المتوحشة والمياه المالحة منذ قرون، وقرارات الحكومة المرتعشة.

الدكتور عماد خليل الملحق الثقافى بسفارة مصر بالسعودية وأستاذ الآثار البحرية بجامعة الإسكندرية يصرح لـ"الزمان" بأنه ليس هناك عدد معين أو إحصائية محددة بعدد القطع الأثرية فى قاع البحر المتوسط، فهناك مئات القطع بمنطقة أبو قير البحرية وكذلك قايتباى، وما تم انتشاله ليس بالعدد الكبير فى حدود 30 قطعة أو أكثر بقليل، وهناك آثار معروضة داخل المسرح الرومانى تم انتشالها من قاع منطقة أبو قير، ومنها ما هو موجود بالمتحف القومى.

وعن محاولات انتشالها من المياه قال: لا قيمة له، خصوصًا أنه لا يوجد مكان مخصص لعرضها بشكل لائق ومناسب، والوزارة لم تدرس إنشاء متحف لها، وهناك أفكار ومقترحات منذ أعوام طويلة بإنشاء متحف بحرى لكن لم يتم تنفيذه لعدم وجود تمويل من الدولة، والشق الآخر هو عدم وضوح مفهوم المتحف البحرى فى أذهان الكثير.

وأضاف خليل أن تاريخ القطع الغارقة بمنطقة أبو قير يرجع لنهاية العصر الفرعونى وتوقيت غرقها يرجع إلى إنشاء مدينة الإسكندرية، أما الآثار الغارقة والموجودة بالنيل الشرقى فهى تؤرخ لحقبة الأحداث فى القرنين الثانى والثالث قبل الميلاد بعد حدوث زلزالين ضربا الإسكندرية بالكامل، وغرق أجزاء كبيرة من المدينة فى القرن الرابع وفى القرن الرابع عشر.

وأكد خليل أن القطع رائعة الجمال والنادرة تم انتشالها بالفعل وتم وضعها فى معارض فى ألمانيا وإنجلترا وغيرها مثل تماثيل إيزيس وأوزوريس، أما التى مازالت موجوده تحت الماء فهى كثيرة، وما تردد عن وجود للإسكندر الأكبر تحت الماء فهو غير صحيح، أما عن إمكانية سرقتها من تحت البحر فهو مستبعد فكل قطعة تزن 15 أو 20 طنًا، وبالتالى فمن الصعب للغاية أن تتم سرقتها، واختتم بأن إنشاء متحف تحت الماء صعب للغاية وغير علمى، ولن يحقق هدفه لعدم وجود رؤية، وبسبب تعكر المياه من الصرف الزراعى وبقايا الأسماك والحيوانات.

وقال الدكتور مختار الكسبانى، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق إن عدد القطع الغارقة غير محدد وتم انتشال البعض منها كالمقتنيات المعدنية، وهى موجودة فى أحواض المعالجة بالمتحف البحرى بالإسكندرية، وفكرة تجمع الآثار بهذه المنطقة يعود إلى عصر محمد على عندما أزيل معبد السرابيوم وهو عبارة عن كتل حجرية ووضع حول عمود السوارى أعمدة لتكون مصدات للفيضان والأمواج بمنطقة أبو قير بالإسكندرية فى مواجهة عمود السوارى.

ولأنه لم توجد آنذاك أبحاث أثرية، قام المسئولون بمدينة الإسكندرية بإلقائها أمام الساحل، وعندما زادت الأمواج غرقت تحت مياه البحر وظلت موجودة إلى أن جاءت بعثة فرنسية برئاسة جون فرنسوا ألبير ومعه متخصصون مصريون بالقرن الماضى وبدأت البحث فى هذه المنطقة وعثرت على أعداد كبيرة من الآثار منها مازال تحت المياه، وهذا ما تتم دراسته بعمل متحف تحت البحر للآثار الغارقة، وهو عبارة عن أنبوب من الزجاج "ممر" يُشكل مسيرة لزوار هذه الآثار.

وأكد الكسبانى أن هناك بعض القطع التى تأثرت بالفعل من المياه المالحة وتم استخراجها من تحت الماء وموجودة فى أحواض لمعالجتها بمواد ترميمية حتى لا تذوب، أما التى مازالت موجودة تحت المياه فهى فى حالة جيدة وتتحمل عوامل الرطوبة والمياه المالحة فهناك صعوبة بالغة فى رفعها من تحت الماء لحجمها الضخم.

واستكمل الكسبانى أن إمكانية سرقتها صعبة للغاية، فإذا كان اللصوص يستطيعون سرقتها فكان من الأحق أن نرفعها ونضعها فى متاحف، فهذه تحتاج إلى آلات عملاقة من نوع خاص. ومن الآثار الغارقة تماثيل ضخمة للآلهة الموجودة قديما ومجموعة من الأعمدة والمعابد القديمة.

وتوضح دراسة للباحث الأثرى وائل جمال، أن المعهد الأوروبى للآثار الغارقة قام بالاشتراك مع المجلس الأعلى للآثار بعمل مسح أثرى طوبوغرافى للميناء الشرقى خلال الفترة من عام 1992 وحتى عام 1997.

ومن المعلومات الواردة حول الميناء الشرقى، ما يلى: تتسم عمليات الغوص داخل الميناء بالصعوبة الشديدة نتيجة لضعف أو انعدام الرؤية تحت الماء بسبب تلوث المياه بالمنطقة، وقد أظهرت نتائج أعمال المسح تحديد موقع ونوع 1300 قطعة أثرية مختلفة ما بين أمفورات وتماثيل، وأعمدة، وأجزاء من مسلات بالإضافة إلى عدد كبير من القطع التى تحمل نقوشًا وكتابات هيروغليفية ويونانية والتى ترجع إلى عصور مختلفة­.

كما تم اكتشاف مجموعة من الصخور المغمورة تحت الماء والتى كانت تمتد من الشرق إلى الغرب حول مدخل الميناء وكانت هذه الصخور تمثل خطرًا على السفن الداخلة إلى الميناء أو الخارجة منها فى العصور القديمة، ومن بين هذه الصخور إلى أقصى الغرب توجد الصخرة التى كانت معروفة قديمًا باسم جزيرة الماس.

 أما فى منتصف الميناء تقريبًا فقد تم اكتشاف مجموعة أخرى من الصخور الغارقة والتى كان بعضها ظاهرًا وبعضها مغمورًا تحت الماء فى العصرين اليونانى والرومانى.

والمنطقة الأخرى التى تم الكشف عنها، فى منطقة رأس لوخياس، وهى الامتداد الصخرى الواقع إلى أقصى الشرق من الميناء والمعروف حاليًا باسم السلسلة، كما  أسفر المسح الأثرى الذى تم للمنطقة الجنوبية الشرقية من الميناء الشرقى، عن اكتشاف ثلاثة موانئ غارقة ومطلة على ساحل الميناء من الداخل، وتم اكتشاف كميات كبيرة من اللقى الأثرية حول وفوق شبه الجزيرة، وعدد كبير من قواعد وتيجان الأعمدة، بالإضافة إلى أجزاء من الأعمدة ذاتها وهى مصنوعة من الجرانيت أو الرخام، ويتراوح قطر العمود ما بين 45 سنتيمترًا إلى المتر، كما تم اكتشاف عدد من كتل الجرانيت، وإحدى هذه الكتل تحمل كتابات هيروغليفية.

أما الميناء الداخلى الثالث، فيقع إلى الجنوب من الميناء الثانى، وقد عثر فوقه على عدد كبير من المخلفات الأثرية المهمة مثل الأعمدة وكتل الجرانيت التى يحمل بعضها نقوشًا يونانية بالإضافة إلى كتل من الحجر الجيرى وأجزاء من التماثيل.

كما أمكن أيضًا من خلال المسح الأثرى تخطيط حدود الساحل القديم للميناء الشرقى، وعُثر فوق هذا الساحل القديم على عدد كبير من اللقى الأثرية مثل الأعمدة الجرانيتية، والتماثيل، والكتل الحجرية التى تحمل كتابات هيروغليفية.

 

 

slot online

موضوعات متعلقة

click here click here click here nawy nawy nawy