مسئولون ومشاركون بمؤتمر معاك وجمعية نداء يؤكدون أهمية التدخل المبكر باعتباره مرحلة فارقة في حياة ذوي الإعاقة
أكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي السنوي لمراكز معاك لرعاية الطفل التابعة لاتحاد الأطباء العرب، بالتعاون مع جمعية نداء لتنمية قدرات الطفل، تحت عنوان "التوجهات الحديثة في التربية الخاصة لتنمية قدرات الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة"، ضرورة التدخل المبكر للأشخاص ذوي الإعاقة في مراحل الطفولة المبكرة لرفع قدراهم ومهاراتهم منذ الصغر
وقالت الاستاذة مها هلالي مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي لشئون الإعاقة، أهمية التدخل المبكر، خاصة وأنها مرحلة فارقة في حياة الأطفال ذوي الإعاقة، لأنها المرحلة التي قد تشكل فرق وتغلق ما بينهم وما بين أقرانهم.
وأشارت هلالي التي شاركت في المؤتمر نيابة عن وزيرة التضامن مايا مرسي، إلى أهمية تشجيع أولياء الأمور وتوصيل المعلومات كاملة لهم، والتشجيع على أن يكون هناك تكامل بين كل التخصصات الطبية، وبين التربية الخاصة والمعالجين.
وشددت على أهمية هذا المؤتمر لأنه من خلاله نستطيع عمل فرق كبير، موجهة الشكر والتقدير للقائمين على المؤتمر، لما فيه من تنوع، ووجود التوجهات القديمة والحديثة معا بالمؤتمر.
وأكد الأستاذ الدكتور إيهاب الببلاوي، رئيس المؤتمر العلمي نائب رئيس جامعة الزقازيق، إنه في عالمنا اليوم الذي يشهد تغيرات سريعة في جميع المجالات، من الضروري أن تركز على تنمية عبارات الأطفال ذوي الإعاقة في مرحلة الطفولة المبكرة.
ولفت إلى أنه بالنسبة لهؤلاء الأطفال تصبح التربية الخاصة أكثر من مجرد أساليب تدريبية أو برامج متخصصة، إنها بوابة نحو العالم وفرصة للتعبير عن أنفسهم وتطوير قدراتهم، مضيفا:"نحن نساعدهم على اكتشاف قوتهم الداخلية، وتعزيز شعورهم بقيمتهم الذاتية وبالقبول غير المشروط.
بدوره، قال الأستاذ الدكتور علي ابو سيف، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، إن المؤتمر العربي السنوي التوجهات الحديثة في التربية الخاصة لتنمية قدرات الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة"، يكتسب أهمية خاصة هذا العام بسبب توقيت انعقاده بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وطبيعة القضايا التي تحملها أجندته المزدحمة، والأهداف التي يسعى لتحقيقها.
وأوضح أن مراكز "معاك لرعاية الطفل التابعة لاتحاد الأطباء العرب، قررت بالتعاون مع جمعية نداء لتأهيل الأطفال ضعاف السمع وذوي الإعاقات المتعددة تنشيط اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة هذا العام بشكل إيجابي وعملي، عبر تقديم مجموعة من المحاضرات النظرية، وورش العمل التطبيقية لأخصائي التربية الخاصة والمتدربين للتعرف على الجديد في مجال تنمية قدرات الأطفال نفسياً وذهنياً.
وأشار إلى أن المؤتمر يسعى نحو التوجهات والأساليب الحديثة لتنمية قدرات الطفل، حيث يسلط الضوء على القضايا المستحدثة أبرزها تطبيقات الذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفها مع ذوي الاضطرابات النمائية، كما يلقي الضوء على التدخلات الدوائية مع أطفال ADHD، ويناقش العديد من المحاور الهامة التي تتمثل في نماذج من الإعاقات والمتلازمات النادرة والاضطرابات الناتجة عن الإصابة ببعض الأمراض وجودة البرامج والخدمات، والتدخلات المقدمة للأطفال من ذوى الإعاقة، من خلال نخبة من المتخصصين والخبراء.
ولفت إلى أن مراكز "معاك" تعمل لتحقيق رسالة اتحاد الأطباء العرب في الجانب التنموي من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة على تأهيل الأطفال وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، من أجل تسهيل دمجهم في المجتمع، إضافة إلى تنظيم بعض البرامج التدريبية لتنمية مهارات العاملين والأخصائيين والمتدربين، وإكسابهم المهارات اللازمة للتعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة الخاصة.
وقالت الأستاذة ماجدة فهمي رئيس مجلس إدارة جمعية نداء لتأهيل الأطفال ضعاف السمع وذوي، إنه رغم التغيرات الكبيرة التي تبذلها الدولة في التجهيزات المكانية والتغير في المناهج التعليمية لتتناسب مع الجميع والدعم الفردي في المدارس والدعم الصحي والمجتمعي ووسائل الانتقال للأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أنه لازال هناك فجوة كبيرة في قبول الآخر والرضا النفسي للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأوضحت أن هذا المؤتمر يعمل على تعميق مفهوم ضرورة التدخل المبكر للأشخاص ذوي الإعاقة في مراحل الطفولة المبكرة لرفع قدراهم ومهاراتهم منذ الصغر، والعمل على إيجاد أماكن لهم في حضانات دائمة توفر برامج تأهيلية وتعليمية مناسبة لهم، ترفع من قدراتهم التأهيلية والتعليمية تمهيدا لدخولهم المدارس الدامجة والإندماج في المجتمع في سن مبكرة مما يدعم ثقافة الدمج وقبول المجتمع لهم بسهولة.
ويعقد المؤتمر تحت رعاية وزارتي التضامن الاجتماعي والتربية والتعليم والتعليم الفني، والمجلس القومي لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، بحضور ممثلين عن عدد من الوزارات والهيئات المصرية، إضافة إلى المئات من العاملين في مجال التربية الخاصة، ونخبة من الخبراء المتخصصين في المجال من مصر وعدد من الدول العربية.