الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

«إم في-22 بي أوسبري».. من «صانعة الأرامل» إلى رهان البحرية الأمريكية

بعد عقود من الجدل والحوادث التي وصمت مسيرتها المبكرة بلقب «صانعة الأرامل»، تعود الطائرة الأمريكية الهجينة «إم في-22 بي أوسبري» لتفرض نفسها كأحد أعمدة استراتيجية سلاح مشاة البحرية في المحيطين الهندي والهادئ.

بعد برنامج تطوير مثير للجدل في أوائل القرن الحادي والعشرين، نجحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في جعل الطائرة المروحية الهجينة تعمل بكفاءة حيث حققت نجاحًا باهرًا في الحرب على الإرهاب بعدة مناطق، وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست".

وأوضح الموقع أنه في ضوء تكيف الطائرة مع منطقة المحيطين الهندي والهادئ، عمل مشاة البحرية على تطوير نسختهم من الطائرة لتكون قادرة على التعامل مع تهديد الغواصات الذي تشكله الصين على القوات الأمريكية في المنطقة.

وتشمل التحديثات الأخيرة لطائرة أوسبري تحسين الرادار، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وشاشات عرض قمرة القيادة.

وطائرة "إم في-22 بي أوسبري" تم إنتاجها عام 1988 ويشمل عدد الطائرات المصنعة من جميع الطرازات نحو 400 طائرة.

ويبلغ طول الطائرة 57 قدما و4 بوصات ويبلغ باع الجناح 84 قدما و7 بوصات في حين يبلغ وزنها 60 ألف رطل وتمتلك الطائرة محركين عموديين توربينيين من طراز "رولز رويس ايه إيي 1107 سي" وتتراوح سرعتها القصوى بين 250 و316 ميلا في الساعة.

ويبلغ مدي الطائرة 1011 ميلًا بحريًا ويصل سقف الخدمة إلى حوالي 25 ألف قدم وبإمكانها نقل حتى 24 جنديا و20 ألف رطل من البضائع ويضم طاقم الطائرة ما بين 3 و4 أفراد.

ويرتكز ابتكار طائرة "إم في-22 بي أوسبري" على تصميمها الفريد للمراوح القابلة للإمالة، والذي يتميز بمراوح مثبتة على هياكل دوارة تتحول من الوضع الرأسي لعمليات تشبه طائرات الهليكوبتر إلى الوضع الأفقي للطيران في وضع الطائرة.

وتعود أصول الطائرة إلى ثمانينيات القرن الماضي في ظل فشل عملية "مخلب النسر" خلال أزمة الرهائن في إيران، والتي أبرزت الحاجة إلى طائرة ذات مدى وسرعة وقدرات إقلاع وهبوط عمودي فائقة.

وقامت طائرة "في-22 أوسبري" بأول رحلة لها عام 1989 لكن تطويرها واجه عقبات فنية وتجاوزات في التكاليف ومشاكل في السلامة، مما أدى إلى تأخير الإنتاج الكامل.

أما بالنسبة لنسخة مشاة البحرية "إم في-22 بي أوسبري" فقد حققت القدرة التشغيلية الأولية في يونيو/حزيران 2007، لتحل محل مروحية "سي إتش-46إيي سي نايت" القديمة.

وتعزز إنتاج الطائرة بفضل عقود رئيسية، منها صفقة بقيمة 10.3 مليار دولار أمريكي في عام 2008 لشراء 141 طائرة وأخرى بقيمة 6.4 مليار دولار أمريكي في عام 2013.

وقد شهدت طائرة "إم في-22 بي أوسبري" خدمةً مكثفةً منذ عام 2007، لتحقق أكثر من 500,000 ساعة طيران بحلول عام 2019.

وظهرت الطائرة لأول مرة في القتال خلال 3 عمليات انتشار في العراق بين عامي 2007 و2009 لتدعم نقل القوات والخدمات اللوجستية وشملت المهام اللاحقة عملياتٍ في أفغانستان، وإغاثة ضحايا زلزال هايتي عام 2010، وعمليات إنقاذ الطيارين في ليبيا عام 2011، ومساعدة ضحايا إعصار الفلبين عام 2013.

وتعزز طائرة "إم في-22 بي أوسبري" الحرب الاستكشافية من خلال تمكين الاستشعار والقيادة المُوزّعة من السفن أو القواعد البرية مع وجود حوالي 360 طائرة في الخدمة، حلت هذه الطائرة محل طائرة "سل إتش-46 إيي" بالكامل، مما أثبت أنها لا غنى عنها في دعم الهجوم والعمليات الخاصة.

ومع ذلك، لم تكن النسخ الأولى من طائرة أوسبري محبوبة بسبب سلسلة الحوادث الكثيرة التي تعرضت لها والتي أكسبتها لقب "صانعة الأرامل" لطياريها.

وفي عامي 2023 و2024، على سبيل المثال، أمر البنتاغون بإيقاف تشغيل أسطوله على نطاق واسع بسبب حوادث تحطم الطائرات في اليابان وحولها واكتشاف أجزاء معيبة وأعطال معدنية في التحقيقات اللاحقة.

ومع ذلك، يستثمر البنتاغون بكثافة في هذه المنصة - وتحديدًا في سلاح مشاة البحرية الأمريكي حيث أظهرت الاختبارات الأخيرة على متن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جورج واشنطن"، ليس فقط مدى أهمية طائرات أوسبري لمشاة البحرية، بل أيضًا مدى أهميتها في أي معركة مع الصين.

click here click here click here nawy nawy nawy