الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

فن

بعد الجدل حول بوستر مهرجان الإسكندرية السينمائي الـ41.. محمد الكومي: صورة كليوباترا تخيلية وليست سوداء

أثار بوستر الدورة 41 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، المهداة للفنانة ليلى علوي، جدلاً واسعاً بعد طرحه مؤخراً، والذي تصدرت صورته الملكة كليوباترا، في تصميم نفذه المخرج الفني محمد الكومي باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

وركزت الانتقادات التي وُجهت للبوستر، على اختلاف ملامح كليوباترا عن صورتها الحقيقية، في جدل أعاد للأذهان الأزمة التي فجرتها منصة "نتفليكس" حين طرحت إعلان فيلم "كليوباترا" ببطولة ممثلة سمراء.

فيما كان سبب الأزمة، شعور الجمهور، أن هذا يأتي في إطار محاولات حركة "الأفروسنتريك" لربط الحضارة المصرية بالأفارقة.

وكشف محمد الكومي، مصمم البوستر، لـ"الشروق"، عن كواليس التنفيذ، وعن ردود الفعل: "هذه ليست المرة الأولى التي أنفذ فيها بوستر لعمل فني، فقد سبق وتعاونت مع مهرجان الإسكندرية نفسه وصممت بوستر الدورة 35 المهداة للفنانة نبيلة عبيد، وأدرك أنني أمام مهرجان عريق له هوية يسعى للحفاظ عليها".

وأضاف: "قدمت أكثر من تصميم، وكان هناك اجتماعات مطولة مع رئيس المهرجان الناقد الأمير أباظة للاستقرار على فكرة بعينها، وتصميم يحظى على رضا الجميع، شخصياً كنت أميل إلى بوستر آخر لفتاة إلكترونية تشبه كليوباترا تخرج من البحر، لكن إدارة المهرجان استقرت على البوستر الحالي، ورغم ذلك فأنا راضٍ تماماً عن الاختيار".

وتابع عن الهجوم الذي تعرض له البوستر: "أرحب بالنقد، فالجدل صحي تماماً، لكن يجب أن يدرك الجميع أن الصورة تخيلية بالكامل ومصنوعة بالذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع شعار الدورة 41 للمهرجان وهو "السينما في عصر الذكاء الاصطناعي".

وواصل: "حاولت أن أجعلها أقرب تصور ممكن لكليوباترا، وظهرت قمحية اللون وليست سوداء كما تحاول أن تقدمها حركة "الأفروسنتريك"، فاللون القمحي يتناسب مع لون الحجارة التي تستخدم في عمل التماثيل، كما أضفت دوائر كهربائية على وجهها لتوضيح علاقتها بالتقنية والتأكيد على أنها مجرد صورة تخيلية حاولنا من خلالها المزج بين الأصالة والحداثة".

واستطرد: "برغم تقبلي للجدل الذي أثاره البوستر، لكن في نفس الوقت لا أتقبل الهجوم على فكرة الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، كما فعل البعض، فأنا أرى أن الذكاء الاصطناعي شريك في النجاح، لكنه يظل أداة بيد مستخدمه، فهذه التقنية قادرة على فتح أبواب جديدة للتفكير، وإعادة صياغة الأفكار بشكل مرتب، لكن الإنسان هو من يفكر ويبدع ويقرر، وعليه فهو ليس بديلاً عن البشر ولن يحل مكان الإنسان كما يردد البعض".

وقال: "وقد اجتهدت كثيراً لتنفيذ هذا البوستر، وقمت بعمل تعديلات كثيرة، وفي لحظات كثيرة خشيت أن يفسد الذكاء الاصطناعي الفكرة، واستغرق الأمر قرابة شهر حتى وصلت للشكل النهائي للبوستر".

وأشار إلى أن البوستر "ليس مجرد إعلان بل مانيفستو بصري يقول إن الإسكندرية ستظل أرض اللقاء بين التاريخ والبحر والسينما"، متابعًا: "في التصميم تتجلى ملامح كليوباترا كابنة الإسكندرية ورمز قوتها وجمالها ودبلوماسيتها، في مواجهة البحر وخلفها قلعة قايتباي الشامخة، بينما ينساب شريط الفيلم الذهبي ليجسد أن السينما، مثل البحر، جسر بين الشعوب والحضارات".

واختتم: "القيمة الحقيقية للبوستر تكمن في كونه ثمرة عمل جماعي بين الخيال الإنساني والقدرات التقنية للذكاء الاصطناعي، ليخرج في شكل قصيدة بصرية تنطق بالهوية المصرية وتحتفي بالسينما كجسر حضاري وإنساني".

click here click here click here nawy nawy nawy