الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

سياسة

توترات المنطقة: بين إحباط تهريب السلاح ونزاع سد النهضة والبحث عن حلول غزة

في أبرز تطورات الساحة الإعلامية للأخبار العربية، شهد الأسبوع الماضي سلسلة من التطورات الأمنية والسياسية المعقدة في منطقة الشرق الأوسط، تعكس حالة من عدم الاستقرار والتوترات المستمرة على محاور متعددة. فبين إحباط محاولات تهريب السلاح على الحدود السورية-اللبنانية، وتصاعد حدة الخلافات بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، والبحث عن جولة مفاوضات جديدة لتهدئة الأوضاع في غزة، تتشابك خيوط الأزمة في المنطقة. نرصد في هذا التقرير حصاد الأسبوع من أخبار العالم العربي التي تسلط الضوء على أبرز الملفات الأمنية والسياسية التي تثير القلق في الآونة الأخيرة.

تطورات الملف الفلسطيني: حماس تسعى لجولة مفاوضات جديدة

أكدت مصادر في حركة «حماس» سعي الحركة إلى عقد جولة تفاوضية غير مباشرة بشأن الوضع في قطاع غزة، تهدف إلى ضمان تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأميركية بسلاسة.

  • مطلب الحضور الأمريكي: هناك سعي لعقد جولة تفاوضية غير مباشرة بحضور وفد من إسرائيل والجانب الأميركي، بهدف دعم إمكانية الضغط الأميركي على الجانب الإسرائيلي.

  • التعويل على ترمب: تُعوّل «حماس» على تغيير استراتيجية الأمن القومي الأميركي تحت حكم الرئيس دونالد ترمب، والتي تشير إلى الانفتاح على أن يكون أعداء أميركا شركاء نافذين إذا أثبتوا قدرتهم على ذلك.

  • مقترحات السلاح: ينبع هذا التعويل من بحث الحركة عن مقترحات حول إمكانية تجميد سلاحها أو تسليمه لجهة يتم الاتفاق عليها، في إطار إثبات القدرة على أن تصبح شريكاً نافذاً.

حملة اعتقالات إسرائيلية في الضفة الغربية

شهدت الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة النطاق شنتها القوات الإسرائيلية، واستهدفت مدناً ومخيمات رئيسية مثل بيت لحم، جنين، الخليل، نابلس، وطولكرم. أسفرت الحملة عن اعتقال عدد من الفلسطينيين من مختلف الفئات، بينهم أسرى محررون ومُسنّون، وذلك بعد مداهمة منازلهم وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية، كما حدث في الحي الشرقي بجنين. تضمنت العمليات أيضاً استدعاء مواطنين للتحقيق وحملات احتجاز واسعة، مما يعكس تصعيداً مستمراً في الإجراءات الأمنية التي تهدف إلى تقييد حركة المواطنين وتفاقم التوترات في المناطق المستهدفة.

الجبهة الأمنية السورية: مكافحة التهريب والقبض على مجرم حرب

أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأربعاء، عن إنجازين أمنيين بارزين يؤكدان استمرار جهود مكافحة الجريمة على الحدود وداخل البلاد:

إحباط تهريب شحنة أسلحة ضخمة إلى لبنان

نجحت مديرية الأمن الداخلي في منطقة الزبداني بمحافظة ريف دمشق في إحباط محاولة تهريب شحنة أسلحة كانت معدّة للجمهورية اللبنانية.

  • تفاصيل العملية: نفذت المديرية كميناً محكماً في بلدة سرغايا الحدودية بعد متابعة أمنية دقيقة لتحركات المتورطين.

  • المضبوطات: أسفر الكمين عن ضبط كميات كبيرة من قذائف «آر بي جي»، كانت مخبأة بطريقة منظمة تمهيداً لعبورها الحدود.

  • الهدف: تأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة لضبط الحدود وحماية الأمن والاستقرار الوطنيين، وتمت مصادرة المضبوطات وتحويلها للجهات القضائية.

اعتقال متورط في جرائم حرب باللاذقية

على صعيد داخلي، أعلنت الوزارة عن إلقاء القبض في محافظة اللاذقية على المدعو أنور ناصر هندي، لثبوت تورطه في ارتكاب جرائم حرب خلال سنوات الصراع.

  • التهم الموجهة: شملت التهم تصفية الأسرى والتمثيل بجثامين الشهداء، إضافة إلى المشاركة في المعارك في ريفي إدلب وحماة ضمن صفوف النظام البائد.

  • خلفية المتورط: أظهرت التحقيقات أنه تطوّع لدى ميليشيات «صقور الصحراء» الطائفية عام 2014، ثم انتقل عام 2016 إلى ميليشيات «مغاوير البحر» المدعومة من روسيا.

  • أنشطة ما بعد الإطاحة: تبيّن تورطه لاحقاً في أنشطة غير مشروعة مثل الاتجار بالمخدرات وترويج العملة المزورة، وقد أحيل الموقوف إلى الجهات القضائية المختصة.

نزاع سد النهضة: التصعيد المصري مستمر والسيناريوهات الصعبة مطروحة

يستمر التصعيد الكلامي بين مصر وإثيوبيا بشأن نزاع «سد النهضة»، حيث تبادلت القاهرة وأديس أبابا الاتهامات والتحذيرات، في ظل وصول المسار التفاوضي إلى طريق مسدود.

الرد المصري الحاسم

رد وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم على اتهامات إثيوبيا لمصر بـ«محاولات زعزعة استقرار المنطقة» و«احتكار مياه النيل»، مؤكداً أن هذه الادعاءات «تفتقر للدقة وتحتوي على مغالطات علمية وأكاذيب متكررة».

  • الاتهام الإثيوبي المضاد: اتهم الوزير المصري إثيوبيا باللجوء إلى اتهام مصر بالاحتكار «للتغطية على فشلها في إدارة وتشغيل سد النهضة».

  • تحذير من سوء الإدارة: حذر سويلم من «سوء إدارة سد النهضة في الجفاف والفيضان»، ما يترك «تبعات خطيرة على دولتي مصب نهر النيل» (مصر والسودان).

  • الشرعية القانونية: اعتبر الوزير أن بناء وتشغيل السد دون اتفاق ملزم مع دولتي المصب يجعله «غير قانوني وغير شرعي».

الخيارات الخشنة مطروحة

تتماشى تصريحات وزير الري مع الرؤية الدبلوماسية المصرية التي تشير إلى أن «الصبر المصري قد نفد». فقد أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على «حق بلاده كاملاً في استخدام الوسائل المتاحة طبقاً لما يكفله القانون الدولي للدفاع عن نفسها ومصالحها المائية حال وقوع ضرر».

  • تحول في الموقف: ترى السفيرة منى عمر، مساعدة وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية، أن الخيارات «الخشنة» متاحة إذا أحدث السد ضرراً مباشراً على المصريين، سواء في حالات الجفاف أو نتيجة تصريف مفاجئ للمياه يتسبب في فيضانات.

  • ربط الأزمة بالمنفذ البحري: أشار الخبراء إلى أن التوترات تزايدت بعد تأكيد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على «حتمية حصول بلاده على منفذ (عصب) البحري الإريتري»، ما يرى فيه البعض تهديداً يربط أزمة السد بالتواجد الإثيوبي على باب المندب، البوابة الجنوبية لقناة السويس.

هزة أرضية في المنطقة الشرقية بالسعودية

سجلت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية هزة أرضية في المنطقة الشرقية، بلغت قوتها 4 درجات على مقياس ريختر وعند عمق 8 كم، ولم تُحدِث خسائر.

  • سبب الهزة: تعود أسباب الهزة إلى الضغوط التكتونية الناتجة عن تصادم الصفيحة الجيولوجية لشبه الجزيرة العربية والصفيحة الجيولوجية الأوراسية عند منطقة جبال زاجروس في إيران، مما أدى إلى تنشيط الصدوع الموجودة في المنطقة الشرقية.

الكلمات الأخيرة

يعكس الأسبوع الفائت تداخلاً معقداً بين المخاطر الأمنية الداخلية والخارجية. فبينما تسعى مصر للدفاع عن أمنها المائي بكل الوسائل المتاحة، وتأمل حركة حماس في توظيف الحسابات الجيوسياسية الأمريكية لتحقيق هدف الهدنة، وتستمر سوريا في محاولات ضبط أمنها الداخلي، تبقى المنطقة بأسرها في حالة ترقب لتطورات قد تغير مسار التوازنات الإقليمية في أي لحظة.

click here click here click here nawy nawy nawy