رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

أخبار

بيان من الشيخ أحمد تركي بشأن الحادثة المشتعلة بمحافظة المنيا وما شابهها

الشيخ / أحمد تركي
مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف
عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية.
 
تابعت عن كثب بكل أسي ما حدث في بعض قري  محافظة المنيا ، واعتداء بعض الشباب  علي أمنا المصرية الطاعنة في السن وما قيل عن تعريها في الشارع أمام الناس لاهانتها وإهانة اسرتها !! وأيضاً ردود الأفعال علي المستوي الإعلامي المحلي  والعالمي.
أولاً : لابد أن يعرف الجميع أن المسلمين والمسيحين في مصر أمة واحدة ولا يوجد في مصر طوائف !!
ولن يكون ذلك بإذن الله ، فكل المصريين ( مسلمين ومسيحيين ويهود ) مواطنون في دولة عظيمة هي مصر المحروسة ولم ولن  يكونو يوماً أفراداً في قطيع طوائف متناحرة !! وقد تحدي المصريون جميعاً الاستعمار وتجار الدين الذين أرادو لهم الطائفية فأصبحو في مزبلة التاريخ وبقيت مصر أمة واحدة وشعباً واحداً.
وهذا يتناغم مع وثيقة المدينة المنورة التي كتبها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) وجعل يهود بني عوف ( كانو يسكنون معه المدينة) أمة مع المؤمنين.
فاختلاف العقيدة ليس مبرراً للبعض اعتبار المسيحين مواطنين من الدرجة الثانية !! لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال عن أهل الكتاب المعاهدين لهم مالنا وعليهم ما علينا.

ثانياً : تناول قضايا الحوادث الجنائية التي تحدث بين المسلمين والمسيحين علي أنها حوادث طائفية بين أصحاب الديانتين خطيئة كبري في حق الدين والوطن ، يتاجر بها سماسرة الدين والسياسة والإعلام وأعداء مصر في الداخل والخارج بهدف نشر الفتنة وضرب البلاد في سلامة ووحدة شعبه.

لقد حَرَّم الله تعالي أعراض المسحيين وأموالهم كما حَرَّم أعراض المسلمين وأموالهم سواء بسواء ، ولا أدل علي ذلك من إختصام سيدنا علي كرم الله وجهه( وهو الحاكم) يهودياً عند القاضي وحكم القاضي علي عليٍ لصالح اليهودي.

فتناول مثل هذه الأحداث ينبغي أن يكون علي أساس المواطنة وليس الدين !! فالجاني مصري والمجني عليه مصري ، سواء صدرت الجناية من مسلم أو مسيحي.
كما أنه لا يجوز للإنسان أن يأخذ حقه بيده ويعتدي علي الأخرين  في وجود الدولة والقانون .
ثالثاً : أناشد رجال الدين المسيحي وعلماء الدين الإسلامي عدم تحريض أتباعهم المصريين ضد المصريين ، وعدم الظهور في وسائل الإعلام في كادر رجل الدين المدافع عن أتباع دينه لأن ذلك يُوظَّف استعمارياً ضد مصرنا المحروسة لتشويه صورتها والتحريض ضدها ولأنه جريمة في حق الدين وحق الوطن.
وواجبٌ علي علماء المسلمين ورجال الدين المسيحي في مثل هذه الأزمات نزع فتيل الأزمة وتذكير الناس بأخلاق الأنبياء وحثهم علي حماية المسلم للمسيحي والعكس واللجوء للقضاء لرد الحقوق إلي أصحابها.
رابعاً : نقل الإشاعات والأخبار الكاذبة ونشرها دون بينة أو تثبت كبيرة من الكبائر ، وقد قال القرآن الكريم ( ياأيها الذين آمنو إن جاءكم فاسق بنبإٍ فتبينو ) الحجرات : ٦
وهذا بالطبع يزيد من نشر الفتن والجرائم ، وقد قال النبي الكريم ( صلي الله عليه وسلم) ( الفتنة نائمة لعن الله من أشعلها).
خامساً :
واجبٌ علينا جمعاً الحفاظ علي مصرنا المحروسة والعمل علي تجاوز أزماتها بالتحدي والأمل وقوة التماسك والتعاون  والأخذ علي يد كل من يحاول تحويل أزمات بلدنا إلي كوارث.
  تحيا مصر حرة قوية عزيزة
فحبها من الإيمان.