مدحت صالح.. ترك «طب الأسنان» من أجل الغناء.. و«كوكب تاني» أصابته بالغرور

كان يومًا ما أغنى مطرب في مصر، تحقق ألبوماته أعلى نسب مبيعات، وتأسر أغنياته قلوب وعقول الشباب، خاصة أغنية (المليونيرات) التي وصفها البعض بأنها كانت سبب انحراف الشباب واستهتارهم في فترة من الفترات، كما أعاد للأغنية دورها في السينما، من خلال فيلم (شورت وفانلة وكاب) الذي غنى فيه (حبيبي يا عاشق.. يا حر زي الطير)، وحققت نجاحًا غير متوقع، وساهم في رفع حجم الإيرادات للفيلم، لكن مؤشر النجومية بدأ ينخفض مع ظهور جيل جديد يفضل الأغنية سريعة الإيقاع، إلا أن حفلاته التي يقيمها في دار الأوبرا وعدد من الأماكن تلقى حتى يومنا هذا إقبالًا كثيفًا، لأن الموهبة الحقيقية تعيش وتحفظ مكانها مهما كثر المنافسون، إنه الفنان المبدع مدحت صالح الذي يحل اليوم عيد ميلاده الـ57.

ونرصد أهم المحطات في مشوار هذا الفنان المتألق:

وُلد في يوم 2 نوفمبر من عام 1960، بحي روض الفرج، لكنه انتقل بعد ذلك للعيش في حارة (ميخائيل زكي) التي تربى بها، اسمه الحقيقي محمد محمود صالح وهبة، لكن الملحن حلمي بكر اختار له اسم فني بعد ذلك وهو (مدحت صالح).

حفظ القرآن الكريم تجويدًا وترتيلًا في كتّاب مسجد (خورشيد) على يد شيخ يدعى (مصطفى البغدادي).

حبه للفن بدأ معه منذ الطفولة، حيث قال في حواره مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" إنه كان يعشق الاستماع للراديو، خاصة لمحطة أغاني أم كلثوم، فكان يدوّن كلمات أي أغنية ويحفظها، وتعلم في مدرسة (نهضة مصر) الابتدائية، ثم دخل مدرسة (الإيمان) الإعدادية، وكانت على النظام المسيحي، وأيام الإجازة بها هي الجمعة والأحد، وفيها تعلم عدم التفريق بين المسلم والمسيحي، وكوّن صداقات عديدة مع مسيحين، استمرت معه رغم تقدم العمر.

كان يقرأ القرآن صباحًا في إذاعة المدرسة الابتدائية، ويحل ضيفًا دائمًا لقراءة القرآن في برنامج (القرآن وربي) مع كاريمان حمزة، ويغني فيه ابتهالات دينية.

التحق بمدرسة القاهرة الثانوية الأزهرية، ثم دخل كلية طب الأسنان في جامعة الأزهر، لكن سرعان ما تركها لتحقيق الحلم الذي داعبه طوال حياته وهو الغناء، فدخل معهد الموسيقى العربية، واستأجر شقة مفروشة أمام المعهد، حتى يتسنى له بدء الخطوات الأولى في طريق الحلم.

كوّن فرقة غنائية مع عدد من الأصدقاء، والتي ذاع صيتها بشكل كبير داخل حي شبرا، فكان يحيي الأفراح على أسطح البيوت، ويحصل على أجرة (2 جنيه إلا ربع) نظير إحياء الفرح الواحد، بخلاف أجرة (النقطة)، وعن تلك المرحلة يقول في حوار سابق مع برنامج (صاحبة السعادة): "كنا بنحيي أفراح كتير جدا ومفيش سطح بيت في شبرا مغنتش فيه، لكن ده تسبب في فصلي من المعهد مرة بسبب الغياب، لأني كنت بسهر لوش الفجر ومش بعرف أصحى تاني يوم للمعهد".

بعد تخرجه في المعهد تم تعيينه موظفًا بالمسرح الغنائي، لكنه تمرد على الوظيفة، وقرر أن يحترف الغناء على طريقته الخاصة.

 غنى لأول مرة في الإذاعة من خلال برنامج (أبلة فضيلة) في عام 1976، ثم غنى بصحبة الفنانة نجاة الصغيرة في إحدى حفلاتها.

أطلق أول ألبوماته باسم (زي ما قالوا عنيك) من إنتاج عبد العظيم وهبة، ثم خاض تجربة الإنتاج بنفسه في رابع ألبوماته الذي حمل اسم (لما السهرة تحلى).

شارك في الفوازير مع الفنانة شاريهان أول الثمانينيات، ولمع نجمه سريعًا فأصبح من أهم المطربين المتواجدين على الساحة الغنائية آنذاك، لذا كان لأغنيته الشهيرة (المليونيرات) بالغ الأثر في نفوس الشباب، والتي كانت كلماتها تدور حول التمتع بالحياة وملذاتها دون التقيد بما في الجيب من أموال، وهو ما اعتبره البعض دعوة للاستهتار، وكاد رئيس الإذاعة آنذاك فاروق شوشة أن يرفض بثها لولا أن أقنعه (صالح) بهدف الأغنية.

اعترف أن الغرور أصابه عقب نجاح أغنية (كوكب تاني) ما دفعه لتلحين الألبوم التالي بشكل كامل، الأمر الذي تسبب في عدم تحقيقه نجاحًا كبيرًا.

لا يفضل التمثيل، ويكره إعادة المشاهد في التصوير، خاصة أنه شخص عصبي، ما تسبب في انسحابه أثناء تصوير أحد المسلسلات بسبب إصرار المخرج على إعادة المشهد.

يمتلك 4 استديوهات تسجيل على مستوى عال، كما يمتلك منزلين، الأول في مدينة 6 أكتوبر، والثاني في منطقة العجمي بالإسكندرية.

تزوج 4 مرات، الأولى في سن صغير من فتاة تدعى (نورا) ولم يدم الزواج أكثر من 6 أشهر، والثانية من السيدة (ليلى صديق) التي أنجبت له (رانيا وأدهم)، والثالثة من الفنانة سمية الألفي لمدة عامين، أما الزواج الأخير كان من نصيب الشاعرة نورا الباز.