رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

إلهام شرشر تكتب: على أعتاب ولاية ثانية

الكاتبة الصحفية إلهام شرشر
الكاتبة الصحفية إلهام شرشر

واجهت مصر عبر ما يزيد عن نصف قرن مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية كثيرة، أثرت لا محالة على مسيرتها.. ومست بالضرورة مكانتها إلا أن هذه الأزمات ازدادت شدة وحدة خلال السنوات القليلة الماضية تحديدًا منذ «يناير الأسود» ٢٠١١ فقد تراجعت معدلات التنمية وفقدت الدولة الكثير من بنيتها التحتية وأرصدتها المادية والأدبية كما أنها أصيبت بحالة من عدم الاستقرار والأمن إلى حد كان من الممكن أن تعقبه نتائج في منتهى الخطورة من الفوضى الخلاقة العارمة التي كانت معدة مسبقًا لمصر بل وللأمة العربية بأسرها، حيث أعدت خريطة جديدة شرق أوسطية تحتوي على تقسيم مصر إلى دويلات على أصول دينية وعرقية.
ولعل ما تشهده الأمة العربية من أزمات سياسية وصراعات دموية أكبر دليل على ذلك وليست سوريا والعراق وليبيا واليمن عنا ببعيد.
شاء الله لمصر أن يرسل لها ابنًا من أبنائها في توقيت في منتهى الخطورة ليحول دون تحقيق هذا المخطط الإجرامي الشديد والمؤامرة التي كانت مرسومة بعناية لنا.
جاء على موعد مع الأزمات وفي ساعة كادت الدولة بجميع مؤسساتها وأصولها تذهب أدراج الرياح فأخذ موقعه الطبيعي من استلام هذه المهمة الصعبة للغاية ولولا أنه كان مدربًا على التعامل مع الأزمات واتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات الحرجة لكانت الأمور اتجهت إلى منحًى آخر…
جاء ليدب الأمل ويحيى الرجاء ويوحد المصريين على كلمة سواء…
جاء وكله عزم وتصميم على خوض معركة جديدة هي معركة البناء والاستقرار…
جاء ليعيد لمصر موقعها الطبيعي ومكانتها التي ظلت ضاربة في جذور التاريخ لقرون بعد قرون…
جاء وقد أقسم بخالقه عز وجل أن يقدم نفسه وأن يضحي براحته وبكل غالٍ ونفيس لديه لأجل تراب هذا الوطن…
أعوام من العمل الدؤوب والمواجهات الصعبة ومن تحمل المسؤوليات الجسام في كل ميدان ومجال من أجل نهضة مصر وشعبها…
أعوام من الحركة التي لا تعرف الكلل ولا الملل من أجل استعادة الوطن الجريح الذي تعرض لطعنات ومر بأزمات وعاش ليالي وسنوات صعبة وطوال…
أعوام من مكافحة الإرهاب الأسود الخسيس الغشيم الذي استباح الدماء.. وقتل الأبرياء.. وخرب الديار، حتى استطاع أن يقضي عليه ويحد من خطورته.. ويجفف منابعه‪…‬
أعوام من البناء.. والتشييد.. والعمران.. وتوسيع الرقعة الصناعية.. وإعادة الحياة للبيئة الصناعية والاستثمارية…
أعوام من الاستصلاح.. والتمكين.. والتطوير.. والاستقرار.. وبلوغ المرام.. وتحقيق المنال.. والوصول إلى الأهداف…
أعوام من استعادة العلاقات.. وتقوية الصلات بين مصر والأشقاء في أفريقيا بعد سنوات من الجفاء.. وعدم الوفاء بما لها في رقاب أمتنا المصرية من التزامات وحقوق…
أعوام من استعادة الهيبة والكرامة .. والتوازن في التعامل مع القوى الكبرى…
أعوام من الصد والرد والردع لكل من تسول له نفسه من القوى الإقليمية التي تسعى لاختراق أمتنا العربية…
أعوام من الحفاظ على مقدرات ومكان ومكانة شعب مصر شهدت تحديات ومواجهات.. وأزمات ومشكلات.. تجاوزنا منها الكثير حققنا فيها من الإجازات والقفذات ما شهد لها الداني والقاسي.. والعدو والصديق…
أعوام من الإعداد والتجهيز ورفع الكفاءة والتزويد بكل جديد من المعدات والأسلحة لدرعنا الواقي وحصننا الحصين جيش مصر…
أعوام من التمسك بالنسيج الوطني لهذا الشعب.. وحفظ حق كل من تطأ قدماه أرض مصر دون تمييز.. أو عنصرية.. أو مغالاة…
أعوام كشفت بحق عن شخصية لها معدن نفيس وقلب فياض بالإنسانية فلكم وجدناه يبكي لكل صغير استشهد أباه في سبيل الدفاع عن مصر.. كما أنه يتألم لكل أرملة فقدت زوجها فداءً للحفاظ على تراب بلده.. يحزن لحزن شعبه.. ويفرح لأفراحهم بل ويسعى بكل ما يملك من طاقة من أجل إسعادهم، لذلك تراه دائمًا وأبدًا يقف مع كل محتاج ويستمع لكل سائل ويشد من عضد كل مجتهد ويكافئ كل من يخلص لهذا الوطن…
وفي المقابل يواجه كل مقصر ويحاسبه على قدر تقصيره…
أعوام مرت حتى كادت أن تنتهي ولايته الأولى من حكمه لتمنحه شهادة حق عن كل ما قدم من أعمال توضع في سجل الشرف وإنجازات تكتب له الاستمرار، لذلك لم يكن بالأمر الغريب أن نلحظ هذا الإقبال الكثيف لجموع المصرين في الخارج سواء من الدول العربية أو الأجنبية، الكل خرج بدافع واحد وهو مصلحة هذا الوطن الذي يستحق أن يحظى بكل ما هو جدير بدولة بحجم مصر ومكانتها.
خرجت الجموع بدافع من الواجب الذي يفرضه على كل مصري إزاء طبيعة المرحلة التي تعيشها مصر من ناحية وتمر بعالمنا العربي والإسلامي من ناحية أخرى…
لذلك كان تعبيرهم عن فرحتهم لا يوصف ومن هنا أناشد جميع أبناء الوطن بضرورة الخروج للإدلاء بأصواتهم من أجل الولاية الثانية التي يستحقها عن جدارة وبدون أي مبالغة ولصفحته الناصعة البياض ليشهد لكم العالم أنكم يا مصريين بحق على دراية تامة بما يحدث في مصر من تغيرات حقيقية على كافة المجالات ومختلف الميادين وأننا في أيد أمينة، تواصل السهر الليل بالنهار…
من أجل غد أفضل للمصريين…
من أجل أن تخرسوا هذه الألسنة الآثمة التي تلوك مصر ورموزها وقيادتها بما لا يليق وبما لا يتوافق مع حجم الآمال التي تسعى الدولة بقيادة الرئيس السيسي لتحقيقها…
من أجل أن تحصدوا ثمار هذه الأعمال والإنجازات والمشروعات الضخمة والمتعددة والخدمات التي تقدم في كل ميادين الحياة…
من أجل مستقبلٍ يليق بأبناء مصر تعليميًا وصحيًا وثقافيًا وحضاريًا…
من أجل الحفاظ على الاستقرار والاستمرار لمسيرة البناء التي يطلع بها رئيس الدولة…
من أجل المزيد من العطاء والتفاني في خدمة مصر وأهلها…
من أجل مصر قوية.. فتية.. قادرة على الاطلاع بدورها الريادي عربيًا وإسلاميًا في وقت يشرئب عالمنا إلى مصر…
من أجل تثبيت أركان الدولة ومواصلة ترميم ما حدث خلال السنوات السبع الماضية في مصر من أحداث كادت كما أشرنا تسقط معها إلى الأبد...
ونحن على أعتاب ولاية ثانية.. ومرحلة جديدة فارقة من تاريخ مصر، نتطلع فيها إلى استكمال عناصر خارطة الطريق التي ترسم معالم النهضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الخير العميم.. والمكانة المرموقة.. والحياة الهادئة.. والتقدم في كل ميدان ومكان…
لذلك ومن كل قلبي أرشح رمز النجمة والبطولة والتضحية والفداء…