جيش الاحتلال يعترف بإصابة عميد في معارك وسط غزة تعطل الاتصال عبر الإنترنت في شرق إفريقيا ببسب تضرر كابلات تحت الماء المدير الفني للزمالك: لم نبدأ الشوط الأول بشكل جيد ولسنا سعداء بالنتيجة السكرتير العام للإسماعيلية يناقش آلية تطبيق رسوم منظومة التخلص الآمن من المخلفات رئيس إعلام الشيوخ: تضامن مصر مع دعوى جنوب إفريقيا رسالة واضحة برفض الانتهاكات الإسرائيلية نقابة الصحفيين: قرار منع تصوير الجنازات مخالف للدستور.. والشخصية العامة ملك للمجتمع بوتين يقيل وزير الدفاع شويجو من منصبه ويعينه أمينا عاما لمجلس الأمن القومى الروسي مدحت العدل يتحدث عن ماتش الزمالك وهضة بركان المغربي محمد جمعة وإبراهيم السمان وريهام عياد يحتفلون مع نوال بأغنيتها الجديدة.. صور مصر للطيران: إصدار تذاكر الحجاج اعتبارا من 11 مايو وحتى 10 يونيو برلمانية: مصر الداعم الأول والرئيسى للشعب الفلسطينى حماس: نثمن إعلان مصر اعتزامها الانضمام لدعوى جنوب أفريقيا أمام العدل الدولية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«الغاز الطبيعى» أحدث صيحة فى عالم التعاطى والإدمان

مصحات تستقبل عشرات الحالات شهريًا.. «غاز الولاعات» يذهب عقول الشباب.. والعائلات لا تكتشف إدمان أبنائهم إلا فى مراحل متقدمة

دراسات: «غاز البوتان» أشرس أنواع المخدرات ويسبب للمتعاطى هلاوس وتأثيرة أقوى من الهيروين

خبراء لـ«الزمان»: الغاز الطبيعى يحتوى على مواد طيارة تؤثر على الجهاز العصبى ويختلط بالدم.. وعلاجه صعب للغاية

ينتشر بقوة بين أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة.. و10% من المدمنين يستنشقون الغاز

تامر السيد على شاب ثلاثينى معروف بين أبناء قريته الواقعة فى أقصى شمال محافظة بنى سويف باسم «أنبوبة»، وهو اسم ليس له صلة بوظيفته فهو لا يبيع الأنابيب ولكنه يتنشق ما بداخل الأنابيب من غاز طبيعى يساعده على الدخول فى حالة هستيرية تفقده توازنه وتدفعه لحالة من الانتشاء لا مثيل لها، ولا تقدر عليها أية مواد أو عقاقير مخدرة لينتهى به المطاف نزيلًا بواحدة من المصحات النفسية لعلاج الإدمان.

للوهلة الأولى سوف يفاجأ القارئ بأنه فى مصر يوجد أشخاص مدمنون للغاز الطبيعى أو بمعنى أدق «غاز الولاعات» أو كما يسميها أهل العلم «غاز البوتان»، ولكن ما رصدناه من وقائع سوف يغير تلك الصورة ولكن بنهاية المطاف لن تستطيع الدولة منع تداول الولاعات أو وضعها على جدول المخدرات، ولكن فى السطور القليلة المقبلة سنكتفى بإلقاء الضوء على ذلك النوع الجديد من المخدرات وكيفية تفادى إدمانه، مع العلم أن العشرات ممن أدمنوه لم يكن أمرهم عن قصد، حتى تحول إلى إدمان مع مرور السنين.

«كنا نراه طوال الوقت واضعًا للولاعة فى أنفه يستنشق منها الغاز وبعدها يدخل فى حالة غريبة تجعله فاقد القدرة على تحريك حتى يديه».. هكذا تحدث سامى الشقيق الأصغر للحالة التى رصدناها فى بنى سويف للشاب تامر السيد، مضيفًا: «شقيقى يعمل بالشركة القابضة للمياه وقد حصل على إجازة مرضية منذ فترة ثم حصل بعدها على عمل خفيف لأنه لم يعد قادرًا على القيام بمهام عمله التى كان يقوم بها فى الماضى، فقبل عشرة أعوام بدأنا نلاحظ عليه استنشاق غاز الولاعة وكونه مدخنًا للسجائر لم نبد اهتمامًا بالأمر فى البداية ومع مرور الوقت زاد الأمر عن الحد الطبيعى وبدأ يهزى بالكلام وغير قادر على تحريك يديه، فذهبنا به إلى طبيب مخ وأعصاب وأخبرنا بأن شقيقى يستنشق غازًا طبيعيًا بكثرة وهو ما يتسبب له بهذه الحالة، إذ اختلط الغاز بدمائه ولا بد أن يبتعد عن استنشاق الغاز لفترة حتى يعود إلى صوابه، ولم نستطع إيقافه ليعود مجددًا إلى استنشاق الغاز، فاضطررنا إلى إدخاله مصحة نفسية للعلاج وبعد 10 أيام تمكن من الهرب وعاد إلى فعلته من جديد، وكاد أن يقتل أحد أفراد التمريض بالمصحة، فلجأنا إلى مصحة نفسية أخرى وقمنا بإيداعه بها».

وتابع: «من واقع تجربة شقيقى كنت أتخيل أنه الوحيد فى مصر الذى يدمن غاز الولاعات، وعرفت من الطبيب المشرف على حالة شقيقى أنه توجد المئات غيره على مستوى الجمهورية وهى حالة منتشرة بين أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة وغير القادرين على شراء المخدرات كالهيروين مثلًا يقومون باستنشاق الغاز الطبيعى وتأثيره أضعاف تأثير الهيروين».

حالة أخرى قمنا برصدها فى مدينة أشمون بمحافظة المنوفية، لشاب بنهاية العقد الثانى من عمره ويعمل بالأساس فى ملء الولاعات بالغاز الطبيعى بواسطة أنبوب تجده لا يفارق يديه وعلى مدار اليوم تجده واضعًا ذلك الأنبوب فى فمه يستنشق منه الغاز.

خالد سلامة أحد أقارب ذلك الشاب، والذى تسبب فى سمعة سيئة للعائلة بسبب أفعاله غير المتزنة، يروى تجربة ذلك الشاب والذى يدعى سيد سمكة، قائلًا: «لم يجد مهنة سوى ملء الولاعات بالغاز الطبيعى وفيما يبدو أن الرائحة المنبعثة من عمليات ملء الولاعات قد أعجبته فصار مدمنًا عليها بشكل مستمر، وحاولنا مرارًا وتكرارًا الذهاب به إلى مصحة لعلاج الإدمان فكان يقوم بكسر ماسورة الغاز بالمستشفى بآلة حادة ويقوم باستنشاق الغاز منها فتضطر المصحة إلى طرده».

من جانبه، كشف الدكتور أحمد محمود استشارى علاج الإدمان، خطورة تعوّد الشخص على استنشاق غاز الولاعات فهو من أشرس أنواع المخدرات التى تم رصدها فى ضوء دراسة قامت بها دولة الإمارات فى السنوات الخمس الماضية وهو نوع من المخدرات منتشر بقوة فى دول الخليج نتيجة حالة التضييق المفروضة هناك على تجارة وتداول وتعاطى المخدرات فيلجأ المئات من الشباب إلى استنشاق غاز البوتان الذى يتطاير أثناء خروج الغاز الطبيعى من الولاعة ويختلط هذا الغاز بالدم مما يؤثر على الجهاز العصبى للإنسان، ويصعب الكشف عن إدمان الشخص لهذا النوع من المخدرات إلا فى وقت متقدم بعدما يكون قد سيطر عليه.

وتابع محمود: يتسبب هذا الغاز فى خلق هلاوس وفقدان مؤقت للذاكرة للمتعاطى ويجعله فى حالة غير متزنة.

فيما يرى الدكتور محمد مصطفى أخصائى الصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن هذا النوع من المخدرات لا تستطيع الدولة وضعه على قوائم المخدرات ولكن نستطيع عمل توعيه للمتعاطين بخطورة هذا النوع من المخدرات وذلك بين أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة التى يدمنون هذا النوع من المخدرات فعلى أقل تقدير 10% من المدمنين أدمنوا غاز البوتان وعلاجهم من أصعب ما يكون، إذ يتم احتجازهم لأيام حتى ينسحب آثار الغاز من أجسادهم ثم يدخلون فى برنامج تأهيلى ليعودوا مواطنين مؤهلين للتعامل من جديد ونحاول خلال البرنامج علاجهم أيضًا من شرب السجائر لغلق أحد أبواب استنشاقهم الغاز مجددًا، بما يمثل بابًا يهدد المريض للعودة من جديد إلى الأفعال التى كان يقوم بها.

موضوعات متعلقة