أول حالة خلع مصرية بسبب مباريات كأس العالم.. الزوجة: «البيت تحول لقهوة»

سيدة ترفع دعوى قضائية ضد زوجها لمشاهدة مونديال روسيا
المحامى: السبب غير جدي وبالتالي تم بطلان دعوى الخلع
كان الوصول إلى مونديال روسيا حلم الفراعنة الذى طال انتظاره بعد غياب استمر 28 عاما، فالمصريون المهووسون بعشق الساحرة المستديرة كم شغفوا ليروا منتخبهم الوطنى فى المونديال، لقد هرموا من أجل هذه اللحظة فما حدث فى ملعب برج العرب ليس مجرد فوز مباراة لكرة القدم بل هو بمثابة انتصار لشعب حاول وانكسر حتى قاوم ونجح إلا أنه اصطدم بثلاثة هزائم مونديالية تاريخية مذلة.
وسط استعدادات مختلفة وأجواء متقلبة، امتنع رجل عن الذهاب إلى عمله ويخصص وقته بالكامل لمتابعة المباريات، حتى تقدمت زوجته إلى محكمة الأسرة ترفع دعوى قضائية لخلعه مما أثارت دعوتها استغراب وتعجب الكثيرين.
تقول مريم محمد سيدة فى العقد الثالث من عمرها والمقيمة بقرية أجهور الرمل التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، إن زوجى تراجع فى الإنفاق على المنزل وعدم تلبية احتياجاته منذ قدوم المونديال إضافة إلى عدم الذهاب إلى العمل بعدما قرر الحصول على إجازة لمدة شهر بدون مرتب، وتشير إلى غضبها الشديد من اهتمامه بالمباريات أكثر من لقمة العيش، مؤكدة أن الخلاف دب بينهما بداية من ثانى أيام المونديال بعدما فاجأها بعدم الذهاب إلى عمله نظرا لحبه الشديد لكرة القدم.
وتتابع: أجبرنى والدى على الاهتمام بالحياة الأسرية للمنزل بعيدا عن تكاليف الإنفاق نظرا لتحمل الزوج كل الأعباء والمصاريف ولكننى لم أتحمل عناده المستمر من تقصيره إضافة إلى اصطحاب العديد من أصدقائه إلى المنزل بشكل مستمر، وكأننا فى مقهى أعمل به من أجل تنزيل المشاريب وإعداد الشيشة له ولرفاقه ليستمرعلى ذلك الحال أسبوعا كاملا منذ انطلاق المونديال، بعدها نشب بيننا شجار تبادلنا فيه ارتفاع الأيدى بالضرب حتى تسبب بكدمات ونزيف بالوجه دفعنى للتخلص من علاقتى معه خاصة أننى كنت رافضة من البداية الزواج به، وعلى إثرها تم رفع دعوى قضائية لخلعه بسبب عدم الإنفاق على الأسرة والاهتمام بمتابعة المباريات تحمل رقم 1409 لعام 2018 بمحكمة أسرة قويسنا.
انقسام أهالى القرية
واعتبر كريم محمد، أحد شباب القرية، أن تصرف الزوجة جيد مدللا على ذلك بعدم جدية زوجها لتحمل المسئولية، ولفت إلى لجوء السيدة لرفع الدعوى القضائية ربما جاء بعد استنفاد كل الحلول الممكنة مع الزوج.
بينما يرى محمود على، أحد أهالى القرية، تصرف الزوجة غير صحيح، وقال إنه من الواجب عليها أن تلتمس لزوجها الأعذار لأن كرة القدم أصبحت الشيء الوحيد الذى أمامنا لنخرج عن تقلبات الدنيا.
فيما أكد إبراهيم أبو ضياء، نجار أثاث وديكور بالقرية، صحة وعقلانية تصرف الزوجة، مضيفا: «إحنا المفروض نشوف أكل عيشنا أهم، إحنا مش هنأكل عيالنا من أهداف المونديال».
بينما ذكرت ملك هشام، ربة منزل، أن الزوجة تسرعت فى قرارها غير المدروس وأسندت رأيها إلى إقامة المونديال كل أربع سنوات وعدم استمراره أكثر من شهر.
وفى سياق متصل قالت أمل عثمان إحدى أهالى القرية إن الزوجة تسعى إلى الانفصال منذ البداية ليس أكثر من ذلك.
بينما عبر أحمد مخلوف، عامل، عن استيائه من فعل الزوجة قائلا: «يعنى إحنا مستحملين مسلسلاتهم الهندى وسلسال الدم اللى مبيخلصش وهما مش هاين عليهم يسبونا نتفرج على المباريات».
بطلان دعوى الخلع
أما الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أكد أن هذه الدعوى لن تقبل لأن سببها لا يجوز اعتباره سببا قانونيا للتطليق أو الخلع لأن الأثر الناجم على الفعل هو السبب فى رفع الدعوى وهو انعدام الإنفاق بسبب المتابعة وليس المتابعة فى حد ذاتها.
وأوضح مهران أن هناك أسبابا قانونية للخلع وذكر منها استحالة العشرة واستحكام النفور والخوف من عدم إقامة حدود الله.
فيما قد سخر المحامى وائل عثمان قائلا: «فكرتنى بفيلم (محامى خلع) لما المدعية كانت عايزة تخلع جوزها علشان بيشخر»، مشيرا إلى وجود أسباب أخرى دفعت بها لهذا التصرف إن لم يكن مجرد وسيلة لتسليط الأضواء عليها والظهور الإعلامى.