رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقال رئيس التحرير

إلهام شرشر تكتب: السيسي والزيارة التاريخية الناجحة

الكاتبة الصحفية إلهام شرشر
الكاتبة الصحفية إلهام شرشر

لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يتوجه فيها الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى إلى الأمم المتحدة .. فقد سبق وأن شارك فى أكثر من دورة قبل ذلك .. بيد أن هذه المرة اختلفت عن سابقتها .. وذلك لما اتسمت به من كثرة اللقاءات وقوة المناقشات .. وتعدد المحاور والمقاصد والأهداف ..


فقد كان تواجد الرئيس فى هذا المحفل العالمى له من الأهمية القصوى والبالغة على المستوى السياسى والاقتصادى والاستثمارى والأمنى .. وخاصة أنه كان أمينًا فى عرض التجربة المصرية خلال كلمته التى ألقاها فى "الأمم المتحدة" ..


حيث تناول الإنجازات التى تمت على أرض الواقع وكشف بما لا يدعو مجالًا للشك عن أهمية القرارات والإجراءات التى قام بها خلال هذه المرحلة الدقيقة التى عاشتها "مصر" وكانت بحق فى مفترق الطرق .. ولولاها لغرقت "مصر" فى مستنقع الإرهاب .. وتحولت إلى ساحة للنزاع والصراع بين أبنائها على غرار ما يحدث لكثير من البلاد المجاورة لها ..


كما تناول العديد من القضايا التى لفت أنظار العالم إليها .. وعلى رأسها قضية الإرهاب التى بذلت "مصر" فى مواجهتها خلال السنوات السابقة الكثير من الجهد .. وضحت فى سبيل القضاء على جيوب الإرهاب وتجفيف منابعها والحد منها والسيطرة عليها .. فضلًا عن ملاحقة الإرهابيين .. بأنفس ما تملك من الدماء الذكية لأبناء القوات المسلحة الباسلة والشرطة المدنية ..


ولم تكتف "مصر" بالمواجهة وإنما حمل فى كلمته رسالة تحذير إلى العالم بأسره .. جراء الإرهاب الذى طال الكثير من الدول وانتشر سريعًا فى دول العالم كانتشار الفيروس..


وما فتأ الرئيس المصرى محذرًا من عواقبه الوخيمة التى لا تعترف بدين ولا بلغة ولا بجنس .. لأنه أصبح ظاهرة عالمية مخيفة بكل ما تحمله الكلمة من معان ..


كما تناول فى كلمته العديد من القضايا الهامة فيما يتعلق بالأمة العربية وأمنها واستقرارها .. مُجددًا ضرورة اللجوء للتسويات السلمية والحل السياسى للنزاعات الطائفية .. والصراعات بين أبناء الشعوب العربية .. فيما يخص الدول التى تحاصرها الأزمات «سوريا وليبيا واليمن» ..


ولعل موقفه من قضية "فلسطين" الثابت والقائم الذى كان  أكبر شرف وفخر ليس فقط للمصريين وإنما للأمة العربية والإسلامية جمعاء .. الذى فيه تأكيد على ريادة "مصر" للمنطقة العربية والشرق الأوسط .. وما كان حريصًا على تأكيده من ضرورة السعى الحثيث للوصول إلى حل الدولتين والاعتراف بـ "القدس الشرقية" عاصمة للفسطينيين .. كذلك رفضه التام لمحاولات تهويد "القدس" وقانون "القومية اليهودية" ونقل السفارة والاستيطان واستخدام العنف ضد الشعب الفلسطينى الأعزل .. وغيرها من الإجراءات التى تضر عملية السلام ضررًا بالغًا بل وتقضى عليه .. مؤكدًا حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة ..


وقال بكلمات لا تعرف التردد ولا ينقصها الشجاعة .. «إن القضية الفلسطينية بمثابة دليل على عجز المجتمع الدولى فى تحقيق العدالة» .. ولا زال يؤكد على ضرورة الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطينى ..


ولم يتردد الرئيس فى تقديم رؤية "مصر" لاستعادة "الأمم المتحدة" دورها القيادى فى العمل المنوط بها فى حل النزاعات وتسوية الخلافات والتنسيق والتعاون بين الدول مع التركيز على إرساء قواعد السلم والأمن الدوليين ..


كما تناول السيد الرئيس فى كلمته التى لاقت ارتياحًا كبيرًا فى المجتمع المصرى بشرائحه المختلفة قضية «حقوق الإنسان» التى كثيرًا ما يلوح بها الغرب فى وجه" مصر" موضحًا أن مصر تمتلك أساسًا دستوريًا راسخًا لحماية حقوق الإنسان بأشمل معانيه .. وأن حماية حقوق الإنسان لا يمكن بحال أن تتحقق بالتشهير الإعلامى الذى يسيء لتاريخ دولة كبيرة مثل "مصر" دولة القانون التى ما إن ارتفع صوت أنين لها فى مكان وكان له رجع الصدى بصورة لا يمكن أن ينكرها ولو حتى جاحد .. خاصة حين تطرق إلى تسييس آليات حقوق الإنسان .. حيث تضمن كلمته الاستياء والألم نتيجة تجاهل تعامل الدولة المنصف مع كافة مجالات حقوق الإنسان بما فيها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبما فى ذلك من إنكار لمجهودات الدولة المشهودة ..


ولم يقف تواجد الرئيس عند حد إلقاء كلمته نيابة عن مجموعة «77» التى يترأسها .. وإنما قام بالعديد من اللقاءات الهامة للغاية .. وعلى رأسها الرئيس "ترمب" التى قالت صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير لها «أن الرئيس "ترمب" وصف الرئيس السيسى الصديق الرائع، بما يعكس احترام الرئيس الأمريكى للقيادة المصرية التى تتضمن الاحترام للشعب المصرى بأسره .. كما أنها على هذا النحو تعكس عمق العلاقات المصرية الأمريكية التى نرجوا أن تستعيد قوتها ومكانتها وتُثمر عن نتائج إيجابية يلمسها الشعبين ..


كم كان لقاء "ترمب" فرصة عظيمة لتدعيم التعاون العسكرى .. وخاصة فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية لـ "مصر" حيث تم منح "مصر" ما تبقى لها من قيمة المساعدات العسكرية التى كانت مُجمدة لفترة طويلة .. ولعل النجم الساطع أكبر دليل على التعاون العسكرى بين البلدين الذى شهدته الأراضى المصرية مؤخرًا ..


لم ينفك الرئيس عن سد كل الثغرات كى تكون زيارة ناجحة شاملة حقًا بين «مصر وأمريكا» .. وخاصة أهم الجوانب وهى تشجيع المستثمرين الأمريكيين بالاستثمار فى "مصر" ..


الحقيقة أنها كانت رحلة شاملة وإن كانت بالتأكيد مرهقة .. لما كان على هامشها من طول مباحثات وكثرة اللقاءات التى كان حريصًا عليها .. حيث التقى السيد الرئيس المصرى خلال فترة إقامته بالعديد من الرؤساء منهم رئيس "فرنسا" "ماكرون" .. والرئيس السويسرى "آلان بريس" .. والرئيس البرتغالى "مارسيلو دى سوزا" .. وغيرهم من كبار الشخصيات والمسؤولين فى العالم .. ورغم كل هذه المهام والانشغالات لم يغفل أهم الجوانب وتغطيتها لتكون بمثابة بصمة وإعلان عن وجود "مصر" فى هذا الحفل الدولى حين أجرى مجموعة من الحوارات منها قناة "CBS" الأمريكية ..


لم تقتصر المقابلات عن رؤساء الدول وزعمائها .. وإنما التقى السيد الرئيس أيضًا واستقبل العديد من أصحاب الشركات ورؤسائها .. من ذلك رئيس شركة "بوينج" العالمية الرائدة فى مجال الطائرات ..


حقًا لقد كان تواجد السيد الرئيس "السيسي" فى هذا المحفل الدولى الكبير لفرصة عظيمة لطرح رؤية "مصر" حول العديد من القضايا ومناقشة الكثير من الملفات الهامة .. وعلى رأسها بالضرورة المحاولات المستميتة لتفكيك الأمة العربية .. وتهويد القدس .. حيث إن خطابه كان بمثابة «روشتة» .. أو ورقة عمل منظمة .. هادفة .. واعية .. حين كتابة نصوصها وحين تم طرحها تحت مظلة الأمم المتحدة ..لقد كانت هذه الرؤية فى نظر الكثيرين الذين أقروا بها خاصة فى إنقاذ العالم من ويلات الإرهاب ..


ولا يزال السيد رئيس الجمهورية يجول ويصول فى مقر الأمم المتحدة مؤكدًا بذلك على مكانة "مصر" ومنزلتها باعتبار أنها «رمانة الميزان» فى أمتنا العربية .. ويقينى أن هذا التواجد المتميز سينعكس قريبًا على "مصر" اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا ..   


ولا نزال نتابع أصداء هذه الزيارة التاريخية الناجحة وما تحمل من بشرى وثمار سوف تجنيها مصر فى القريب العاجل ..