رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حارتنا

بدأت مشوارها بعمر الشريف وفاتن حمامة وچيفارا.. »نرمين البحيرى».. فنانة تحدت الواقع بالفن التشكيلى

تحاصرها الكلمات اللاذعة من كل الجهات، ولكنها ضربت بها عرض الحائط ولم تستسلم لما يُقال، وظلت تعاند الظروف حتى تمكنت من إثبات ذاتها ومن تحقيق حُلمها بتقديم عدد من الرسومات، فرسمة لـ«لورانس العرب» الفنان عمر الشريف وفاتن حمامة وچيفارا كانوا سببًا كافيًا للفت الأنظار نحوها.

 نرمين البحيرى ابنة المحلة الكبرى وصاحبة العشرين ربيعًا، تسعى لتحقيق الحُلم رافعة شعار «أنا اللى بكرة هبقى»، والتى بدأت الرسم فى سن مبكرة عندما كانت فى الثالثة عشر من عمرها، وكانت تتلقى التشجيع من أهلها والأقربون منها فقط حتى لو لم تكن الرسمة أهلًا لذلك الدعم المعنوى، ولكن تلك الكلمات السر وراء النجاحات التى حققتها، بالإضافة إلى اعتمادها على ذاتها لتنمية تلك الموهبة.

لم ترغب فى حضور أى من الكورسات وقد كان إصرارها على الوصول وشغفها وحبها للرسم كان السبب الرئيسى لذلك التطور الملحوظ لتلك الموهبة فى وقتٍ قصير.

كانت ترغب فى دخول كلية الفنون الجميلة كى تدرس الشيء المحبب لها مما يجعلها تنمى تلك الموهبة أكثر ولكن والدتها رفضت ذلك لأنها تتمنى دخولها كلية من كليات القمة بما يتناسب مع مجموعها بالثانوية العامة، فرضيت بالأمر الواقع وانصاعت لرغبة والداتها، ولم تقف دراستها فى كلية الحاسبات والمعلومات عائقًا أمام وصولها للحلم وممارسة الرسم والفنون التشكيلية، بل لم تفوت مسابقات الفنون التى تقيمها الكلية كل عام كأسبوع الملتقى الذى يُقام فى كافة الكليات وتتعدد فيه الأقسام والمواهب.

ودخلت تلك المسابقة وحصلت على المركز الأول وتم تكريمها من الكلية، كما أنها تريد بعد انتهائها من الدراسة والتخرج العمل فى المجالين دون الاستغناء عن الآخر فحبها لدراستها وشغفها لممارسة الرسم جعلها تفكر فى استكمال ما بدأته.

أما عن مشوارها الفنى، فى البداية كانت ترسم البورتريه فقط ومن ثم تروج لنفسها وتنشر رسوماتها على السوشيال ميديا وحسابها الخاص على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر» ولاقت استحسان عدد من المتابعين مما دفعها إلى الأمام لاستكمال المشوار.

وظهرت الرسومات إلى النور عندما طلب أحدهم منها الرسم فى استوديو التصوير الخاص به ولم تمانع نرمين لأنها ترغب فى انتشار فنها بين الناس وبالفعل رسمت إحدى الرسومات على جدار الاستوديو دون مقابل مادى، ولم تشغل بالها بتلك الماديات فى ذلك الوقت فقد كانت آمالها خروج موهبتها للنور، وقد كان، فرسمها على ذلك الجدار وإخراجها للموهبة الكامنة بداخلها كان سببًا فى توالى الرسومات فيما بعد حتى أن جاءت لها فرصة للعمل بأحد الكافيهات الكبيرة بالمحلة التى يتردد عليها عدد كبير من الأشخاص لشهرته.

وكان العرض تزيين جداريات الكافية بأكملها بإبداعاتها وفنها الراقى ولكن الفارق هذه المرة هو المقابل المادى تقديرًا لمجهودها الشاق، واستغرقت منها إحدى الرسومات 4 أيام متتالية وفى اليوم الواحد ما يقرب من 12 ساعة متواصلة للعمل، وبعد الانتهاء من الرسم تفاجأ الجمهور وانبهر بفنها خاصةً أنها فتاة تستخدم الفُرشة والبويات فى الرسم، بالإضافة إلى أن أصبحت تلك الرسومات ملجأ لمن يرغب فى عمل جلسات تصوير «فوتو سيشن» ويأتى إليها عدد من الناس من مناطق نائية مختلفة، وكما يُقال دائمًا «الشجرة المثمرة يقذفها الناس بالحجارة» فلم تسلم من انتقادات الشباب المنافسين فقالوا عن رسوماتها رديئة للغاية ولقبوها بـ«صنايعية» وأن عملها كالنقاشين، ولم تستمع لتلك الكلمات فهى تؤمن أن طريق النجاح مليء بالأشكواك، من يصمد يصل.

فعندما نشرت صورة لإحدى الرسومات على حسابها الخاص بتويتر وقام المتابعين بإعادة التغريدة فوصلت للفنان محمد محسن وعلق عليها داعمًا إياها وبث فيها كلمات التشجيع التى تجعلها تستكمل مشوارها الذى بدأته، ولم تتوقف سلسلة دعم الفنانين لها فعندما قابلت الفنانة الشابة ساندى فى إحدى حفلاتها أعطتها البحيرى بورتريه رسمته لها، فنال إعجابها وطلبت منها الاستمرار فى الرسم فهى تستحق الدعم والتشجيع، وقابلت نرمين الشاعر محمد إبراهيم فى ذلك الكافيه التى رسمت فيه وأبدى إعجابه بموهبتها وفنها، فيعد من متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعى فترك فيها بعض الكلمات الراقية تجعلها تستمر فى العمل إلى ما لا نهاية.