رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

سياسة

نقيب الإعلاميين: قضينا على الفوضى الإعلامية وضبطنا  السلوك المهني

500   شخص فقط من المتقديمن للعضوية تنطبق عليهم الشروط من أصل 3000

رفضت تكريم الرئيس السادات كضغط لإنشاء نقابة للإعلاميين

مبارك وجه بإنشاء نقابة لنا وصفوت الشريف عرقلها

النقابة مختصة بالأفراد والمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام يحاسب المؤسسات

الأعباء المادية عائق أمام تطوير ماسبيرو ولإنتاج للخصخصة

القوات المسلحة تهتم بتدريب المراسلين الحربيين وتعمل لهم برامج

كنت شاهدًا على تنافس الجنود بتدمير دبابات العدو الصهيوني

كانت نقابة الإعلاميين حلمه منذ 42 عامًا واعتبرها حربه الثانية، وقف أمام الرئيس الراحل أنور السادات ليرفض تكريمه ويطالبه بإنشاء نقابة للإعلاميين، اعتبرها قضيته فانتهز وجود وزير الإعلام آنذاك جمال العطيفي، ولكن تأخر الحلم كثيرًا، أربعة عقود مرت على هذا الطلب وها هو تحقق وأنشأت نقابة قانونية تضم زملاؤه بالمهنة حتى يترك لهم بصمة إيجابية، وكأن القدر في انتظار تلك النقابة بعد بلوغ الإنفلات الإعلامي قمته، اعتلاء غير مؤهلين منصات إعلامية وتصفية الحسابات الشخصية على الشاشات، تراجع كبير لدور التليفزيون الرسمي كانت هذه ظواهر سلبية في انتظار المولود الجديد «نقابة الإعلاميين».

نعود بساعة الزمن لنكون في موعد مع أحد جنود الإذاعة المصرية وهو الإذاعي حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين وأشهر المراسلين الحربيين في أرض المعركة بحرب أكتوبر 73 ، من منا لايتذكر بيان الإذاعة «هنا القاهرة.. جاءنا الآن البيان الخامس، نجحت قواتنا المسلحة فى اقتحام قناة السويس فى قطاعات عديدة واستولت على نقط العدو القوية بها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة، كما قامت القوات المسلحة السورية باقتحام مواقع العدو فى مواجهتها وحققت نجاحًا مماثلًا فى قطاعات مختلفة»، من ميكروفون الإذاعة كان ملايين المصريين يتابعون أخبار الحرب، قصص ومواقف خلف الميكروفون الذي وقف وراءه مذيعين مسكوا وريقات تحمل أخبار بلد تمر بأصعب لحظاتها، على الجانب الآخر مراسلين في قلب المعركة لا ينقصوا أهمية عن الجندى و«الكنيسي»  كان يحمل جهاز يسجل به كل لحظة، أثير صوت العرب كان خلفه جنودًا مجهولة والشهادة أقرب إليهم.

حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين يجيب على تساؤل الشارع المصري عن وجود النقابة ودورها في ضبط الإفلات الإعلامي وخطة تطوير ماسبيرو، وكواليس تغطيته للحرب وأهم المشاهد .

حدثنا عن دور نقابة الإعلاميين خلال الفترة الأخيرة؟

برغم إننا لم تتوفر لنا كل الإمكانيات نعمل وفقًا لما نص عليه  قانون النقابة، ولكن تأخرنا بسبب أن مقر النقابة به إصلاحات تحتاج المزيد من الوقت، أما بالنسبة لميثاق الشرف الإعلامي عملنا إنضباط للسلوك المهني، وتابعنا حسابات بعض الإعلاميين الذين لم يلتزموا بالمعايير المهنية، وتم فحص عدد كبير من طلبات العضوية، فكان مقدم إلينا أكثر من 3000 استمارة ولكن ما تنطبق عليهم الشروط 500 شخص والباقي لم يستكملوا مستنداتهم المطلوبة.

نقابة للصحفيين موجودة منذ عام 1941 بخلاف نقابة الإعلاميين الوليدة.. هل حاولت سابقًا لإنشائها؟

هذا السؤال كان يؤرقني أنا شخصيًا، وأنا ناضلت من أجل أن تكون هناك نقابة للإعلاميين، وفي السبعينيات عندما أديت دوري كمراسل حربي وإسرائيل شكلت لجنة لبحث أسباب انتشار البرنامج المصري المُعادي الذي كنت قائم بتقديمه وهو «صوت المعركة» بين الإسرائيلين الذين يجيدون اللغة العربية وبين الفلسطينيين، فهذا الكلام كان يعلم به الرئيس «السادات» فتحدث مع وزير الإعلام حينها الدكتور جمال العطيفي على أن يتم تكريمي، فقرر وزير الإعلام علي أن يتم استثنائي بترقيتي درجتين، فرفضت وقولت له أنا لا أريد التكريم الشخصي، نحن نريد نقابة للإعلاميين من وقتها قد طرح فكرة نقابة الإعلاميين ثم حدث تعديل وزاري ولم يطبق هذا المطلب.

وفي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أقيمت احتفالية وكنت من الحضور، وألقى الأستاذين إبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد كلمة أمام الرئيس، فطالبت أيضًا بكلمة وقولت له إن من تحدثوا قبلي هم صحفيين ولهم نقابتهم، وكل الفئات لهم نقابات إلا الإعلاميين ليس لهم نقابة، فوجهة الرئيس كلماته لصفوت الشريف: «أعملهم نقابة»، وكان وزيرًا للإعلام حينها، فرد الشريف قائلًا: «إحنا عملينلهم شليهات ومصايف» فلم أمِلُ أو أكل عن البحث وراء حلم إنشاء نقابة، ووقفت مرة ثانية: النقابة ليست للترفيه إنما ستدرج فئة تحت مظلة قانونية، فدخلنا في جدال ولم يحدث شيئ ومرت الأيام إلى أن جاء عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ومنح الضوء الأخضر لمشروع نقابة الإعلاميين ونحن الآن نُتمم باقي الإجراءات، وقريبًا سننتهي بشكل كامل من تأسيس نقابة الإعلاميين.

مر عام على صدور قرار رئيس الجمهورية بإنشاء نقابة للإعلاميين، ونحو 10 أشهر على صدور قرار رئيس الوزراء بتشكيل اللجنة التأسيسية للنقابة.. ما هي آخر التطورات؟

العملية ليست بسهلة بحجم تأسيس نقابة للإعلاميين، وبحكم القانون فإن الدولة مكلفة بتوفير مقر للنقابة ودعم مالي وإداري، فيما غير ذلك نحن نعمل بشكل مستمر مثلما قلت من قبل نحن نعمل بميثاق الشرف الإعلامي وأوقفنا إعلاميين وساندنا إعلاميين آخرين يستحقوا المساندة.

كيف تواجه نقابة الإعلام الفوضى الحالية؟

للأسف هناك حالة إنفلات وتدني رهيب للغاية، فبعد أي ثورة يحدث إرتباك ومن الطبيعي وجود هذا الإنفلاتات خاصة بعد ثورتين متتاليتين، وأيضًا دخول الإعلام الخاص دون أي ضوابط فوصلنا إلي هذه الحالة من التدني والعشوائية، ولكن نحن كنقابة بدأنا خطوات أسرع وأقوى بالتنسيق والتكامل مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أعتقد أننا سنقوم بسن ضوابط أسرع وأكثر حسمًا.

ماذا عن التنسيق بينكم وبين المجلس الأعلي للإعلام في توزيع الاختصاصات؟

من المفترض وبحكم القانون الجديد لتنظيم الصحافة والإعلام، أن هناك بيننا تناسق وتكامل في البداية الأمور كانت غير واضحة، مع الأخذ في الحسبان أن النقابة ستكون منوطة بأخذ قرارات تخص الأفراد «الإعلاميين» والمجلس الأعلي يحاسب المؤسسات وإدارات القناة.

الإعلامي ياسر عبد العزيز قال: «إن تأخر انتخاب مجلس إدارة يثير الشك على عملية وجود نقابة للإعلاميين تمارس دورًا حقيقيًا».. فما ردك ؟

إذا درس قانون نقابة الإعلامين جيدًا لما قال هذا الكلام؛ لأن القانون ينص على أن الدولة توفر المقر والدعم المالي والإداري وإلي الآن لم يتوفر إلا المقر والذي يحتاج إلى إصلاحات كثيرة.

ما السبب في أزمة نقابة الإعلاميين مع الهيئة العامة للاستعلامات.. ولماذا ترفضون انضمامهم ؟

لا يوجد أزمة، ولكن عندما كنا نجهز مشروع القانون أرادوا  انضمام الهيئات الإستعلامية بالوزارات إلي نقابة الإعلاميين لذا ستكون النقابة غير مهنية تمارس العمل الإذاعي والتلفزيوني وهذا كان موقف الرفض مختص به القانونين في مجلس الدولة ووزارة العدل.

هناك بعض الصحفيين يقدمون برامج «توك شو».. هل سيتم وقفهم أو هناك إجراءات أخرى ستتخذها النقابة؟

نقابة الإعلاميين هي نقابة مهنية لمن يمارس مهنة الإعلام فقط، ولكن بخصوص الصحفيين المقيدين بنقابة الصحفيين، ليس من الضروري أن يقيد بالنقابة ولكن يمارس العمل الإعلامي بتصريح يسمي بتصريح مزاولة المهنة.

معظم مقدمو البرامج علي الشاشات يتأجرون ساعات لبث برامجهم.. فما موقف النقابة منهم؟

بخصوص تأجير ساعات الهواء هذه المسألة ندرسها مع المجلس الأعلي للإعلام لأن هذه المسألة أصبحت باب يدخل منه من لا مهنة له.

ما هي شروط دخول نقابة الإعلاميين.. وهل يشترط أن يكون دارسًا للإعلام؟

يجب أن يكون ممارسًا للمهنة لمدة خمس سنوات، ويكون هناك عقد بين المؤسسة الإعلامية والمقدم أو المعد، ولا يشترط للمنضم للنقابة أن يكون خريجًا من كلية إعلامية.

أوقفت النقابة الكثير من الإعلاميين كشيماء جمال وريهام سعيد.. هل تعرضتم لضغوط من ملاك القنوات أو مطالبات بالتراجع؟

بالتأكيد حدثت الكثير من الضغوط التي لم نقبلها، وتم تنفيذ قرار الوقف بكل شفافية وإصرار علي القرارات التي اتخذتها النقابة.

ما هي خطتكم لتطوير ماسبيرو؟ وهل يمكن أن يعرض للخصخصة أو دخول مستثمرين للشراكة في تطويره؟

أنا حاليًا رئيس لجنة التطوير بماسبيرو ونحن جاهزون للتطوير ووضعنا خطة قوية مع وزارة التخطيط للتطوير وسيكون هناك دوافع جيدة تجاه التطوير، ماسبيرو لديه من الإمكانيات المادية والبشرية والفنية ما يجعله قادر علي أنه يستعيد مكانه ومكانته ليس فقط علي الساحة الداخلية بل على الساحة العربية والدولية وبالفعل هناك بعض العقبات مثل الأعباء المادية والقروض، كما أن هناك شركات مثل صوت القاهرة لها  الشراكة الأكبر وهذا لايقع تحت مسمي الخصخصة.

كنت أشهر المراسلين الحربيين.. هل نملك الآن كوادر تستطيع تغطية الحروب وماذا عن التدريب الإعلامي لهم؟

القوات المسلحة تعمل نوع من التدريب للمراسلين الحربيين، ولكن يجب في الأساس أنه يكون له المواصفات الخاصة التي تميزه عن غيره من الإلمام بالثقافات والمعلومات العامة في كافة المجالات وخصوصًا المجال العسكري ، ويجب أن يعلم كل شيء عن العدو وأن يفعل ذلك بدافع وطني ومهني والأهم يكون لديه الثقافة العامة والمتخصصة.

نحن نحتفل هذه الأيام بذكرى أكتوبر.. فما هي أهم قصص ومواقف يوميات المراسل الحربي.. وما هي أسرار تلك المرحلة؟

كثيرة جدًا ولم أتذكرها كلها، ولكن أذكر أني كنت أسجل للإذاعة مع صائدي الدبابات كانوا يتصدوا لدبابات العدو القادمة على خط بارليف وكانوا يتنافسون من يدمر دبابات أكثر العدو وينافسون علي من أوقع الكثير من الدبابات، فكان هناك حب للوطن وحماسة، حرب أكتوبر فيها من قصص الشجاعة وصور التخطيط العظيم ما يراه التاريخ.

وهناك قصص أخرى تحزنني عندما أتذكرها مثلما كنت أسجل مع ضابط من الجيش وبعض الجنود وأعلم بعد أيام أنه أستشهد .