رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

السكرتير السابق للحرس الوطني اليمني يفك الغموض عن جثمان صالح (حوار)

علي عبد الله صالح
علي عبد الله صالح

يدور الصراع في اليمن بلا هواده، فالحرب بلغت أشدها في ظل محادثات سلام لا تجدي بالنفع على حال شعب يأكل أوراق الشجر.

في ظل التطورات الأخيرة، يؤكد السكرتير السابق للحرس الوطني اليمني، أكرم حجر، إن البلاد تعيش حياة صعبة، متهمًا ميليشيات الحوثي بإفساد كل مقومات الدولة.

وكشف حجر في حوار خاص لـ"الزمان"، عن مكان جثمان الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وتفاصيل جديدة عن قاتلي عفاش.

 

لك تصريح حول كره الناس للحوثيين، لماذا تلك النظرة؟

 

الشعب اليمني دائمًا يشعر أنه معتقل في ظل "احتلال حوثي"، متجرعين مرارة وجودهم بالإكراه، صامتين رغمًا عنهم بسبب أساليب القمع والإيذاء التي أودت بكثير من الأبرياء داخل معتقلاتهم.
تلك هي الأسباب الرئيسية لكرهي ميليشيتات الحوثي، خاصة وأنها نابعة من خلال معايشتي للمجتمع اليمني والمناطق التي تسيطر عليها، وكنت شاهد على الرفض المجتمعي لهم بكافة طوائفهم.

 

لماذا انقلب محمد عبد العظيم الحوثي على مليشيات الجماعة؟

 

هذا الأمر له أبعاد كثيرة يصعب علينا قياسها بدقة، لكن يجب توضيح أمر هام، وهو أن محمد عبد العظيم الحوثي يدرك جيدًا أن الميليشيات عميل لإيران، وبالتالي كانت الفجوة المذهبية بينهم كبيرة، وربما وصلت لمرحلة طفح الكيل، فقرر الانقلاب عليه، بعدما شعر بهشاشة موقف الجماعة، وانهاكهم وتعديهم السافر عليه وعلى أنصاره.

وربما لا يوجد أي شيء وما كان الأمر سوى جزء من خطة الجماعة ليشعروا الجميع بتهميشهم في نفس الوقت الذي يعدون شيئا ما.

 

كيف تتعامل مليشيات الحوثي مع المظاهرات الشعبية ضدهم؟

 

يتعاملون بهمجية وديكتاتورية مصحوبة بالجهل والتخلف، بالإضافة إلى أنهم يستبقون الأحداث وينشرون الخوف والرعب في قلوب الناس، ويجهزون عصابيتهم بالمدرعات والمعدات العسكرية، لتنتشر في كافة المناطق المحتمل وجود أي مظاهرات فيها.

وفي حال قيام بعض التظاهرات، تداهمها الميليشيات بالضرب وبالأسلحة الثقيلة والخفيفة وتعتقل الكثيرين حتى لم يكن لهم صلة بالمظاهرات.
وداخل السجون تعذب النساء والرجال على حد سواء، ناهيك عن عدم الاحترام للنساء، وهذا ما لم نعهده في بلادنا.

 

ما هو السبيل في رأيك لإنقاذ الأطفال من أيادي الحوثيين والتوقف عن تجنيدهم؟

 

الطريقة الأمثل في رأي هو التوعية المباشرة ونشر الوعي لدى الآباء والأهالي بشكل مباشر، وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حول أهمية تجنيب الأجفال لخطر الحوثي وابعادهم عن الأماكن المحتمل تواجدهم فيها.

 

صرحت قطر أكثر من مرة عن إرسالها مساعدات بمليارات الدولات إلى اليمن، فما حقيقة ذلك الأمر؟

لم ترسل قطر مساعدات، بل كانت تدعم الكيان الحوثي المنتسب إلى إيران، والتي من خلالها أدت إلى استطالة الحرب في اليمن ما يصب في صالح طهران ومن جهة آخرى ينهك دول التحالف وإلهائهم عن القضية الأساسية.

 

ما هو دور أبناء علي عبد الله صالح داخل حزب المؤتمر الشعبي في الوقت الحالي؟

لا يوجد لهم مناصب محددة في الحزب، هي فقط مراكز عسكرية خدموا بها الوطن على أكمل وجه.

 

ما هو مصير حزب المؤتمر الشعبي الآن بعد الأنباء الخاصة بوجود بعض المنشقين بداخله يعملون لصالح الحوثي؟

هناك بعض الأعضاء مجبرين على البقاء داخل سيطرة الحوثي، وعاجزين عن الخروج عليها، والبعض الآخر يعد خروجه من الحزب تطهير له، ولن يعتمد مصير الحزب عليهم أو يركز على تواجدهم بل على تماسك المباديء وتطبيقها، فهو حزب سياسي له قواعده وأسسه المتينة التي سوف تحفظه من التلاشي.

والحزب باقي يحتضن الغالبية الساحقة من الشخصيات المؤثرة والمؤهلين فعليًا لقيادته ولم شمله وإعادته كما بدأ, وبشكل عام فإن الحزب يتماثل للشفاء يومًا بعد الآخر.

 

حل منذ أيام ذكرى رحيل علي عبد الله صالح، ما هي أبرز الاختلافات قبل مقتله وبعده؟

قبل وفاة صالح، كانت الجماعة الحوثية محاصرة وغير حرة، فلقد كان له خصم قوي على الساحة، ولم يكن حينها منفردًا بالكلمة أو الحكم أو السلطة، بالإضافة إلى أن العملة اليمنية كانت أقوى بكثير مما هي عليه الآن، قرابة الضعفين تقريبًا.

قبل رحيل صالح لم يتجاوز الدولار 345 دينار، الآن تعدى الـ 800.

أما من الجوانب الآخرى فصالح كان رجلًا حكيمًا في إدارة الأمور بحسب ما يتطلبه الوضع في اليمن، فلملم الصف وسد الثغرات واجتهد في تجاوز المحن، وهذا خلاف ما تشهده البلاد الآن، فهي بلا راع أو رعية.

 

كيف كانت الليلة الأخيرة التي سبقت الاغتيال ؟

لم يخرج صالح من قصره، لكنه رفض الاستسلام والوساطات التي قدمت إليه حتى يسلم نفسه.

وقال للجميع أنا علي عبد الله صالح وخيار الاستسلام غير موجود في قاموسي، وسأقتل وأضحي بنفسي من أجل الشعب، وكان بجانبه حينها الأمين العام للمؤتمر الشعبي الشهيد عارف الزوكا، الذي ظل إلى جانبه حتى اللحظات الأخيرة واستشهدا معًا.

 

ماذا كان موقف الحرس الجمهوري من الحوثيين في الوقت الذي تعاون فيه صالح مع تلك مليشيات ؟

في ظل الظروف السياسية السائدة آنذاك، والتي اتسمت بالتخبط والتيه، كان موقف الحرس محايد وفي بعض الأحيان مذبذب.
فبعدما تعرض الجيش للتقسيم في ٢٠١١، لم يكن من السهل أبدا أن يتعرض للتقسيم والهيكلة في هذه الفترة وسط هذه الأحداث المتغيرة.
وبالتالي لم يكن الموقف العام ذات وجهة محددة، بل كان من الصعب عليهم حسم الأمر وسط تلك الصراعات المتعاقبة التي أدخلنا فيها الحوثيين.

 

بحسب عدد من التقارير الإعلامية فإن ولاء الحرس الجمهوري كان للرئيس الراحل علي عبد الله صالح أكبر من الرئيس عبد ربه منصور هادي، كيف تفسر هذا الأمر وما هي الأسباب وراء ذلك؟

ولاء الجيش أولا وقبل الرئيس كان للوطن، وكما أوضحت الجيش تعرض للتقسيمات والتشظي في ٢٠١١م، حتى سيطر الكهنوت على مرافق الجيش وشتت ما تبقى منه.

 

هل أخطأ علي عبد الله صالح، عندما وضع ثقته في هذه المليشيات الإرهابية؟

الرئيس لم يضع ثقته فيهم من الأساس، ما حدث هو أنه فرض عليهم التحالف فقط وإيقاف الحرب على اليمن.
فهو لم يحالفهم لاسياسيا ولا عسكريا، ولا مذهبيا، لقد كان فقط موقفه مرتبط برفض الحرب لعلمه بما ستخلفه من كوارث وضحايا أبرياء.
لكن الكهنوت كان يحتل معاقل الدولة العسكرية آنذاك برمتها، ومن الصعب أن يخوض خلاف مباشر معهم، حتى ماحدث في ديسمبر الماضي.

 

هل ترجح بوجود تسريب لخط سير الرئيس علي عبد الله صالح من أحد الحراس لمليشيات الحوثي والتعاون معهم على اغتياله؟

لا أظن ذلك، فالخيانة كانت قبلية وليست عسكرية، لأن الحناح العسكري الخاص بالرئيس السابق صالح كان في ذاته عدده قليل وتفاني للحظات الأخيرة معه، لكن التسريب تم من خلال قبائل الطوارق.

 

برأيك لماذا لم يستجب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح للتحذيرات التي أخبرته باحتمالية وجود مخطط لقتله ؟

كان صالح على ثقة أن الله معه وسيحميه، وأن تلك المخططات لن تمنعه أبدا أن يقف صفا مع قيمه ومبادئه ووطنيته.
مع العلم أن الشهيد الراحل ومنذ اليوم الأول لبزوغ تاريخه، قالها أنا أمضي وكفني بيدي والله معي في مسيرتي ودربي، ما دمت مع الشعب ومصالحه.

 

كيف كانت اللحظات الأخيرة للزعيم علي عبد الله صالح؟

هي شبيهة بنهاية الأبطال العظماء، لقد واجه صالح الموت بكل قوة وصلابة، وهو على يقين بما خلفه من تاريخ مشرف يقتضي نهاية بطولية بالطبع.

ودع صالح الحياة رافعا رأسه، موصيا شعبيه بما أملته وطنيته وحكمته، مضحيا بروحه ودمه لتكون شعلة الحرب على الكهنوت، وطهارة لهذا الوطن من رجسهم.

 

أين جثمان صالح ؟

الجثمان مع الحوثيون وسيعود سيعود مهما كال الزمن وستكون جنازته جنازة تاريخية سيحكي عنها الاجيال حيلا بعد حيل.