رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

محافظات

لأول مرة منذ 7 أعوام.. انتعاش سياحي غير مسبوق بالأقصر

زيادة فى حركة الأجانب.. وارتفاع كبير فى إشغالات الفنادق.. وانحفاص فى معدلات البطالة

خلال جولة بسيطة لشوارع مدينة الأقصر، لن تستتطيع الحركة والتنقل والعبور إلا بصعوبة بالغة، أو إذا كنت ممن يجيدون رياضة الانتظار لحين عبور فوج سياحى أو فوج من عربات الحنطور، وخلال زيارة قصيرة إلى فنادق المدينة المطلة على نيلها الخالد، لحجز غرفة لك، فالطريق مغلق أمامك وعليك الانتظار لـ4 شهور أخرى، أما إذا كنت من عشاق التجول داخل المدينة بصحبة أسرتك عبر الحنطور، فهور الآخر محجوز لمدة 4 شهور، أما إذا كنت من هواة زيارة المناطق الأثرية والتاريخية بالمحافظة، فأجل زيارتك.. إنه الموسم السياحى الذى تنتظره محافظة الأقصر وأبناؤها بفارغ الصبر كل عام، فهو بمثابة طوق نجاة لهم، ينتظرونه بفارغ الصبر كل عام، بدءًا من سائق عربة الحنطور مرورًا بسائق التاكسى وصاحب البازار، وصولا إلى موظف الحجوزات بالفنادق.

ولأول مرة من 7 أعوام، تشهد محافظة الأقصر تغيرا جذريا وملموسا فى حركة السياحة الوافدة إليها، من شتى الجنسيات ومختلف الدول الأوروبية، ولأول مرة منذ 7 أعوام، جميع الغرف الفندقية مشغولة، ولأول مرة منذ 7 أعوام، البسمة تعود من جديد على وجوه أهالى الأقصر، بعد حالة الكساد التى ضربت المحافظة منذ عام 2011 إثر الاضطرابات السياسية التى شهدتها البلاد، وأثرت بالسلب على تلك المدينة السياحية بصفة خاصة، وعلى مصر بأكملها بصفة عامة.

وشهدت معدل أعداد السياح الأجانب الوافدين إلى الأقصر، مع بدء الموسم السياحى الشتوى، ارتفاعا غير مسبوق مقارنةً بالأعوام السبعة الماضية، وبلغت نسبة إشغالات الفنادق 71% وهى نسبة لم تشهدها مدينة الأقصر من قبل منذ عام 2010، إذ بلغت فيه نسبة الإشغالات 82%، مع توقعات بارتفاع نسبة الإشغالات فى ظل تزايد حركة السياحة الأجنبية الوافدة إلى المدينة، جنبًا إلى جنب مع حركة السياحة الداخلية من أبناء مصر الذين يحرصون على زيارة المدينة، للاستمتاع بجوها البديع.

وبلغت نسبة الإشغالات الفندقية فى الفنادق العائمة أكثر من 52%، وهو رقم لم تعرفه المحافظة منذ عام 2011، الذى بلغت فيه نسبة الإشغالت 18% فقط، إذ يعمل 158 فندقا عائما ما بين الأقصر وأسوان من إجمالى 190 فندقًا، وساهم فى ارتفاع أعداد السائحين الأجانب الوافدين إلى الأقصر، هذا العام، عودة السياحة الروسية، من جديد بعد توقفها منذ 3 أعوام إثر حادث الطائرة الروسية، وقيام موسكو بتعليق حركة الطيران مع القاهرة، فضًلا عن عودة السياحة الفرنسية والأجنبية مجددًا للاستمتاع بالمناظر النيلية الخلابة والمعابد على ضفتى نهر النيل، علاوة على استمرار تدفق السياحة الصينية  على متن الطائرات الشارتر التى تأتى من مطار أسوان الدولى خصيصًا، وكذلك وجود رحلات شارتر ما بين طوكيو ومطار الأقصر مباشرة.

واستعدت مديرية الأمن بالمحافظة، للموسم السياحى، من خلال خطة أمنية محكمة، يشرف عليها اللواء طارق علام، مدير الأمن، تضمنت عددا من العناصر الرئيسية، أهمها متابعة تنفيذ اشتراطات السلامة الأمنية والفنية والالتزام بتعليمات شرطة المسطحات المائية، لضمان عدم حدوث أى تسريب للسولار أو الزيوت فى مياه النيل، والتشديد على قائدى الفلايك واللنشات بالبرين الشرقى والغربى والتزامهم بخطوط السير.

من جانبه يرى، محمود الأمير، الخبير السياحى، وعضو غرفة شركات السياحة بالمحافظة، أن الموسم السياحى الحالى مُبشر للغاية والأفضل منذ عام 2011، من جميع المقاييس، إذ يشهد تدفقًا للسائحين من مختلف دول العالم، كما أن الطلب على زيارة مصر ارتفع من معظم الأسواق المصدرة للسياحة خاصةً من الأسواق الأوروبية كبولندا والتشيك وأوكرانيا.

ويتفق معه الخبيرالسياحى، علاء الدين أمين، على أن الموسم السياحى الحالى يعد الأنجح مقارنةً بالمواسم السياحية السابقة، وكل مؤشرات الحجوزات المستقبلية تؤكد استمرار الانتعاش فى الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الموسم الشتوى.

وكشف محمد سامى، مسؤول التوظيف بمديرية القوى العاملة بالمحافظة، أن مدينة الأقصر تشهد تراجعا كبيرا فى معدلات البطالة، إذ أن استعادة القطاع السياحى لعافيته من جديد فتح الباب أمام توفير فرص عم فى الفنادق السياحية سواء العائمة أو الثابثة وشركات الحجوزات، والعامل بالفنادق والبازارات.

وأضاف أن الموسم السياحى الحالى يحمل بشائر خير لجميع أبناء الأقصر، يعود بنا إلى الموسم السياحى 2010، الذى شهدت فيه المحافظة، تراجعا كبيرا فى معدلات البطالة، فالجميع يتكسب من العمل بالسياحة سواء بطريق مباشرة أو غير مباشرة، كالعاملين فى المحال التجارية والمطاعم