رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

مصر تمسك بخيوط القضايا القومية.. والبرلمان العربي يراهن على قدرة القاهرة على قهر تحديات المنطقة

سعد الجمال.. رسول مصر على منصة السلطة التشريعية والرقابية العربية

نائب رئيس البرلمان يتمسك بالتصدى القوى للانتهاكات الإسرائيلية.. وعمل دؤوب لإنهاء الانقسام الفلسطينى

وطرح حل سياسى للأزمة الفلسطينية والليبية.. وعراقيل أمام اليمنية

تظل مصر حاضرة فى قلب الوطن العربى، متمسكة بموقفها المحورى فى حل الأزمات حاملة على كاهلها القضايا العربية الشائكة مهما كانت التحديات القائمة، ملتزمة بواجباتها تجاه أزمات المنطقة فضلا عن عملها الدؤوب لحماية الأمن القموى المصرى.

ومن هذا المنطلق الإلزامى والمحورى تجاه الأمة العربية، وتمثيلها التشريعى والقانونى، حلت مصر على رأس الهرم البرلمانى العربى، بعد انتخاب البرلمان المصرى سعد الجمال نائبا لرئيس البرلمان الأسبوع الماضى.

وكان اللواء سعد الجمال، عضو مجلس النواب، قد أعلن فوزه فى الثامن من ديسمبر الجارى، بمنصب نائب رئيس البرلمان العربى، بعد أن خاض جولة الإعادة، عقب تعذر حصول أى نائب على النصاب اللازم، خلال الجلسة الإجرائية للبرلمان التى عقدت بالجامعة العربية.

وحصل الجمال على 29 صوتا، بينما حصل منافسوه خالد بن زايد من الإمارات، ويوسف رحمانية من الجزائر على 21 و20 صوتا على التوالى، وبذلك يصبح نواب رئيس البرلمان هم النائب الأول: سعيد الشامسى من سلطنة عمان نال 39 صوتا، النائب الثانى: عبد الرحمن سعيد نال 38 صوتا من السودان، والنائب الثالث: عادل العسومى الذى حصل 37، والنائب الرابع اللواء سعد الجمال 29 صوتا.

ومثّل الجمال صوت مصر المعتدل والمتزن فى مناقشة القضايا والأزمات العربية على رأسها الأزمة القطرية التى فتحها البرلمان العربى فى جلساته الأولى، وأكد فيها الجمال على تمسك بمصر بمطالب الرباعى العربى فى تنفيذها للشروط الثلاثة عشر وعلى رأسها التوقف عن دعم واحتواء الإرهاب فضلا عن التخلى عن سياسة التدخل فى شئون البلاد العربية الأخرى.

وناقش البرلمان العربى تقرير اللجنة السياسية فى العديد من القضايا العربية وأبرزها المصالحة العربية فى ليبيا وسوريا، إضافة إلى المصالحة الخليجية وحرب اليمن.

وأكد سعد الجمال، نائب رئيس البرلمان العربى، أن مصر تهتم بكافة شئون الدول العربية، مشيرا إلى أن لجنة الشئون العربية تتناول كل القضايا والهموم والأزمات بالوطن العربى.

وأضاف الجمال أن اللجنة تتشاور بشأن الأزمة الليبية وإيجاد حل سلمى لها والقضية السورية وضرورة إيجاد حل يرضى أبناء الشعب السورى، بالإضافة إلى معاناة أهل اليمن والقضية الفلسطينية.

وأوضح أن القضية الفلسطينية لها لجنة خاصة بها وتدرس مختلف تطورات الأوضاع والتطورات بالساحة الفلسطينية.

وأشار إلى أهمية الدور الذى يقدمه أعضاء البرلمان العربى فى مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومى العربى وتعزيز العلاقات العربية المشتركة وتذليل أى عقبات بهذه الأمور.

وتابع: «الأمة العربية مستهدفة بمؤامرات لمحاولة خلق الفتنة بين أبناء الوطن الواحد والدول العربية وبعضها حتى يظل الصراع الذى هدفه القضاء على أمتنا».

وأكد اللواء سعد الجمال قوة العلاقات المصرية مع كل الدول العربية فى مختلف المجالات سواء شعبا أو قيادة، مشيرا إلى أن فوزه بمقعد نائب رئيس البرلمان العربى هو إعلاء لاسم مصر، وسوف يحرص على زيادة التحرك الدبلوماسى المصرى فى القضايا العربية عبر منصبه.

وأكد نائب رئيس البرلمان العربى، أهمية العمل على فضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى ومقدساته وحقوقه المشروعة.

وقال: «بالنظر لأوضاع حقوق الإنسان، يجب ألا نغفل أبدا الاعتداءات الهمجية والوحشية الإسرائيلية على كنيسة (دير السلطان) بالقدس المحتلة، والاعتداءات على الرهبان، وهى حلقة من سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية العنصرية جنبا إلى جنب مع الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى ومنع المصلين فى كثير من الأحيان من ممارسة شعائرهم الدينية»، لافتا إلى أن حرية العقيدة باعتبارها حق من حقوق الإنسان التى تنتهكها إسرائيل، لا يجب إغفالها.

وشدد على أهمية العمل على فضح الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى ومقدساته وحقوقه المشروعة باعتبار أن الفلسطينى إنسان وله حقوق يجب أن تحترم، مطالبا بالتصدى العربى القوى للاعتداءات الهمجية والوحشية الإسرائيلية على الوكالة الفلسطينية وكنيسة  دير السلطان بالقدس المحتلة وغيرها من الأماكن المقدسة فى فلسطين.

أما عن الأزمة السورية، فأكد أن الحل السياسى هو الأمثل، فرغم كل المؤتمرات التى يتم عقدها فى دول العالم بشأن بحث إنهاء الأزمة، سيظل الحل السياسى المخرج الوحيد لإنهائها، متابعا: تجتمع كل من تركيا وإيران وروسيا؛ لبحث الأزمة السورية ومستقبل سوريا، فى غياب الجانب السورى، وكأن هذه الدول الثلاثة بيدها تحديد مستقبل سوريا، بينما ما زال الشعب السورى يعانى يوما بعد يوم.

أما أزمة اليمن، فقال إن الأزمة لا تلوح بادرة سلام قريب فى الأفق، والأزمة مرشحة للامتداد لزمن طويل، مستطردا: اعتماد الحوثيين على إيران فى حربهم، والاعتداء على الحكومة الشرعية، جعلا الشعب اليمنى يعانى كثيرا من الأزمات، سواء القتل أو الأمراض، حتى المساعدات الإنسانية لا تصل له، كما أن هذه الحرب أصبحت تهدد أمن دول الجوار، ومنها السعودية.

وعن الأزمة الليبية، فأكد أن مصر بذلت جهودا حثيثة لنزع فتيل الأزمة فى ليبيا، وتقدمت بحلول سياسية بمعاونة دول الجوار، ولو خلصت النوايا سيشهد ملف ليبيا تطورا كبيرا فى القريب.

وحول موقف مصر من المصالحة مع الدوحة، أشار الجمال إلى أن مصر لديها شروط لاستعادة العلاقات مع قطر، والمطالب معروفة ومحددة تحفظ لها أمنها والكف عن الحملات الإعلامية المبتذلة من قناة الجزيرة، وتحقيق الأمن القومى العربى، مؤكدا على أن مصر ودول الخليج لن تتنازل ولو القليل عن أمنهم القومى والإستراتيجى وإيقاف الدوحة دعم الجماعات الإرهابية.

الجمال أضاف قائلا للنظام الحاكم فى الدوحة: إن الحكام يتغيرون ولكن الشعوب هى الباقية ورباط الشعوب لن ينفك أو ينقطع أيضا، والشعب القطرى شعب عربى والمصرى عروبى ولن تنقطع العلاقات بين الشعوب العربية.

وكان البرلمان العربى، قرر تكليف اللواء سعد الجمال بالتواصل مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى بشأن آخر مستجدات جهود مصر لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة والمطلوب من البرلمان العربى لدعم عملية إتمام المصالحة الفلسطينية.

ودعا البرلمان العربى أيضا كافة الفصائل الفلسطينية للالتزام بتنفيذ اتفاقيات والتفاهمات التى وقعت عليها من أجل إنهاء الانقسام ومنها اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة بتاريخ 12 أكتوبر 2017، وصولا إلى السلطة الواحدة والقانون الواحد والشراكة الوطنية التى تعزز وحدة النضال الفلسطينى من أجل إنهاء الاحتلال وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس .

وثمن البرلمان العربى وساطة مصر وجهودها الصادقة لإتمام المصالحة الفلسطينية، مؤكدا أن هذه الجهود ستظل محل تقدير واحترام ومساندة من قبل البرلمان العربى، مناشدا كافة الأطراف الفلسطينية بالالتزام الجاد لإنجاح جولات الحوار الحالية برعاية مصر، ورفض البرلمان العربى أية تدخلات تعيق مسيرة المصالحة.