بايدن يرحب بالمشاركة في مناظرة أمام ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بلينكن: اتفقنا مع الصين على استدامة الاتصال الدبلوماسي لإدارة العلاقات الثنائية بصورة مسئولة محافظ بني سويف يتابع انتظام العمل بسوق السيارات شرق النيل من خلال التقرير الميداني لمنظومة العمل محافظ قنا يعلن الطوارئ وغلق الطرق السريعه لحين استقرار الأحوال الجوية وزيرة البيئة تعقد لقاء ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارىء والسلامة العامة بالديوان العام الوادي الجديد: رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية محافظ المنيا يوجه بمتابعة الالتزام بمواعيد العمل الصيفية بدءا من اليوم كفرالشيخ: انطلاق فاعليات القافلة الدعوية للأوقاف بالحامول محافظ مطروح: نرحب بأي أفكار مجتمعية لتطوير الإقليم مفتي الجمهورية: ثورة 30 يونيو تحريرًا لأرض مصر من أفكار خاطئة بورسعيد: استمرار الأعمال بمشروع تطوير وتوسعة ورفع كفاءة وإضاءة ورصف منطقة زمزم القديمة بحي الضواحي
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«زيوت المحركات» تحرق السيارات.. وتكبد المصريين خسائر بالمليارات

محلات غيار زيت تعتمد عليها وتعبئها داخل ماركات عالمية.. وشركات خاصة تتولى توزيعها على محطات الوقود

ضحايا: تكبدنا خسائر فادحة.. وحياتنا ثمن غياب الرقابة والضمير

انتشرت فى الآونة الأخيرة زيوت مجهولة المصدر بالأسواق، وقد استطاعت أن تجد ضالتها نحو مواتير السيارات نتيجة ارتفاع سعر الزيوت المسجلة لدى وزارة الصناعة والمعتمدة من جانب الأجهزة التنفيذية بالدولة ومملوكة لشركات عالمية، وعلى أثر ذلك أصبحت تلك الزيوت مجهولة المصدر وسيلة فعالة لضمان تشغيل السيارات دون أعباء إضافية حتى تحولت إلى سلاح فتاك بالمواتير تؤدى لخسائر مادية لصاحب السيارة، وتنتهى باحتراق الماتور أثناء القيادة فى المسافات المفتوحة، وهو ما كشفته «الزمان» فى ضوء حالات رصدتها تقدمت ببلاغات لدى جهاز حماية المستهلك بشأن انتشار نوع من الزيوت مجهول المصدر ورخيص السعر ويباع بالكيلو دون وجود أية بيانات سواء تاريخ الإنتاج أو نهاية الصلاحية والمكونات مثل باقى أنواع الزيوت.

«عبوة مجهولة المصدر كادت أن تنهى حياتى وأسرتى» بتلك العبارة بدأ إسلام فريد – سائق تاكسى - حديثه لـ«الزمان» قائلا إن أسعار الزيوت ارتفعت 200% خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ومع ارتفاع سعر المعيشة وتدهور الحالة الاقتصادية لسائقى التاكسى الأبيض بالتزامن مع دخول شركتى أوبر وكريم فى خدمات نقل الركاب كان لا بد أن نبحث عن بدائل لتقليل مصروفات السيارة خاصة بالنسبة لغيار الزيت، والذى نقوم به بشكل دورى بمعدل مرة فى الأسبوع، وبالتالى لم نكن نستطيع الاعتماد على زيوت أصلية وتعاملنا مع الزيوت مجهولة المصدر، فهى تؤدى نفس الغرض وسعرها أقل.

وأضاف أن «الوضع استمر لبضعة أشهر وكان غيار الزيت المجهول لا يكلف صاحبه أكثر من 100 جنيه بعكس الغيارات الأخرى التى تكلف 200 أو 300 جنيه، وذات يوم وكنت برفقة عائلتى فى زيارة إلى مسقط رأسى بالدقهلية وشممت رائحة شياط يخرج من ماتور السيارة، واعتقدت أنها الحرارة، وما أن توقفت على جانب الطريق واشتعلت النار فى الماتور نظرًا لأن الزيت لم يؤد الغرض منه، وهو خفض درجة حرارة الماتور وتقليل الاحتكاك بين التروس الموجودة فى الماتور فكانت تلك هى النتيجة».

وعن أماكن تصنيع تلك الزيوت وتعبئتها، يروى أحمد حجاب صاحب شركة لتوزيع الزيوت المعتمدة تفاصيل ذلك العالم الغامض، قائلا إنه منذ فترة استقبلت فى الشركة مندوب توزيع زيوت وأراد عقد صفقة معى بشأن شراء كمية من الزيوت رخيصة السعر وتؤدى نفس الغرض بالنسبة للزيوت المعتمدة، ولكنها غير مدونة البيانات بحجة أنها مهربة من الخارج، والكارثة لم تكن فى العرض بقدر ما كان فى الزبائن لدى تلك الشركة المجهولة، إذ أخبرنى بأن شركات قطاع عام تستخدم هذه الزيوت داخل سياراتها وسيارات تابعة للوزارات، إذ يقوم السائق لدى تلك الجهات باختلاس فارق السعر بين الزيت الأصلى والمضروب.

وتابع: لا حظت من حديث مندوب شركة الزيت مجهولة المصدر أن تلك الفئة منتشرة بقوة، وبالسؤال عنها لاحظت استقبال بعض محطات الوقود لتلك النوعية والقيام مرة أخرى بتعبئتها داخل عبوات لشركات عالمية، وهو ما يعتبر نصبا وتحايلا على الزبائن، أما دور الشركة أو المصنع هو تصنيع تلك الفئة فقط ووضعها داخل جراكن غير مدون عليها أية عبارات، وفى الغالب يعتمد عليها سائقو التاكسى والأجرة والنقل أما أصحاب الملاكى فيخشون على سياراتهم من تلك النوعية المضرة».

وحول عملية التصنيع، يوضح المهندس أحمد مجدى خبير بقطاع البترول، أن المسألة قديمة وليست مثار حديث اليوم فقط، ومنذ سنوات رصدت تلك الظاهرة وتقدمت وقتها بشكوى لحماية المستهلك حينما رصدت زيتا مجهول المصدر تم وضعه داخل عبوة مملوكة لشركة عالمية، ووقتها تقدمت الشركة نفسها ببلاغ وقامت بعمل حملة ترويجية للتوعية من مخاطر تلك الزيوت وذلك فى العام 2006، ولكن استمر الوضع كما هو عليه حتى اللحظة.

وأضح الخبير بقطاع البترول، أن الزيوت المستعملة تكون محترقة بالكامل ولا يجوز إعادة تصنيعها ويتم استخدامها فى أفران العيش البلدى والتى تعمل بالغاز ويتم تجميعها بواسطة سريحة، وتباع بالكيلو، ونظرًا لغياب الضمير لدى بعض الأشخاص يقومون بتجميع الزيوت المحترقة ووضعها داخل مصافٍ وفلترتها وسكب كمية من الزيوت الحديثة غير المستعملة لتحصل على اللون الأصفر الغامق وهو نفس لون الأصلية، وحتى نجنب أنفسنا تلك المشكلة يجب الاعتماد فقط على الزيوت المعتمدة والمعروفة والحصول عليها من التوكيل الرسمى وتجنب شرائها من محطات الوقود أو المحال غير المعتمدة.

فيما عبر عماد فتحى عن مرارته من الخسارة التى تكبدها نتيجة استعمال الزيوت مجهولة المصدر، قائلا: «كالعادة أستعمل زيتا معتمدا وهو منتج عالمى وذات مرة كنت فى الطريق مع عائلتى إلى شرم الشيخ وفى الطريق اضطررت لتغيير الزيت وتوجهت إلى محل على جانب الطريق، ولم يكن لديه سوى زيوت سائلة ولا يوجد عليها أية بيانات، ونظرًا لضيق الوقت اضطررت للاعتماد عليها وكانت حرارة الجو مرتفعة وهو ما جعل الماتور لا يتحمل ذلك وتعرض وش السلندر للاحتراق بالكامل واضطررت لعمل نصف عمرة كلفتنى حوالى 8 آلاف جنيه».