الدوري الإنجليزي يكشف خريطة الموسم القادم بالكامل ويفجر مفاجآت بالجملة الصين تستدعي سفير ألمانيا بعد اعتقالات بتهمة التجسس لصالح بكين المقاولون العرب لإدارة المرافق تحصل على الجائزة الأولى في التشغيل والصيانة والتحول الرقمي بمنتدى مصر لإدارة الأصول بمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء.. الإفراج بالعفو عن عدد من النزلاء المحكوم عليهم بعثة الزمالك تصل غانا لمواجهة دريمز في الكونفدرالية الأهلي يخسر أمام الترجى 21-25 في نصف نهائي الكؤوس الأفريقية لليد النائب عصام خليل: سيناء الفيروز ميراث الأجداد تبدد على رمالها مطامع الحالمين بايدن يعين مبعوثة جديدة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط نيجيريا.. أمطار غزيرة تهدم سجنا وتمنح نزلاءه فرصة ذهبية مصرع شخصين في حادثين منفصلين بالوادى الجديد مصادر فلسطينية: حماس وفتح ستعقدان لقاء الجمعة في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي بروتوكول تعاون لتنفيذ التطوير المؤسسي الرقمي لمجمع اللغة العربية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الدولة تنتفض لمحاسبة المسئولين عن حادث «قطار رمسيس»

السيسي يتوعد المتسببين في حادث «قطار محطة مصر»

مشاهد مأساوية يسجلها «رصيف نمرة 6».. وأصالة المصريين تكشفها الشدائد

المتسبب فى الفاجعة: «الجرار مشى إزاى أنا مش فاهم»

أحد أبطال إنقاذ المصابين: «مخفتش النار تاكلني»

الحادث المفج يحزن المصريين

أبى فبراير أن يلملم أيامه الأخيرة دون حزن، فقبل نهايته بيوم اكتسى الوطن السواد ألما على فراق 20 من أبنائه فى حادث تصادم مروع لجرار قطار بمبنى هيئة السكك الحديدية وأصيب خلاله أيضا ثمانية وعشرين شخصًا.

التفاصيل المؤلمة فى الحادث كشفتها النيابة العامة بعد ضبط المتهم الرئيس وهو سائق «جرار المناورة» فى الواقعة والتى كشفته كاميرات المراقبة، إذ تبين أن الجرار «رقم ۲۳۱۰» مرتكب الحادث أثناء سيره متجها إلى مكان التخزين تقابل مع الجرار «رقم 2305» أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، مما أدى إلى تشابكهما وحال ذلك دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادثة.

وترك قائد الجرار الأخير كابينة القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار وتوجه لمعاينة قائد الجرار الآخر «رقم 2305» الذى قام بالرجوع للخلف لفك هذا التشابك مما أدى إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث دون قائده وانطلاقه بسرعة عالية فاصطدم بالمصد الخرسانى بنهاية خط السير بداخل المحطة، فوقع الحادث الذى نتج عنه اندلاع النيران، وكان للقدر كلمته مع الضحايا الذين تصادف تواجدهم بمنطقة الحادث، متأثرين بالنيران التى أدت إلى احتراق أجسادهم وتفحمها من شدتها.

وكشف علاء فتحى، سائق القطار المتسبب فى الحادث، كواليس الواقعة، قائلا إنه يعمل بهيئة السكك الحديدية منذ 26 عاما، وتابع: «لا أسوق القطار لمسافات طويلة، ولكنى أقود الجرارات من الورشة إلى المحطة والعكس».

وأضاف فتحى، أثناء عملى المعتاد وفى تقاطع فى السكة الحديد اصطدم بى جرار آخر، واستكمل: «الجرار التانى كان بيخبط فيا.. واحد كان موجود فى الجرار اللى خبط فيا والمفروض اتنين، لأن لو التانى كان موجود كان نبههن ولفت سائق القطار إلى أنه ترك الجرار ونزل للسائق الآخر لعتابه على ما حدث، وأثناء حديثهما ترك القطار بمفرده واصطدم بالمحطة، وعبر عن أسفه بقوله: «أنا لما نزلت قلت له أنت غلطان وهو بيقول لى أنت غلطان.. الجرار مشى إزاى أنا مش فاهم»، فيما أمرت النيابة العامة بحبسه على ذمة التحقيقات.

من رحم المأساة تولد البطولات

فور اندلاع الحادث توجهت قوات الحماية المدنية بالقاهرة إلى محطة القطارات ونجحت خلال وقت قصير فى إخماد النيران التى اشتعلت جراء انفجار خزان الوقود فى الجرار، ودفعت بـ10سيارات إطفاء إلى محيط المحطة مما ساعد على السيطرة على النيران، كما سارعت سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى مستشفيات الهلال والقبطى، والسكة الحديد، ومعهد ناصر، وشبرا العام، والحلمية العسكرى، ودار الشفاء، وقررت النيابة العامة ندب لجنة من خبراء الطب الشرعى لمناظرة الجثامين وأخذ عينات البصمة الوراثية DNA نظرًا لتفحم الجثامين وعدم التوصل لتحديد هوية كل منهم.

«الزمان» وصلت إلى مكان الحادث عقب وقوعه، وكان المشهد مروعا حيث تناثرت الجثث فى كل جانب، مع تفحم العديد منها، وروى أحد فريق الإنقاذ تفاصيل ما حدث قائلا: «وصلنا لمكان الحادث الساعة التاسعة ونصف وسط ازدحام شديد، والمشهد كان مأسوى جثث الضحايا فى كل مكان وآخرين يركضون والنيران مشتعلة فى أجسادهم».

محمد على أحد المواطنين الذين ساعدوا فى إنقاذ ضحايا الحادث قال لـ«الزمان»: «أثناء مرورى بالمحطة فوجئت بالانفجار وشاهدت سيدة أمسكت النيران بجسدها، فقمت على الفور بخلع الجاكت وجريت نحوها وحاولت إطفاء النار المشتعلة بها»، وأكد المواطن أن لم يكن الوحيد الذي ساعد في إنقاذ الضحايا بل كان معه عدد من المارة وعمال بالهيئة، وتابع: «واحد كان مسافر ومعاه بطانية طلعها وبدأ يجرى على الناس، وكل واحد على قد ما يقدر حاول ينقذ روح لكن الموقف كان فوق طاقة الكل».

وليد مرضي حسن، عامل بالمحطة ساعد في إنقاذ المصابين فور انفجار خزان الجرار على رصيف المحطة، فسارع بالتقاط جردل مياه وتوجه نحو بعض ممن امتلكت النيران أجسادهم لينقذهم من الموت، حتى أن أحدهم احتضنه بعدما انتشله حسن من الهلاك، وكشف لنا البطل حالته في تلك الثواني المعدودات الفارقة في حياته قائلا: «مخفتش النار تاكلني أو يحصلي حاجة، واتعاملت بالفطرة».

وبعد انتشار الأنباء عن الحادث على صفحات السوشيال ميديا، سارع العديد من المواطنين إلى المستشفيات للتبرع بدمائهم في سبيل إنقاذ المصابين، وشهد قسم التبرع بالدم في جمعية الهلال الأحمر المصري، تكدسًا شديدًا استمر حتى حلول الخامسة مساء ذلك اليوم وتم توفير جميع فصائل الدم، وهو ما يظهر شهامة المصريين وقت الشدائد.

المشهد داخل مستشفى الهلال، امتزجت فيه آلام بفرحة النجاة من الموت.. هدى شعبان إحدى المصابات بالحادث كانت تجلس في إحدى الغرف تتلقى الرعاية الطبية، وروت تلك اللحظات الفاصلة في حياتها، قائلة إنها توجّهت صباحا إلى محطة قطار السكة الحديد برمسيس وخلال وجودها على الرصيف في طريقها للقطار المتجه إلى الإسكندرية، وسمعت انفجارا هائلا وموجة نيران كبيرة تأتي باتجاهها ويخرج من أسفلها مواطنون محترقون.

وأصيبت هدى بحالة من الذعر، خاصة بعدما وقع أمامها أشخاص توفوا من شدة احتراقهم، وفقدت الوعي من هول المنظر، وتضيف: «أنا فوقت وأنا بصرخ في المستشفى، ولقيت الناس عمّالين يهدّوني، وحاسة إني شامة ريحة جسم الناس اللي اتحرقت لحد دلوقتي».

وتوافد خلال تواجدنا بالمستشفى فريق من النيابة العامة لسماع أقوال المصابين، وقال إحدهم إنه أثناء انتظاره القطار على الرصيف «رقم 6» فوجئ بدخول الجرار بسرعة كبيرة ولم يستطيع الفرار والهرب، وشاهد اصطدام الجرار بالرصيف وبعدد من المواطنين واشتعلت النيران بسرعة والتهمت عددا من الأشخاص، وتابع المصاب: «مش مصدق اللى حصل.. الحمد لله ربنا نجانا»، وعلى سرير آخر بكى أحد المصابين حزنا على أقاربه الذين شاهدهم والنار مشتعلة بأجسادهم بينما وقف عاجزا عن مساعدتهم.

المسؤولون يتابعون.. والسيسى يتوعد

وفى الحادية عشرة صباحًا، اختلف المشهد داخل المحطة، وخُمدت النيران، ونُقل الضحايا والمصابون إلى المستشفى، بينما انتشرت قوات الأمن فى المكان، وفرضت كردونا أمنيا حول الجرار المنكوب، ووصل إلى موقع الحادث كبار رجال الحكومة على رأسهم الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والدكتور هشام عرفات وزير النقل والمواصلات والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وغادة والى وزيرة التضامن واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة.

وبحث مدبولى مع وزير النقل الدكتور هشام عرفات تداعيات وأسباب الحادث، قبل أن ينتقل لتفقد الضحايا بالمستشفيات، وتعهد في كلمة مقتضبة بمحاسبة المسؤولين عن الحادث، قائلا: «انتهى عصر السكوت على من يتقاعس عن أداء واجباته تجاه المواطن المصرى.. ولن نتهاون أو نتساهل إزاء أي إهمال في مثل هذه الحوادث»، ووجه بتشكيل لجنة متخصصة على أعلى مستوى للوقوف على أسباب الحريق.

وبعد الجولة الحكومية، تقدم الدكتور هشام عرفات وزير النقل باستقالته للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الذى قبلها، فى المقابل أمر النائب العام المستشار نبيل صادق، بفتح تحقيق عاجل فى الحادث، وتولى فريق من نيابة الأوزبكية معاينة موقع الحادث اصطدام وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وبعد مرور ساعات قليلة كشفت النيابة العامة تفاصيل الحادث.

ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين بحادث محطة مصر ورعاية المصابين، مقدمًا خالص التعازي لأسر الضحايا والمصابين، وبدوره أعلن مجلس الوزراء صرف تعويضات 80 ألف جنيه لأسرة كل ضحية و25 ألف جنيه لكل مصاب، وفي هذا السياق أوضحت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن، أن هناك حساب إغاثة للدولة لتقديم التعويضات للمصابين التى يقررها الكومسيون الطبي، مؤكدة أنه سيتم إجراء اللازم لاستخراج معاش استثنائى لأسر ضحايا الحادث، لكنها استدركت بقولها: «مافيش حاجة تعوض حياة إنسان مصرى راحت».

وانتقلت وزيرة الصحة إلى معهد ناصر عقب تفقدها موقع الحادث برفقة رجال الحكومة، وتابعت تقديم الرعاية الطبية للمصابين، وكشفت أن حالات الإصابة ما بين كسور وحروق شديدة، لافتة إلى أن بينهم حالات خطيرة، وفى الوقت نفسه تم توفير الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات لسرعة تقديم الرعاية الصحية.

على جانب آخر، قدمت عدة دول تعازيها لمصر قيادة وحكومة وشعبا، من بينها الكويت والسعودية والإمارات والبحرين، وعدد من الدول العربية، كما عبرت أيضا عدة دول غربية عن حزنها بسبب الحادث الأليم من بينها بريطانيا والسويد وكندا، ليفربول ينعى ضحايا حادث قطار محطة مصر، وكان في طليعة المعزين من الرياضيين اللاعب الدولي محمد صلاح، كما تقدم أيضا ناديه ليفربول الإنجليزى بواجب العزاء فى بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وشاطره المواساة أيضا نادى «إى سي روما» الإيطالى.

موضوعات متعلقة