رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

سماء عربية

الحرية المنفلتة والحرية المسئولة

 

ما نطاق حرية الكاتب؟

وهل من حقه أن يكتب ما يشاء دون رقيب؟ أم أن وجود الرقابة مهم، ويمثل رمانة الميزان بالنسبة لأمن المجتمع الثقافى؟

كانت هذه التساؤلات محور نقاش فى جلسة ضمتنى وبعض الأصدقاء من أرباب القلم، بعضهم تحمس للحرية غير المحدودة التى يجب أن تتاح للكاتب أو المبدع، وبعضهم شاركنى الرؤية فى ضرورة التفرقة بين الحرية المنفلتة والحرية المسئولة، فالحرية المنفلتة تؤدى إلى خراب المجتمع لأن الكاتب يتجاهل باسمها قيم مجتمعه ويعتدى على حرية معتقد غيره، وعلى العكس فإن الحرية المسئولة تجعل الكاتب رقيبًا على عمله من خلال مراعاته لقيم مجتمعه وثوابته.

والواقع أن هناك خلطًا لدى بعض من يدعون الانتساب إلى الإبداع والفكر بين الحرية والخروج عن القيم والآداب العامة، حيث يرون أن من حقهم التعبير عن الجنس – مثلًا - بأى طريقة يرونها، حتى ولو كانت فجة تشيع الفحش فى المجتمع، كما يبررون باسم حرية الرأى هدم ثوابت الأمة، والطعن فى مقاصدها ورموزها.

وهؤلاء يتناسون أن الحرية وجدت أساسًا لخدمة المجموع قبل خدمة الفرد، وليس من الحرية أن يعتدى أحدهم على معتقدات الآخرين ولو خالفت معتقده، فحرية الفرد تنتهى عند حدود حرية غيره.

أتمنى من يروجون لدعوات الحرية المنفلتة أن يدركوا هذه الحقيقة، وأن يصححوا مسار فكرهم.

ويا أيتها الحرية كم من المهازل ترتكب باسمك!