رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

في عيدها.. أمهات في «ضهر الدولة»

نساء يخوضن معركة التنمية والاستقرار

«الزمان» ترصد نماذج لأمهات بـ100 راجل

8 وزيرات فى كتف الرئيس

أمهات الشهداء مستمرات فى التضحية

ونكشف أيضا: أمهات لا تعرف «العيد».. ومطالبهن من رئيس الجمهورية.. ودور الدراما فى تجسيد معاناتهن

حل علينا عيد الأم الذى يتعامل معه المصريون بمختلف طبقاتهم كأحد أبرز الأحداث على الساحة طوال العام، للتأكيد على الدور الريادى الذى تلعبه الأم فى مختلف المواقع سواء كانت ربة منزل أو موظفة وصولا إلى ما أصبحت عليه فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى كـ«وزيرة» بعد أن وصل عدد الوزيرات فى الحكومة إلى 8 سيدات، وهى المرة الأولى التى تحدث فى تاريخ مصر الحديث، بما يؤكد على قوة المكانة التى تتمتع بها المرأة المصرية لدى الرئيس، ويمر هذا الحدث كل عام بحلاوته ومرة، تاركا وراءه أوجاع أم الشهيد التى لا تزال تبكى على فقدان ابنها، كذلك الانتصارات التى حققتها المرأة فكانت القوة الدافعة للعملية السياسية بمختلف المواقع، وعلى ضوء هذا ترصد «الزمان» وفى السطور التالية انتصارات الأم فى عيدها ومطالبهن من الرئيس كما نلقى الضوء على معاناة بعضهن أملا فى تغيير الواقع للأفضل، إلى جانب الدور الحيوى الذى تقوم به وزيرات مصر إلى جوار الرئيس فى معركة التنمية.

8 وزيرات فى كتف الرئيس

لم يكن التحدى سهلا حتى وافقن عليه بشجاعة الرجال، وللمرة الأولى يصل عدد الوزيرات فى حكومة مصرية إلى 8 وزيرات، وقد استطعن اختراق ملفات لم يقترب منها أحد من قبل، فكانت القرارات الشجاعة من نصيبهن، وهو ما يعتبر تكريما للأم المصرية فى عيدها.

الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى وهى من أقدم وزيرات المجموعة الحالية وقد تولت مهام منصبها فى حكومة المهندس إبراهيم محلب الأولى والثانية ثم حكومة شريف إسماعيل وصولا إلى الدكتور مصطفى مدبولى، وقد استطاعت خلال فترة قصيرة أن تتبنى عددا من القضايا الهامة فيما يخص أطفال الشوارع والمشردين وتفعيل مبادرات أطفال بلا مأوى، ومؤخرا تبنت حملة «أنت أقوى من المخدرات» والتى حققت نجاحا ملموسا على أرض الواقع فى مكافحة إدمان المخدرات إلى جانب حملة الكشف على تعاطى المخدرات، ودورها فى مكافحة إدمان سائقى حافلات المدارس.

الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، وينظر إليها البعض بأنها صاحبة تجديد خطة الإصلاح الإدارى للدولة، وقد اقتحمت هذا الملف بقوة لإصلاح فساد منظومة الهيكل الإدارى، كما تبنت تفعيل مواد قانون الخدمة المدنية، إلى جانب توليها الإشراف على مهمة حصر العاملين بالدولة، وهو ما يجعل مهمتها ثقيلة خاصة أن ما تسعى لإنجازه فى شهور لم يتمكن آخرون من إنجازه فى سنوات.

الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتى لقبت بالوزيرة «السوبر هيرو» بعد توليها مهام وزارتين عقب دمج التعاون الدولى مع الاستثمار، وقد استطاعت تحقيق طفرة خلال سنوات عملها التى امتدت من حكومة شريف إسماعيل وحتى مصطفى مدبولى، إذ تم الانتهاء من قانون الشباك الواحد وتفعيله للعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، إلى جانب افتتاح وتدشين عدد آخر من مناطق الاستثمار الحر داخل البلاد لدعم مناطق مثل الصعيد، وتحظى نصر بثقة القيادة السياسية.

الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان وهى آخر الوزيرات المنضمات للحكومة الجديدة، وتعاملت مع ملف «فيروس سى» ولجان الكشف فى المحافظات بشكل محترف بحسب وصف الخبراء بما ساهم فى إنجاح الحملة خلال وقت قصير، إلى جانب جولاتها المستمرة بالمحافظات وحملات المرور المفاجئة على المستشفيات.

الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة فى حكومتى المهندس شريف إسماعيل والدكتور مصطفى مدبولى، ولأنها تنتمى إلى الطبقة المثقفة وعاشت سنوات طويلة بينها خلال فترة عملها بالأوبرا المصرية فقد استطاعت تذليل العقبات التى واجهت تلك الطبقة وإحياء الأنشطة الثقافية من جديد وبث الروح فى قصور الثقافة على قدر الإمكانيات المتاحة.

رانيا المشاط، وزيرة السياحة وواحدة من الوزيرات النشيطات على مواقع التواصل الاجتماعى بفضل التحركات المكوكية فى الداخل والخارج لإحياء السياحة المصرية من جديد وعودتها لما كانت عليه قبل سنوات، وتبنت المشاط عددا كبيرا من المبادرات لتنشيط السياحة المصرية فى عواصم العالم الغربى.

نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة والتى ما أن تظهر أزمة لأحد المصريين بالخارج إلا وتجدها أول المتواجدين فى الصورة، فلا تترك مناسبة لجالية مصرية بالخارج إلا وتشاركهم فيها، ودائما ما تتحرك بشكل مستمر للبحث عن حقوق المصريين فى الخارج، بل وتتبنى بعض الأفكار البناءة الخاصة بأبناء الجاليات المصرية وتدعمها سياسيا.

الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، وقد استطاعت خلال فترة قصيرة لفت نظر القيادة السياسية نظرا لخبراتها الطويلة فى مجال البيئة والتنمية المستدامة واقتحمت ملفات عديدة منها «مكامير الفحم» وتلوث المصانع وغيرها من الملفات الشائكة، ويرى خبراء أن ملف البيئة سيشهد طفرة خلال الفترة المقبلة.

الست المصرية.. أم الشهيد والضابطة والمستشارة

الشهيدة العميدة نجوى الجيار، أول شهيدة فى الشرطة النسائية بتاريخ وزارة الداخلية، كانت تحفز ابنها النقيب محمود عز على مواجهة الخارجين عن القانون، ولا تدرى أنها ستحصل على رتبة «شهيدة» لتكون أول سيدة تحصل على هذه الرتبة بوزارة الداخلية.

العميدة نجوى الجيار التى ولدت سنة 1963 وتخرجت من كلية الشرطة 19877، عملت بالعديد من المواقع الشرطية، وصولا إلى تصاريح العمل بالإسكندرية.

وتم تكليف الشهيدة العميدة نجوى الجيار لتشارك فى تأمين الكنيسة المرقسية ضمن الشرطة النسائية، لتلقى مصرعها هناك وتسجل اسمها فى قوائم الشرف.

العميدة ناهد الواحى أول ضابطة شرطة مصرية تلتحق بقوات حفظ السلام

هى العميدة ناهد الواحى أول ضابطة شرطة تعمل بقوات حفظ السلام تخرجت فى كلية الشرطة دفعة 1988، وعقب تخرجها من كلية الشرطة عملت فى مصلحة الجوازات لمدة 25 سنة، ثم مكافحة العنف ضد المرأة ومنها لإدارة التخطيط.

التحقت بقوات حفظ السلام لعام 2014/2015، فى دولة المغرب، وكانت فى مهمة للصحراء الغربية فى إقليم العيون، وعملت رئيس مكتب البوليس المصرى، وكانت تنظم جدول الخدمات وتشرف على برنامج الزيارات بين المغرب والجزائر.

وكانت الواحى تعيش فى مخيمات فى جو صحراوى، قاسى البرودة وشديد الحرارة، ولكنها لم تعبأ بجميع هذه الظروف الصعبة، أملا فى نجاح المهمة، وكانت لا ترى الظروف ولا تشعر بها، ولا ترى أمامها سوى اسم بلدها مصر حريصة على أن تكون نموذجا مشرفا لبلدها فقد كانت مضرب المثل فى الالتزام والجدية، وكانوا يلقبونها بـ«المصرية»، وساهمت فى حل كل مشاكل البسطاء من المواطنين هناك، وعاشت أجواء صعبة، حتى أنها قالت فى تصريحات لها إنها مستعدة للعمل فى أى مكان تحت اسم هذا الجهاز الذى تحبه وهو الشرطة النسائية.

 المستشارة أمانى محمد بدر الدين الرافعى رئيس هيئة النيابة الإدارية

عيُنت المستشارة أمانى محمد بدر الدين الرافعى، رئيسا لهيئة النيابة الإدارية، بالقرار الجمهورى رقم 281 لسنة 2018 اعتبارا من 1 / 7 /2018، خلفا للمستشارة فريال قطب والتى صدر القرار الجمهورى رقم 282 / 2018 بمنحها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديرا لجهودها وبمناسبة اكتمال عطائها.

 وحصلت المستشارة أمانى الرافعى على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق بجامعه الإسكندرية بتقدير جيد جدا عام 1971، ثم حصلت على درجة الماجستير فى القانون العام من ذات الكلية عام 1973، وتم تعيينها بوظيفة مساعد نيابة إدارية عام 1975، إذ عملت بالعديد من النيابات الإدارية بمحافظة الإسكندرية، حتى تم اختيارها للعمل بالمكتب الفنى بالإسكندرية عام 1988، ونظرا لتميزها فقد تم اختيارها للعمل بالمكتب الفنى لرئيس الهيئة عام 1994، إذ تولت بعدها إدارة العديد من النيابات الإدارية بالإسكندرية اعتبارا من عام 2006 وهى نيابات الإسكندرية القسم الخامس، ونيابة النقل ونيابة التعليم، وفى عام 2011 تولت منصبها كوكيل لمكتب فنى الإسكندرية ثم وكيلا لفرع الدعوى التأديبية بالإسكندرية، ليتم اختيارها فى مارس 2018 وكيلا للمكتب الفنى لرئيس الهيئة للطعون.

 وبتولى المستشارة أمانى منصبها كرئيس لهيئة النيابة الإدارية اعتبارا من 1 يوليو 2018، تصبح خامس سيدة تتولى منصب رئيس هيئة قضائية مصرية.

الست المصرية.. الحاجة غالية أم الشهيدين

الحاجة غالية من مواليد 1914، وتم تكريمها خلال احتفالية يوم الشهيد.

والحاجة غالية أم لشهيدين، الأول محمود عبدالمعطى السيد، واستشهد فى حرب اليمن عام 1962 بانفجار لغم أرضى، والآخر طيار نال الشهادة فى تفجير طائرته فى إحدى الطلعات الجوية التدريبية، وهى من مواليد محافظة المنوفية شمال القاهرة، وأنجبت 14 ابنا، لم يبقَ منهم على قيد الحياة إلا ولدان وبنت تتراوح أعمارهم بين 60 و70 عاما، وتوفى زوجها عام 1985 وتركها تتحمل المسؤولية وحدها.

و دار بين غالية والرئيس السيسى حوارا، إذ قالت للرئيس «مش محتاجة حاجة غير إنى أشوف البلد بخير، وأنتم كويسين».

أمهات لا تبالى بعيد الأم

فى ظل تطلع المصريين إلى نوع الهدايا التى سينالون بها الجنة منذ الولوج إلى شهر مارس الذى يُعرف بشهر المرأة، إذ يكتظ بالمناسبات التى تخص المرأة والتى تعد أبرزها يوم الحادى والعشرين من مارس وهو يوم عيد الأم، هناك فى الوقت ذاته أمهات لا يعرفن عن عيد الأم إلا اسمه، ولا عن الاحتفال به إلا رسمه.

فها هى صاحبة عربة كبدة مكافحة وصحفية مجتهدة، وبائعة شاى تجاوز عمرها الستين، وعاملة فى البيوت.. قصص واقعية رصدتها «الزمان» لسيدات تربعن على عرش الأمومة والكفاح بجدارة، إذ فرضت عليهن الحياة خوض معركة الكفاح من أجل البقاء.

«اللى مكتوب على الجبين لازم تشوفوا العين»، مثل شعبى وصفت به «توحة . أ. م»، بائعة خضار بإحدى قرى القليوبية، ما صادفته فى حياتها من مشقة وتعب، فتقول: «متزوجة ولى عدة أبناء، أستيقظ فى الصباح الباكر يوميا لوضع أقفاص الخضروات سواء كانت كوسة أو خيار أو بطاطس أو طماطم.. إلخ».

وأضافت توحة، لـ«الزمان»: «زوجى رجل مريض ولا بد أن أبذل قصارى جهدى لأوفر ثمن لقمة العيش لأبنائى، ولدى ابنة كما يقولون على وش جواز، تحتاج لأموال كثيرة من أجل شراء مستلزمات العرائس»، موضحة: «جهاز العروسة خراب بيوت، إحنا هنجيب منين، بضطر كل يوم أروح من الشنينش – مكان بيع الخضار بالجملة- الساعة 10 أو 11 بالليل، علشان أصحى الساعة 6 الصبح أفرش البضاعة وأبيعها».

فراشة أنثوية تتصدى لذئاب بشرية

ينظر المجتمع الشرقى دائما بطريقة دنيا للمرأة المطلقة، ملقين عليها بالملامة دون تحمل الرجل أى ذنب وإن كان فاحشا، وتستعرض جريدة «الزمان»، قصة طفلة مطلقة، واجهت ذئاب الحياة البشرية بكل حزم وقوة، إنها «صباح. ع. إ»، التى حين بلغت الـ13 عاما من عمرها، كانت كالوردة المتفتحة فى فصل الربيع، لكنها قطفت وسقطت أوراقها بسبب عُرف الأرياف السائر حينذاك، بأن الفتيات يزوجن وهن صغار.

وأشارت صباح إلى أنها تزوجت حينما كانت صغيرة من أحد معارف والدها، وبعد سنوات معدودة 3 أعوام تقريبا، طلقها زوجها لعدم قدرة الطفلة الصغيرة على الإنجاب، قائلة: «كان أهلى خايفين عليا ويعتبر دفنونى بالحياة، منعونى من التعليم وفكروا إن الزواج أفضل ليا، وبعد اللى حصلى قررت إنى ما استسلمش وأعتمد وأصرف على نفسى».

وأوضحت: «افتتحت مشروعى الخاص بنفسى، بدأته من كرتونة فاكهة بالسوق، حتى نمت تجارتى بتوفيق الله وفضله وأصبحت صاحبة محل، وعرفنى الزبائن وأصبحوا يأتون لى مخصوصا من أماكن بعيدة ليشتروا من بضاعتى».

وأكدت أنها واجهت الكثير من المآسى الخاصة بتلك المهنة، التى وصفتها: «دى شغلانة مش ساهلة لازم يكون ليكى خربوش علشان تسلكى فيها»، موضحة سبب اختيارها لهذه المهنة دون غيرها: «أهلى مش علمونى ودى الحاجة الوحيدة اللى مش محتاجة ورقة وقلم ولا كومبيوتر أو أتكلم زى الأجانب فيها، شغلانة للناس الغلابة، أينعم فيها شقى وتعب بس مافيش حلاوة من غير نار».

سيدة بـ100 راجل

«هذا من فضل ربى».. «بانيه بالبقسماط والحلوة عليها أقساط»، كلمات تراها لدى مرورك من أمام إحدى عربات الكبدة فى الجيزة، التى تملكها «سناء. ع.ع»، المعيلة لولدين وطفلة صغيرة، تركهما لها زوجها بعد انفصاله عنها دون أن يأبى لمصاريف احتياجاتهم المعيشية.

وتقول سناء: «تركنى مكسورة الجناح وذهب بعيدا، ألقى لى بالأطفال فى الشارع ولم يكلف نفسه حتى بتوفير مأوى أو مكان نسكن فيه، أهلى الله يسامحهم شافوا إن هو ده المناسب ليا، بس للأسف طلع عينيه زايغة، يالا الله يسامحه».

28  عاما من الكفاح فى بلاط صاحبة الجلالة

تعافر فى مجال الصحافة منذ أن كانت بكلية الإعلام، قبل تخرجها عام 1990م، أنجبت.. وربت.. وتعلمت، إنها الأستاذة سامية عبدالقادر، محررة الفن بإحدى الصحف الورقية، التى واجهت العديد من الصعوبات والأزمات منذ بداية تعلمها وحتى التحاقها بالعمل الصحفى.

وتقول الأستاذة سامية، لـ«الزمان»: «واجهتنى صعوبات عدة أثناء دراستى، فكنت أبذل قصارى جهدى لجعل المعلومة تثبت فى رأسى، وحين عملت فى بلاط صاحبة الجلالة، لأول مرة بذلت مجهودا شاقا وكم من مرة أنسق موعدا مع مصدر ما لإجراء حوار لكن كان الأمر لا ينجح لظروف معينة من قبل المصدر نفسه».

وأضافت: «لكننى لم أيأس قط، بل واشتريت كاميرا فوتغرافية أيضا بالتقسيط، وظللت أدرب نفسى عليها كى أتكفل بتصوير حواراتى وتقاريرى الصحفية بذاتى، حتى حصلت على عضوية نقابة الصحفيين بعد 15 عاما من الكفاح، والآن أنا أعمل منذ 28 عاما ومازلت مستمرة».

وأوضحت: «تزوجت ولم أتكاسل عن عملى وأنجبت عمرو، الذى تخرج حاليا فى كلية دار العلوم ويقضى خدمته بالجيش، كان متمرسا من قبل مهنة الصحافة وتقلد رئيس قسم الثقافة بأحد المواقع، وأنجبت أيضا ابنى أكرم، الذى تخرج فى كلية الحقوق، لكنه يهوى الكتابة والتمثيل والإخراج، لذا سيتقدم لمعهد الفنون قريبا».

«أم أميرة».. ورثت المكان عن والدتها.. «مبحسش بحاجة اسمها عيد أم»

أمام المخبز الآلى بميت عقبة، جلست أم أميرة بائعة الليمون البالغة من العمر 43 عاما، لتكمل مسيرة والدتها التى كانت تفترش هذا المكان لبيع الخضروات من قبل.

قالت أم أميرة: «عندى بنتى الكبيرة أميرة متجوزة، وابنى التانى أدهم عنده عشرين سنة، والصغير عنده 7 سنين، بدأت العمل فى المنازل ولا زلت، وبعد أن توفيت أمى بائعة الخضار جلست مكانها هنا أمام المخبز الآلى بميت عقبة، لأبيع الخضار والليمون علشان أأكل عيالى وأربيهم لأن أبوهم أكثر أيامه فى السجون، حيث سجن 3 سنوات فى قضية بلطجة وهيخرج بعد 5 أشهر».

واستطردت: «طول عمرى شقيانة على عيالى، تعبت من شغل البيوت وتعبت من الكفاح فى الشارع، أنا لا عندى عزال ولا عندى فرش ولا غطى، وعلشان أأكل ولادى وأعلمهم وأود اللى فى السجن أنا نمت على الأرض فى أوضة تحت السلم».

ووجهت رسالة للمسؤولين بأن يقدموا يد المساعدة لها ولكل من يعيش مثل هذا الظروف، فهذا أجدى لهم من الصور والشكليات التى نراها فى عيد الأم، قائلة: «لو أمكن يساعدونا ياريت، أو يجيبوا لنا حاجة تساعدنا على الوقت الراهن خصوصا وإن قرشنا قليل وشغالين فى البيوت رغم إننا كبرنا وعجزنا وتعبنا على عيالنا».

وعن عيد الأم الذى يحتفل المصريون بذكراه، قالت أم أميرة «مبحسش بحاجة اسمها عيد أم، العيد زى الأيام العادية، لو عيل جالى بهدية بفرح وأحس بعيد الأم، ولو محدش جه مبزعلش لأنى مقدرش أضغط عليهم، لإنى من ساعة وفاة والدتى ووالدى مبحسش بالأعياد ومش فارقه معايا عيد من غيره، أنا عايشة علشان أأكل عيالى وبس».

عمرها63.. تبيع الشاى فى الشارع من 28 سنة.. وتربى ولاد ابنتها المطلقة

تكافح منذ 28 عاما فى الشارع، لتجد ما تسد به رمق أبنائها وتروى به ظمأهم، بدأت ببيع القصب، ثم تبعته ببيع الذرة، ثم بعد ذلك استعانت ببيع المشروبات الغازية، وحاليا تعمل بائعة للمشروب الأكثر استخداما فى مصر وهو «الشاى».

بدأت كلامها: «بقالى 28 سنة فى الشارع بكافح، كان عندى 4 أولاد، واحد توفى وهو البكر الكبير، ومعايا دلوقتى 3، ولدين وبنت، الولدين فيهم واحد شغال والتانى مش شغال، وبنتى اتجوزت واتطلقت واتجوزت مرة تانية، وسابت لى عيالها ولد وبنت أنا اللى بربيهم».

وعن عيد الأم قالت: «إحنا لا نعرف يعنى إيه عيد أم ولا عيد أب، دا أنا كان ليا معاش 300 جنيه قطعوه من 6 أشهر، أنا كنت باخد المعاش 7 جنيه فى الأول.. لحد ما وصل 290 جنيه كنت باخدهم من 6 شهور قبل ما يقطعوه، ودلوقتى كل شهر أروح أسأل يقولولى المعاش موقوف».

أرملة من 5 سنين.. وتعمل فى خدمة البيوت: «ولادى خرجوا من التعليم علشان مقدرتش أكمل معاهم»

أم عماد هى قصة أرملة منذ 5 سنين، لديها 5 أبناء تسعى إلى تربيتهم، «عماد» الكبير 17 سنة، وطارق 14 سنة، وملك 13 سنة ويوسف 5 سنين، ودنيا 21 سنة.

تقول أم عماد «أنا باخد معاش 450 جنيه على الرغم إنى مأجرة شقة بـ500 جنيه، فلازم أطلع أشتغل فى البيوت علشان أربى أولادى.. بفضل قاعدة هنا طول النهار على تليفون، حد يتصل بيا لو فى سجادة أغسلها أو شوية مواعيين والحمد لله ماشية بالستر».

وعن إحساسها بعيد الأم، قالت أم عماد «اليوم ده بيبقى يوم حلو أوى علشان أولادى بيلموا بعض، وكل واحد بيقول للتانى هتجيب إيه؟ ويقرروا الهدايا اللى هيجيبوها لى».

وتابعت: «عايزة عيالى يكونوا كويسين ومش محتاجين حاجة، كان فى 2 من أولادى بيتعلموا.. لكن وقفوا عند 2 إعدادى لإنى مقدرتش بصراحة أكمل».

مطالب الأمهات من الرئيس السيسى فى عيد الأم

 عبير محمد إحدى أولياء الأمور، كل طلباتها من الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يتم الرفق بأولياء الأمور وذلك من أجل وقف استغلال جشع المدارس الخاصة والدولية واستنزاف الأسر المصرية، بالإضافة إلى تطوير المناهج الدراسية بدلا من المناهج الحالية التى تعتمد على الحفظ والتلقين، على أن يتم الاستعانة بمناهج جديدة تعتمد على الفكر والابتكار والإبداع، كما طالبت بالتركيز والاهتمام بتطوير المدارس الحكومية وبالبنية التحتية الخاصة بها والكثافة العالية للفصول، مؤكدة أن المعلم هو أساس العملية التعليمية والاهتمام به وتوفير حياة كريمة له من أهم عوامل نجاح المنظومة التعليمية، ولا بد أن نراعى عوامل كثيرة فى اختيار المعلم والفئة العمرية التى سيقوم بالتدريس لها.

ولكن نجلاء محمد كان لها مطلب آخر، إذ كانت طلباتها من الرئيس عبدالفتاح السيسى تتمثل فى انخفاض أسعار السلع الاستهلاكية فالطبقة المتوسطة انعدم وجودها عقب تحريك سعر الجنيه، فبات كل شيء فى تزايد مستمر وبشكل يومى، فلا فرق بين موظف ودكتور بالجامعة، فأصبحنا فقراء وأغنياء، فالذى يتقاضى راتب 30 ألف جنيه شهريا هو الشخص الوحيد الذى بات يستطيع أن يتأقلم مع الوضع الراهن بجانب أن الجميع يتحدثون عن الزيادة المترقبة بهذا العام، ولكننا نأمل من الرئيس أن ينطر إلى الأمهات بعيدهن، فانخفاض الأسعار هو الأمر الوحيد الذى يفرح قلب الأمهات، كى يستطعن الإنفاق على أطفالهن وجلب ما يريدن من مستلزمات الحياة والمدارس ووسائل الموصلات وغيره من مستلزمات الحياة اليومية.

أما صفية عبدالنبى إحدى السيدات المقيمات بمحافظة الجيزة، فطالبت الرئيس السيسى بأن يتم توفير شقة سكنية لها، إذ يبلغ عمرها واحدا وخمسين عاما، ورفضت وزارة الإسكان طلبها للحصول على وحدة سكنية نظرا لأن سنها يتعدى الخمسين عاما وفقا شروط التقديم، مشيرة إلى أنها تعيش هى وأسرتها فى منزل عائلى برفقة زوجها وأمه وأخوته، وعملت طوال السنوات الماضية بائعة مناديل وحلويات بمحطات المترو وغيرها من المواقف العمومية بميدان الجيزة.

الأم فى الأعمال الفنية

اشتهر عدد كبير من الفنانات بتجسيدهن دور الأم فى الأعمال الفنية، فلا ينسى أحد دور «ماما نونة» وهى الشخصية التى جسدتها الفنانة الراحلة كريمة مختار فى مسلسل «يتربى فى عزو»، ولا الفنانة أمينة رزق أشهر من جسدت دور الأم فى تاريخ السينما المصرية، وغيرهما الكثيرات.

وتحدثت الناقدة ماجدة موريس عن أهم الأعمال الفنية التى ركزت على دور الأم فى تصريحات خاصة لـ«الزمان» قائلة: «الأعمال التى تناولت الدور الذى تلعبه الأم فى حياة أسرتها كثيرة، سواء كان العمل الفنى يركز فقط على شخصية الأم وما تعيشه من أحداث كبطلة للعمل أو أن يركز على دور الأم فى ضوء الأحداث، وعلى رأس الأفلام السينمائية التى قدمت عن الأم فيلم (بداية ونهاية) للمخرج صلاح أبو سيف، وفيلم (الحرام) لفاتن حمامة والمخرج هنيرى بركات، وفيلم (الحفيد) لكريمة مختار و(أم العروسة) لتحية كاريوكا، وقطاع الإنتاج بالتليفزيون أنتج مسلسلا رائعا وهو(أم مثالية) لإنعام محمد على».

وتابعت: «مجموعة كبيرة من الفنانات نجحن فى تقديم دور الأم أشهرهن فردوس محمد وسميرة عبدالعزيز وسميحة أيوب ومديحة يسرى وشادية، وإلى جانب المصريات هناك نجمات عربيات جسدن دور الأم بنجاح منهم الفنانة الكويتية حياة الفهد والسورية منى واصف وفنانات كثيرات من لبنان أيضا».

وعن الاهتمام بتناول دور الأم فى الأعمال الفنية قالت ماجدة موريس: «بعض الأعمال أصبح بها تهميش لدور الأم ولكن ليس كل الأعمال بدليل دور الأم فى مسلسل (أبو العروسة) لا يقل عن دور الأب إطلاقا، وهذا المسلسل أعاد مسألة الاهتمام بدور الأم والأب والتربية فى الدراما، وسبب تسمية المسلسل بأبو العروسة لأنه دائما يقال أم العروسة، ومن المسلسلات الحديثة التى اهتمت بدور الأم أيضا (الطوفان) وركز على الأم الجدة».

وقالت الفنانة حنان شوقى عن تهميش دور الأم بالأعمال الفنية فى تصريحاتها لـ«الزمان»: «حاليا انتشر مصطلح أعمال شبابية فى الوسط الفنى ولا أعلم على أى أساس ظهر لأنه مصطلح مغلوط، وأى عمل فنى لا بد أن لا يخلو من دور الأم والأب، وللأسف أصبح الاهتمام بدور الأم غير متواجد كثيرا ويهمش».

وتابعت شوقى: «الأعمال القديمة اهتمت أكثر بدور الأم سواء فى الدراما أو السينما، وقدمه عدد كثيرات من الفنانات بنجاح وأشهرهن الفنانة كريمة مختار وأمينة رزق ومديحة يسرى».

بدوره، صرح الكاتب والناقد السينمائى محمود قاسم بأن المرأة المصرية دائما ما كانت مكرمة فى السينما مثلما أخذت العديد من حقوقها فى الحياة الواقعية وأن أى كلام حول أن المرأة ما زالت لا تأخذ حقوقها فى المجتمع المصرى هو غير صحيح بالمرة، أما عن المرأة المصرية فى السينما فكانت دائما مثالا يحتذى به.

فعلى سبيل المثال فى الستينيات من القرن الماضى، المرأة كانت تظهر بمظهر المدير أو الطبيبة، فى فيلم (العيب)، و(مراتى مدير عام)، فالحياة بعد ثورة يوليو جعلت السينما تحول دور المرأة من ظهورها الدائم كعاهرة أو ما شابه إلى صاحبة موقف إيجابى.

وحول رأيه فى تصوير دور الأم فى السينما المصرية قال قاسم إن السينما المصرية قد أظهرت كافة أنواع الأمومة على الشاشة، فعلى سبيل المثال الفنانة نبيلة عبيد فى فيلم (المرأة والساطور)، فى نظر القانون هى مجرمة، قاتلة، ولكن قاتلة من أجل القيم الاجتماعية والأخلاقية التى تحاول الحفاظ عليها بعدما تعرضت ابنتها أكثر من مرة للتحرش من قبل زوجها.

وتابع حديثه قائلا إن السينما كانت تخرج الأم قوية الشكيمة، المسيطرة على مجرى الأمور فى البيت والمحاولة فى الحفاظ على رباط هذه الأسرة، وعن أفضل من قدمن دور الأم فى السينما قال إن السينما قدمت العديد والعديد من أنواع الأمهات فعلى سبيل المثال أمينة رزق مثلت دور الأمومة ببراعة شديدة جدا، فى (بداية ونهاية)، وأيضا زوزو نبيل مثلت نوعا آخر من الأمومة فى فيلم (سجن العذارى)، و(زمن العجايب)، وهو نوع الأمومة التى تعمل وتخطط لتدمير حياة أبنائها، وأيضا نجلاء فتحى مثلت فى (الجراج) نوعا جديدا من الأم المصرية وهى الأم التى تعمل من أجل أبنائها وعندما واجهت شبح الموت اضطرت رغم حبها إلى أن تبيعهم، فالسينما قدمت أنواعا كثيرة وجميع الفنانات قدمنه بشكل ممتاز.

وعن أيهم الأكثر نجاحا تجسيد المرأة فى السينما المصرية أم فى هوليوود، قال محمود قاسم إن الأمر فى هذه المسألة تحديدا ليس له علاقة بنوعية السينما سواء كانت مصرية أو فرنسية أو أمريكية، ولكن ما يتوقف عليه تجسيد المرأة والأمومة على شاشة السينما هو الموضوع، وفى هذا المجال ستجد أن الأكثر نجاحا كانت الفنانة نرجس، من الهند وكانت هى بدايات البطولة المطلقة لسيدة، وحققت نجاحا كبيرا قبل ظهور أميتاب باتشان وشاروخان، فالموضوع هو العامل الرئيسى لنجاح تلك النوعية من الأفلام وتلك النوعية من البطولات النسائية.

وفى السياق ذاته قال الناقد طارق الشناوى إن المرأة أصبحت مهمشة فى الدراما المصرية فى السنوات الأخيرة، بعدما لعبت دورا كبيرا فى إعلاء السينما المصرية، فالفن فى مصر قام على أكتاف المرأة.

وتابع الشناوى قائلا: حتى الأمثال التى صورت بها المرأة فى السينما والدراما منها الشخصيات السلبية ومنها الشخصيات التى قدمت دور الأمومة فى جميع صورها، وذلك ما يعطى الأمر بعدا آخر، وكذلك يتم مع الرجل ولكن المرأة أنواعها فى السينما والدراما كثيرة للغاية مما يجعلها الأكثر تأثيرا على المشاهدين نظرا لكونها الأكثر تأثيرا فى المجتمع.

موضوعات متعلقة