رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

أخبار

أزمة «السيستم» تعطل احتياجات المواطنين بالمؤسسات الحكومية

البنية التحتية الإلكترونية فقيرة وتحتاج إلى حماية من الفيروسات

خبير: توفير نظام بديل هو الحل.. والاعتماد على سيرفرات تتحمل الضغط لتفادى العطل

سرعان ما انتقلت تجربة ميكنة الخدمات والاعتماد على الكمبيوتر بالمصالح الحكومية بديلا للأوراق، لتتبدل عبارة «فوت علينا بكرة» إلى عبارة أخرى وهى «السيستم واقع»، فأصبحت مبررا لكل موظف يجلس خلف جهاز الكمبيوتر ولا يرغب فى العمل أو ربما لأسباب فنية، نتيجة عدم قدرة البنية التحتية للبيانات على تحمل ضغط الدخول إلى شبكات المعلومات لأكثر من جهاز فى نفس الوقت.

واحدة من أهم المصالح الحكومية التى يتعامل معها ملايين المصريين يوميًا وتعانى دائمًا من وقوع السيستم، وهى الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى، إذ يلجأ إليها المواطنون لاستخراج ما يعرف بـ«برنت التأمينات».

وأوضح «م.ع» موظف بالتأمينات مشكلة السيستم فى التأمينات، قائلا: «بشكل يومى ينهال علىّ السباب والشتائم من المواطنين دون ذنب منى، والسبب هو السيستم والذى يقع باستمرار نتيجة الضغط عليه، فنحن لا نمتلك سيرفرات تتحمل هذا الضغط، فعلى سبيل المثال تخيل أن موقع الهيئة المدون عليه بيانات المواطنين المؤمن عليهم يتعرض لضغط مثلة مثل موقع وزارة التربية والتعليم وقت ظهور نتيجة الثانوية العامة، فتكون النتيجة تعرض السيستم للتوقف فنضطر إلى إغلاق الجهاز وإعادة فتحة من جديد».

وأضاف أنه فى بداية عملى قبل عشرة سنوات كنت أردد عبارة «السيستم واقع» دون تفكير بناء على نصيحة المدير، والذى نصحنى بأقصى درجات ضبط النفس حتى لا أعرض نفسى لمشاكل مع المواطنين، وبعد فترة توصلت إلى المشكلة الفنية وقد رصدت حدوث خطأ فى البرنامج نفسه من خلال «الكود» الخاص بالسيستم، واحتمال حدوث هذا الخطأ نادر جدا قد يصل إلى 1%، والحل فى مثل هذه الحالة هو إعادة تشغيل السيستم من جديد، أما السبب الثانى لحدوث عطل فى السيستم يتمثل فى وجود عيب فى البرمجة ينتج عنه حدوث صراع بين عدد من العمليات الإلكترونية فى نفس الوقت، وذلك بسبب عيب فى السيرفر نفسه قد يؤدى إلى حدوث عطل فى السيستم.

بخبراته الطويلة التى استمرت 35 عاما داخل الحكومة، يروى ناصر زكريا الموظف السابق بالسجل المدنى، تجربته مع «السيستم» قائلا إنه تعرض لكمٍّ من السباب والشتائم فى حياتى من المواطنين يكفينى لـ100 سنة، وكنت أشتبك مع بعضهم فى البداية، ولكن بعد فترة وفرت صحتى وتجاهلت الأمر، فأنا من الجيل الذى عمل فى استخراج شهادات الميلاد بشكل يدوى وكانت من أفضل المراحل التى عشناها، فلا مجال لوقوع السيستم ولا غيره، وجميعها تعاملات ورقية من السجلات، ورغم أن العملية كانت تستغرق وقتا فى البحث عن الاسم وخلافه، لكن أفضل من السيستم الذى كان يسقط أكثر من 20 مرة فى اليوم الواحد.

وتابع ناصر بأن الموظفين غير قادر على علاج مشاكل السيستم مما دفعنى للمطالبة بتدريب الموظفين وقت خدمتى بالحكومة، ولكن لا حياة لمن تنادى، لأن أساس العملية الموظف وقاعدة البيانات وكل منهما لا يصلح أساسًا لتقديم الخدمة، فلا الموظف تم تدريبه ولا قاعدة البيانات تتحمل ضغط العمل، والنتيجة لا بد أن تكون سلبية.

فيما التقط «ش.ص» موظف بالتموين، طرف الحديث، قائلا إن وقت تقديم التظلمات على موقع الوزارة للمحذوفين من بطاقات التموين لم يتحمل الموقع ضغط التظلمات، بما أدى إلى وقوع السيستم، واضطررنا وقتها لتأجيل تقديم التظلمات 48 ساعة، ومحاولة التقديم مرة أخرى، ورغم أن الفترة الحالية تتطلب وجود سيرفرات ذات كفاءة أعلى من الموجودة حاليًا، إلا أننا لا نزال نتعامل بواسطة سيرفرات لا تتحمل ضغط المواطنين.

من جانبه، أكد المهندس مصطفى عبداللطيف خبير الاتصالات لـ«الزمان» أن فشل السيستم ببعض المصالح الحكومية، ناتجة عن أن هذه الأنظمة قد تكون مفتقدة للحماية، مما يعنى سهولة اختراقها من الفيروسات المنتشرة على الإنترنت، أو دخول «هاكرز» إلى نظام التشغيل، خاصة أن شبكة التشغيل لم تكن لها قوة تحمل كافية لرفع البيانات الخاصة بالمواطنين وتعاملاتهم بما سيؤدى إلى بطء فى التشغيل أو حدوث عطل فى الشبكة.

وشدد عبداللطيف، على ضرورة توفير نظام بديل يكون جاهزا وقت الحاجة إليه نتيجة عطل النظام الأساسى، إلى جانب توفير سيرفرات ذات سعة أكبر لتتحمل الضغط.