رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

أحمد شاكر يبين معنى حديث «الله هو المسعر»

أحمد شاكر الواعظ بالأزهر الشريف
أحمد شاكر الواعظ بالأزهر الشريف

تحدث أحمد شاكر الواعظ بالأزهر الشريف، عن غلاء الأسعار، ذاكرا حديث رسول الله «صل الله عليه وسلم»، الذي قال: "غلا السِّعر في المدينةِ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال النَّاسُ يا رسولَ اللَّهِ، غلا السِّعرُ فسعِّر لَنا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ هوَ المسعِّرُ القابضُ الباسطُ الرَّازقُ، وإنِّي لأرجو أن ألقى اللَّهَ وليسَ أحدٌ منكم يطالبُني بمظلمةٍ في دمٍ ولا مالٍ".

وأوضح «شاكر»، لـ«الزمان»، أن في هذا الحَديثِ الشريف يَحكي سيدنا أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه: "غَلا السِّعرُ"، أي: ارتفعَتْ أسعارُ السِّلعِ وقيمتُها عندَ أصحابِها، "على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقالوا"، أي: الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم: "يا رسولَ الله، سَعِّرْ لنا"، أي: طلبوا مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يأمُرَ التُّجَّارَ وأهلَ السُّوقِ بسعرٍ مسمًّى لكل سلعة لا يُزادُ عليه ولا يُنقَصُ".

وتابع: "فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ اللهَ هو المُسعِّرُ"، أي: إنَّ الغلاءَ والرُّخْصَ هو أمرٌ بيدِ الله تعالى، "القابضُ"، أي: المُمسِكُ للرِّزقِ، "الباسطُ"، أي: الموسِّعُ له، "الرَّزَّاقُ"، أي: الَّذي بيدِه رِزقُ العبادِ، "وإنِّي لَأرجو أن ألقى ربِّي وليس أحدٌ منكم يَطلُبُني بمَظْلِمَةٍ"، أي: تكونُ له مَظْلِمَةٌ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يسأَلُه بها اللهَ يومَ القيامةِ، "في دَمٍ ولا مالٍ"، أي: إنَّ المانعَ لي مِن التَّسعيرِ مَخافةُ أن يَظلِمَ النَّاسَ في أموالِهم؛ ذلك لأن في التَّسعيرِ مفاسِدُ".

وذكر أحمد شاكر إن هذه المفاسد منها: "امتناعِ التجارمِن البيعِ، وكثيرًا ما يُؤدِّي إلى القَحْطِ، وذلك إذا تضمَّن ظُلمَ التُّجَّارِ والبائِعين وإكراهَهم بغيرِ حقٍّ على البيعِ بثمَنٍ لا يَرْضَونه، أو مَنْعَهم ممَّا أباح اللهُ لهم، ذلك فى السلع الخاصة التي يمتلكها التجار فى البلاد كالخضار والفاكهة واللحوم ومستلزمات البيوت وغيرها أما السلع العامة التي تكون ملك للدولة كالبنزين والسولار وغيرها فهذه يجب على الحكام والمسئولين تسعيرها كي لا يحتكرها المحتكرون ويستغلها الطامعون".

وأكد الواعظ بالأزهر الشريف، أنه ذَهبَ بعضُ العُلماءِ إلى إباحةِ التَّسعيرِ عندَ الضَّرورةِ أو الحاجةِ، بشَرْطِ أنْ يتَضمَّن التسعير العدلَ بينَ النَّاسِ، مِثلَ إكراهِهم على البيعِ بثَمَنِ المِثلِ، فقد ورد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه رأى حاطب بن أبي بلتعة، يبيع الذبيب في سوق المدينة فقال له عمر: " كيف تبيع يا حاطب ؟" فقال : مدين بدرهم يا أمير المؤمنين فقال له سيدنا عمر تبتاعون بأبوابنا، وأفنيتنا، وأسواقنا، تقطعون في رقابنا، ثم تبيعون كيف شئتم، بع صاعا بدرهم وإلا فلا تبع في سوقنا.